يكون مفتاح مقاومة الضغوط النفسية والجسمية التي يتعرض عليها الإنسان بالتعرف على أسبابها لإيجاد الطرق التي تقللها أو التعايش مع مصدرها ، وقد تساعد التغذية الجيدة لجسم الشخص على مقاومتها مع حدوث بعض التأثيرات السلبية ،ومهما كان مصدر الضغوط سواءً كانت نفسية أو جسمية يتفاعل معها جسم الإنسان عن طريق إفرازه هرمون الأدرينالين الذي يؤدي إلى ردود فعل هرمونية وعصبية أخرى خلال تحضير الجسم للمواجهة أو الهروب ، ولا تحتاج معظم الضغوط التي يتعرض لها الإنسان إلى فعل سريع من جسمه وإنما إلى رد فعل قديم وبطريقة honoured wayخلال أقل من ثانية من تعرضه للخوف وزيادة عدد ضربات قلبه وزيادة حدة رؤية عيونه ويتحول الدم إلى العضلات وتزداد كثافته لإصلاح الجرح ،وتكون الضغوط الجسمية لهذه التفاعلات أساسياً مفيدة وتستمر فترة قصيرة ثم يعود تركيز الهرمون إلى مستواه الطبيعي ،ويصبح النظام العصبي في حالة أقل ارتفاعاً ،ويصاحب نظام الحياة في هذه الأيام أحياناً ضغوط عصبية مستمرة قد تؤدي إلى رد فعل ضغط تستمر فترة طويلة من الزمن.
لازالت التأثيرات الدقيقة للضغوط على الاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان غير مفهومة بدقة ، لكن تؤثر هذه الضغوط على عمليات الأيض الغذائي داخل خلايا الجسم ،ومن أحد التأثيرات المحتملة لها على الجهاز المناعي في الجسم أنها تقلل قدرته الدفاعية ،وربما تترك الشخص أكثر عرضة للإصابات الإنتانية بالأحياء الدقيقة المرضية أو حدوث بعض الأمراض ،ويحتاج الجسم عند إفرازه هرمون الأدرينالين إلى فيتامين ج ، وعندما يرتفع تركيز هذا الهرمون عند التعرض لضغوط فترة طويلة يحتاج إلى كمية أكبر من فيتامين ج ، وتستطيع معظم الحيوانات زيادة إنتاجها لهذا الفيتامين لتوفير الاحتياج الإضافي منه لأجسامها فالماعز كمثال تستطيع زيادة إنتاج فيتامين ج في جسمها إلى نحو 500% ،ولسوء الحظ يحتاج الإنسان إلى الطعام لتوفير هذا المركب لجسمه ،وإذا لم يتحقق ذلك عن طريق تناوله كميات كبيرة من الأغذية المحتوية على هذا الفيتامين مثل البرتقال وثمار الكيوي والفراولة والفلفل الأخضر والبندورة والجوافة والبروكلي يؤدي إلى ظهور أعراض نقصه في بعض أجزاء جسم الإنسان ومنها الجهاز المناعي ،وأظهرت دراسة علمية أن نقص فيتامين ج يقلل نشاط كريات دم بيضاء من نوع البالعات Macrophages ،وتقوم الخلايا المناعية في الدم بالتهام الجراثيم والفيروسات التي تهاجم الجسم ، ويؤدي نقص عدد هذه الخلايا المناعية إلى زيادة فرص إصابة الشخص بالزكام ومرض الأنفلونزا أو أمراض أخرى ،وعندما يتعرض جسم الإنسان لضغوط فترة طويلة يتطلب ذلك تعزير الجهاز المناعي ليصبح قوياً عن طريق تناوله كمية وفيرة من الأغذية الغنية بالكاروتين (فيتامين أ) الموجود بوفرة في الجزر والخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن والفواكه الصفراء والبرتقالية.
