المياه البيضاء:
في العادة تكون عدسة العين الموجودة وراء البؤبؤ صافية وشفافة، وتساعد عدسة العين في تركيز الأشعة الضوئية على الشبكية التي توجد في الجزء الخلفي من العين. ومع الإصابة بمرض المياه البيضاء، تصبح عدسة العين معتمة (مظلمة) بدرجات متفاوتة، ويؤدي ذلك إلى عدم وصول ما يكفي من الضوء إلى شبكية العين، وبالتالي تكون الصورة الناتجة غامضة وغير واضحة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء:
- السن.
- مرضى السكري.
- تاريخ عائلي عن الإصابة بالمياه البيضاء.
- إصابات وإلتهابات سابقة بالعين.
- عمليات جراحية في العينين.
- التعرض المفرط لأشعة الشمس.
- التدخين
- التعرض إلى إشعاع مؤين (Radiation Ionizing).
- استخدام الكورتيكوستوريدات.
علاج المياه البيضاء:
إن الطرق الحديثة لعلاج المياه البيضاء حالياً قد سهلت اتخاذ القرار، فالمريض الذي يعاني من ضعف النظر لا يستطيع ممارسة حياته العادية بشكل جيد مما يؤثر على جودة الحياة، ولذلك يجب إزالة المياه البيضاء بأسرع وقت مع تأثر النظر ، مع العلم ان المريض يحتاج لعمل فحوصات كاملة للجسم وذلك من خلال فحص (الدم ، السكر ، الكبد ، كشف باطني ، كشف الصدر ، رسم قلب ، كشف أسنان) وذلك لعمل تقييم كامل للحالة الجسمانية له حتى نتأكد من سلامته تماماً قبل دخوله للعملية، مبينا وجود فحوصات أخرى تجرى للعين كفحص العدسة والموجات فوق الصوتية وقياس تحدب قرنية العين ، وبعض الفحوصات الخاصة الأخرى عند احتياج المريض لعدسات خاصة وذلك لمعرفة المقاس المناسب للعدسة الخاصة للعين ، مع التأكيد أن عملية المياه البيضاء تعتبر من أسهل العمليات ولا تدعو إلى القلق. والعلاج المفيد الوحيد ضد المياه البيضاء هو عملية جراحية لإزالة العدسة الضبابية، وعادة ما يتم خلال هذه العملية أيضا زرع عدسة شفافة جديدة. وقد تتم إزالة المياه البيضاء أحيانا دون زرع عدسة جديدة. في هذه الحالات يمكن إصلاح الرؤية بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة. عمليات المياه البيضاء تسجل عادة نجاحا في 95% من الحالات.
قبل 30 – 35 سنة عند إجراء عمليات المياه البيضاء كان يضطر الطبيب لعمل جرح في العين بطول 12 مم ، ثم تطور بعد عشر سنين وأصبح 10 مم ، ثم 7 ثم 4 ، ثم أصبح 3 مم ، ثم 2.2م وأخيراً أصبح 1.8مم ، وعندها يقوم الطبيب بإستخراج المياه البيضاء من العين، ولكن اليوم الحمد لله فهناك تطور كبير جدا في عملية المياه البيضاء ، وأهم هذا التطور هو عامل الأمان والسلامة للمريض مع الحصول على أفضل النتائج ، وهو ما جعلنا نتطور من جرح طوله 12 مم يحتاج إلى عشرة غرز لجرح 1.8 ملي لا يحتاج إلى غرز مطلقاً. والآن أصبح الطبيب يعمل بالموجات فوق الصوتية أو بالليزر ، حيث يقوم بتفتيت نواة العدسة (الفاكو) ثم يقوم بعمل شفط للأجزاء المفتتة من خلال الفتحة التي أجراها ، بحيث لا يتجاوز الجرح سن القلم. فتدخل آلة الموجات فوق الصوتية بهذه الفتحة وتفتت العدسة ويتم شفطها وتبقى محفظة العدسة التي سنضع فيها العدسة الجديدة.
وحول: أنواع العدسات التي توضع داخل العين قد تقدمت كثيراً فقبل 50 سنة في أيام الحرب العالمية الثانية فإن أول عدسة وضعت في العين كانت عدسة من الزجاج ، عندما أصيب أحد الجنود أثناء الحرب، دخلت في عينه قطعة زجاج وظلت بها مدة دون أيه إلتهابات أو آلام، فأراد أن يستخرجها، وأخذ يلاحظ المادة المصنوع منها هذا الزجاج ، وكيف يمكن الاستفادة منها ، فهي يمكن أن تتشكل بالشكل المطلوب (تتحدب) ، وأن تحدث انكسار للأشعة بالشكل الصحيح. هنا بدأ اختراع العدسات الزجاج من نوع خاص والتي تطورت بعدها إلى العدسات الرخوة ثم تطورت إلى عدسات قابلة للثني ، فيتم ثنيها حتى تدخل من هذه الفتحة وتدخل داخل العين، والآن توجد العدسة المتناهية الصغر في قلة السمك ، يمكن أن تدخل من جرح 1.8 ملي ، والأحدث فيها الآن عبارة عن سائل لزج قليلاً يحقن في الكبسولة ، وعندما يدخل في الكبسولة يأخذ شكل الكبسولة، وهذا النوع هو أحدث التقنيات والتي لم يتم تسويقها عالمياً حتى الأن وهو في طور الأبحاث حالياً.
ومع التطور العلمي المستمر، نحمد الله تم الآن وبنجاح زراعة عدسات للرؤية البعيدة والقريبة في نفس الوقت، ويوجد منها نوعان : العدسات القادرة على التكيف والعدسات متعددة الأبعاد ، ومع التطور الهائل في تكنولوجيا العدسات المتعددة الأبعاد، الان يستطيع المريض بعد العملية رؤية الأشياء القريبة والبعيدة بنفس درجة الوضوح ، وتعتبر هذه العملية من أنسب الحلول المتاحة للمرضى الذين يقرؤن أو يقضوا فترات طويلة أمام الكمبيوتر وخاصة إذا كانوا يستخدمون نظارة مزدوجة للقريب والبعيد. وطبعاً يجب التأكد من قابلية المريض على أن تناسبه هذه العدسة، فهناك بعض المرضى لا يستطيعون التكيف على إستخدام النظارة المتعددة القوة بشكل طبيعي، وتعتبر هذه التقنية تطوراً هائلاً في تحسين قدرة الإبصار القريب والبعيد معاً لمرضى المياه البيضاء.
استئناف الأنشطة اليومية بعد العملية:
يجب أن يتجنب المريض رفع الأشياء الثقيلة، كما يجب أيضاً أن يتجنب الجهد الزائد لمدة أربعة أسابيع تقريباً بعد العملية. فيما عدا ذلك، يمكن أن يمارس المريض حياته بشكل طبيعي ويمكن لمعظم المرضى أن يعودوا إلي العمل بعد إسبوعين. ومن الممكن للمريض أن ينحني بصورة طبيعية، مع الحرص على عدم تعرض عينه لأي صدمات.
هل من الممكن أن يصاب الشخص بالمياه البيضاء مرة أخرى بعد العملية:
لا تصاب العين بالمياه البيضاء مرة أخرى ولكن قد تصبح المحفظة التي خلف العدسة ضبابية ويمكن علاجها عن طريق الليزر.
الدكتور خالد العرفج
رئيس قسم العيون – كلية الطب
أستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل