يعتقد خبراء أن وحدات مكيف الهواء التي تعيد تدوير نفس الهواء في الغرفة تحتاج إما إلى إيقاف تشغيلها أو استخدامها مع فتح النوافذ من أجل إيقاف انتقال فيروس «كورونا» المستجد في الهواء.
ويقول باحثون بريطانيون إن أولئك الذين يستخدمون مكيفات الهواء التي تعيد تدوير نفس الهواء معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بفيروس «كورونا»، إذا كان الشخص المصاب في نفس المكان.
ووفقًا لصحيفة «تلغراف» البريطانية، هناك نوعان من مكيفات الهواء – أحدهما يأخذ الهواء من الخارج ثم يطرده مرة أخرى، والآخر هو التكييف ذات الوحدتين، والذي يعيد تدوير نفس الهواء.
وتعتبر وحدات مكيف الهواء التي ليس لديها «مصدر مخصص لإمداد الهواء الخارجي إلى الغرفة» من الممكن أن تكون مسؤولة عن إعادة تدوير ونشر الجسيمات الفيروسية المحمولة جوًا في مسار المستخدمين البعيدين اجتماعيًا، وفقًا لمعهد تشارترد لمهندسي خدمات البناء.
وفي هذا السياق، قال الدكتور شون فيتزغيرالد، الزميل في الأكاديمية الملكية البريطانية للهندسة، إن فتح النوافذ أثناء تشغيل مكيف الهواء قد يكون أفضل طريقة للحد من مخاطر انتقال فيروس «كورونا».
وتابع فيتزغيرالد لصحيفة «تلغراف»: «الاستراتيجية الموصى بها الآن أنه إذا كان لديك مكيف الهواء من نوعية الوحدات المقسمة، فعليك إبقاء النافذة مفتوحة والتضحية برغبتك في بيئة باردة. وإذا كان هناك قدر ضئيل من الرياح، فإنه سيحرك الهواء. إذا لم تتمكن من فتح نافذة فقم بإيقاف تشغيل مكيف الهواء».
وألقى باحثون في أبريل باللوم على وحدة تكييف الهواء في انتشار فيروس «كورونا» المستجد بين تسعة أشخاص آخرين على الأقل كانوا يتناولون الطعام في مطعم في قوانغتشو في الصين في يناير الماضي.
ونشرت ورقة بحثية في مجلة الأمراض المعدية الناشئة عن الحادث في مطعم في قوانغتشو في يناير، حيث وصلت عائلة من ووهان، المدينة التي بدأ فيها جائحة «كورونا».
ويقول الباحثون إن أحد أفراد هذه العائلة كان يحمل فيروس كورونا دون ظهور أعراض، وبعد أسبوعين أصيب المريض مع تسعة آخرين، بما في ذلك أفراد من عائلتهم، بالإضافة إلى مجموعتين أخريين على طاولات قريبة في المطعم بالفيروس.
وكان الأفراد يوجدون – في المطعم الذي لا توجد به نوافذ – على بعد حوالي ثلاث أقدام من بعضهم البعض، حيث يدعي مؤلفو الورقة البحثية أن السبب الأكثر احتمالاً لهذا التفشي كان انتقال الرذاذ، ومع ذلك يقولون إن الرذاذ يبقى فقط في الهواء لفترة قصيرة ولا ينتقل إلا في مسافات قصيرة. لذلك، خلصوا إلى أنه من المرجح أن يكون مكيف الهواء قد نشر الفيروس أكثر بين الجداول المصابة.
ويأتي الاستنتاج الذي توصل إليه باحثون بريطانيون بشأن مكيفات الهواء وسط نقاش حاد بين الخبراء حول مدى سهولة انتقال الفيروس عبر الهواء، إذ اعترفت منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف هذا الأسبوع بأن الفيروس الجديد يمكن أن ينتشر من خلال قطرات صغيرة تطفو في الهواء، في إشارة إلى ما ذكره أكثر من 200 خبير علمي اشتكوا علنا من أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قد فشلت في تحذير الجمهور من خطورة انتقال الفيروس في الجو.
ومع ذلك، لا تزال منظمة الصحة العالمية تصر على وجود دليل أكثر دقة على أن فيروس «كورونا» والمسبب لمرض (كوفيد -19)، يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء، وهي سمة تضعه على قدم المساواة مع الحصبة والسل وتتطلب تدابير أكثر صرامة لاحتواء انتشاره، حسبما أورد تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقال خوسيه خيمينيز، الكيميائي بجامعة كولورادو، الذي وقع على خطاب عام يحث منظمة الصحة العالمية على تغيير توجيهها إن «الحركة البطيئة لمنظمة الصحة العالمية بشأن هذه المسألة تبطئ للأسف السيطرة على الوباء»، في الوقت الذي يقول خبراء ومنهم خيمينيز إن منظمة الصحة العالمية تتمسك بشدة بفكرة أن الجراثيم تنتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال بشخص أو شيء ملوث.
وكانت وثيقة صادرة عن منظمة الصحة العالمية قد صدرت يوم الخميس الماضي قد دعت إلى إجراء المزيد من البحوث حول انتقال الفيروس عبر الهواء.
المصدر: (www.aawsat.com)