تنصح دراسات عديدة بالإكثار من تناول الماء، مؤكدة أن لها فوائد صحية هامة. لكن بحثًا كنديًا حذر من أن الإفراط في تناول الماء قد يسبب مشاكل كبيرة للكليتين.
تم التوصل إلى هذه النتائج بمحض الصدفة، حيث كان فريق بحثي من معهد أبحاث الصحة في مدينة لندن، بصدد دراسة الحالة الصحية لسكان مدينة «والكرتون» الكندية بعد أن تلوثت مياهها ببكتيريا «الإيكولا» عام 2000.
ودهش الباحثون عندما علموا أن 5% من سكان المدينة يتناولون كميات كبيرة من الماء، ووجدوا 100 منهم يعانون من مرض البيلة البروتينية (proteinuria) وفيه ترتفع نسبة المواد البروتينية في البول. ويمكن أن يتسبب هذا المرض في فشل الكلية، ويعد كذلك مؤشرًا على اعتلال الأوعية الدموية الدقيقة الذي تتلف فيه الشرايين الدقيقة للقلب مسببة مرض القلب والوفاة في النهاية.
وذكر المصابون أنهم يتناولون 4 ليترات من الماء يوميًا على الأقل، وهو ما يعادل نحو 18 كأسًا كبيرًا من الماء. وذكر بعضهم إنهم كانوا يتناولون 6 لترات من الماء. وذكرت إحدى السيدات أنها كانت تتناول أكثر من 8 لترات من الماء يوميًا.
ووافق 56 من هؤلاء الأشخاص على الاشتراك في الدراسة. ولم يبد المشتركون في الدراسة ارتياحًا لطلب الباحثين بتقليل استهلاكهم للماء لكنهم التزموا في النهاية بالتعليمات التي أمليت عليهم، حيث طُلب منهم تقليل استهلاكهم للسوائل إلى أقل من 8 أكواب كبيرة من الماء يوميًا وذلك لمدة أسبوع واحد.
وجاء مردود هذه النصيحة سريعًا؛ حيث اختفت المشاكل التي تعاني منها كلياتهم بشكل كامل، بينما تحسنت مشاكل الكلى بشكل جزئي لدى بعضهم.
مجلة الجمعية الطبية الكندية (www.cmaj.ca )