لقد ثبت ارتباط البدانة بمشاكل صحية متعددة بما في ذلك العقم. ويتصل العقم عند البدينات بصفة أساسية بالخلل الوظيفي للمبيض. فغالبًا ما تنتج عن عملية التبويض دورات طمث غير منتظمة.
وقد أظهرت الدراسات أن نسبة تتراوح من 30-47% من البدينات يعانين من عدم انتظام دورات الطمث. ويزيد احتمال عدم انتظام الدورة مع زيادة الوزن.
وفضلًا عما تقدم، ثبت أن إنقاص الوزن يؤدي إلى استعادة الدورة الطبيعية وزيادة معدلات حدوث الحمل.
ويتمثل الخط الأول في علاج العقم المرتبط بالبدانة في إنقاص الوزن وتغيير أسلوب الحياة. وبالرغم من أن أي نقص في وزن البدينات يحسن من خصوبتهن، فإن إنقاص من 5-10% من وزن الجسم يؤدي إلى إباضة تلقائية في 60% من الحالات.
وينبغي محاولة قصر السعرات الحرارية المتناولة إلى 1000/1200 سعر حراري في اليوم، وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعيًا. وقد يُنصح باللجوء إلى عقاقير إنقاص الوزن وعمليات تصغير المعدة في حالة فشل تغيير أسلوب الحياة في إنقاص الوزن بما بكفي.
وبعيدًا عن إنقاص الوزن، لا تختلف علاجات العقم للبدينات اختلافًا كبيرًا عن غيرهن.
فبالنسبة للتبويض يتضمن الخط الأول للعلاج تنشيطه من خلال عقاقير تؤخذ عن طريق الفم مثل الكلوميفين. أما السيدات التي لا تجدي معهن العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم، فيتم حقنهن بعوامل تنشيط التبويض، أو اللجوء إلى الإخصاب الخارجي (أطفال الأنابيب) عند فشل العلاجات السابقة، أو في حالة وجود عوامل أخرى تسبب العقم.
ولقد ثبت ارتباط البدانة بطول فترة العلاج وزيادة الجرعات بل وزيادة احتمال إلغاء العلاج لضعف الاستجابة.
وأظهرت الدراسات انخفاض معدلات حمل البدينات اللاتي يخضعن لـ (أطفال الأنابيب) بنسبة 30% مقارنة بالسيدات اللاتي تحافظن على الوزن الطبيعي. ويرجع إلى عدة أسباب منها ضعف امتصاص الأدوية بسبب زيادة الدهون والقدرة المحدودة على تصوير المبيض أثناء فحصه بالموجات فوق الصوتية.
وفي حالة حدوث الحمل تعاني البدينات من ارتفاع احتمال فقده، حيث تظهر الدراسات ارتفاع نسبة الإجهاض عند البدينات إلى الضعف مقارنة بالسيدات اللاتي تحافظن على الوزن الطبيعي.
ونخلص من ذلك إلى أن البدانة تمثل مشكلة صحية كبيرة وترتبط بالعقم والإجهاض، وأن إنقاص الوزن وسيلة مفيدة جدًا لعلاج هذه الحالات ويمكن أن تزيد من الخصوبة وتحد من نسب الإجهاض.
د. محيي الدين لبنية – استشاري التغذية العلاجية