الصحة والغذاء

“تطهير الكبد”: هل هو خدعة أم حقيقة؟

يشهد تطبيق TikTok رواجًا كبيرًا لمقاطع الفيديو التي يقدمها منشئون يدّعون قدرتهم على “تطهير الكبد” باستخدام خلطات منزلية متنوعة. تتضمن هذه الخلطات مكونات مختلفة مثل خل التفاح والليمون والفلفل الحار وملح البحر وغيرها.

لا يقتصر الأمر على TikTok، بل تمتد هذه الموجة لتشمل منصات أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للمكملات الغذائية والأعشاب، مثل شوك الحليب والكركم والإنزيم المساعد Q10، لنفس الغرض.

تحذيرات من الخبراء

يشير الخبراء إلى أن معظم هذه الطرق “لتطهير الكبد” لا تستند إلى أبحاث علمية كافية، وأن الأشخاص الذين يروجون لها ليسوا متخصصين في الرعاية الصحية.

وفي هذا السياق، حذرت الدكتورة سيندي سينج لو، أخصائية أمراض الكبد في مستشفى نورثويل لينوكس هيل، من أن المنتجات والمكملات العشبية لا تخضع لتنظيم إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، ولم يتم اختبارها بدقة في التجارب السريرية. وأوضحت أن المكملات الغذائية التي تحمل علامة “طبيعية” لا تعني بالضرورة أنها آمنة، مشيرة إلى أن هناك عددًا متزايدًا من المنتجات التي يتم تسويقها على أنها “منظفات للكبد”، والتي قد تكون ضارة إذا كانت تحتوي على مكونات يمكن أن تسبب تلف الكبد الناجم عن المخدرات.

من جانبها، أشارت كريستين كيركباتريك، أخصائية التغذية المسجلة في قسم الصحة والطب الوقائي في عيادة كليفلاند، إلى أن بعض هذه “التطهيرات” قد تتفاعل سلبًا مع أدوية أخرى.

مخاطر محتملة

في نهاية المطاف، فإن ما قد يبدو كمشروع صحي بسيط وشامل قد يسبب ضررًا أكبر من نفعه.

وحذرت كيركباتريك من أن المخاطر تعتمد على المنتج، ونظرًا لوجود العديد من الاختلافات في هذه المنتجات في السوق، فإن مخاطرها ستختلف. وأضافت: “بالإضافة إلى ذلك، يمكن شراء العديد من المكونات الموجودة في بعض هذه المنتجات من متجر البقالة المحلي الخاص بك واستخدامها بشكل أكثر طبيعية في نمطك الغذائي. على سبيل المثال، إضافة الكركم إلى الوجبات، أو الليمون إلى الماء.”

كيف تعطي الأولوية لصحة كبدك بطرق آمنة ومستدامة، وفقًا للخبراء؟

الكبد ينظف نفسه بشكل طبيعي

الكبد هو أحد أكبر الأعضاء في الجسم، وعندما يعمل بشكل سليم، فإنه يتعامل مع كل ما يدخل الجسم، حيث يحول العناصر الغذائية التي يمكنه استخدامها إلى مواد، ثم يوزع هذه المواد على الخلايا حسب الحاجة.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك:

  • إدارة تخثر الدم.
  • إفراز الصفراء لهضم الدهون.
  • تخزين السكر للحصول على الطاقة.
  • صناعة البروتين لبلازما الدم.
  • المساعدة في عملية الهضم.

كما يقوم الكبد أيضًا بالتخلص من المواد السامة التي تدخل الجسم حتى لا تضر به.

لا حاجة لتطهير الكبد

أوضحت سينج لو أن “إحدى وظائف الكبد في الجسم هي استقلاب الأدوية وإزالة السموم من المواد الموجودة في الدم، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى تطهير”.

وبدلاً من التركيز على تطهير الكبد، نصحت كيركباتريك بالتركيز على رعاية الكبد حتى يؤدي وظيفته على النحو الأمثل.

وقالت: “الكبد (إلى جانب الكلى) يقوم بكل ما يحتاجه لتصفية الجسم وتخليصه من السموم، ولا يحتاج إلى مساعدة إضافية، بل يحتاج فقط إلى رعاية أفضل”.

الخلاصة

الكبد عضو حيوي يقوم بتنظيف نفسه بشكل طبيعي، ولا يحتاج إلى تدخلات خارجية لتطهيره. للحفاظ على صحة الكبد، يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنب الإفراط في تناول الكحول والأدوية، وممارسة الرياضة بانتظام.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم