حوار/ أماني البحيري
للوزن الزائد تبعات خطيرة على صحة الجميع، فقد ثبت أنه يتسبب في الإصابة بأمراض متعددة مزمنة.
وهناك وسائل حديثة في محاربة هذا المرض وتفاديه يحدثنا عنها في هذا اللقاء د. علاء مغازي استشاري جراحات التجميل . كما نتعرف منه على أهم أسباب زيادة الوزن، وطرق تفاديها، وأهم التقنيات المستخدمة في علاجها.
· متى يكون الشخص بدينًا؟ وهل السمنة أنواع؟
يكون الشخص بدينًا عند زيادة وزن جسمه عن المعدلات الطبيعية. وعند حدود معينة تسمى سمنة (مؤشر كتلة الجسم 25-30 كجم/م2)، ولو زادت تسمى سمنة مفرطة أو بدانة (مؤشر كتلة الجسم أكثر من30 كجم/م2).
والسمنة نوعان: عامة وموضعية.
السمنة العامة يكون تراكم الشحوم فيها فوق المعدلات العادية تحت جلد الجسم كله، وداخليًا حول الأمعاء نتيجة تراكم غير طبيعي للدهون في مخزون الأنسجة الدهنية في مناطق الجسم المختلفة لوجود مادة على الصبغيات الوراثية تتحكم في الجهاز العصبي تجاه سلوك الشخص للطعام وشهيته له والتوازن بين الطاقة المكتسبة والمفقودة بالجسم، وهي غالبًا تكون متجانسة وتستجيب للحمية.
أما السمنة الموضعية أو التشحم، ففيها تتجمع الشحوم تحت الجلد في أماكن محددة ومتناظرة من الجسم وقد تصاحب أيضًا السمنة العامة، وتكون غير متجانسة وغالبًا لا تستجيب للحمية.
وتختلف هذه الأماكن باختلاف الجنس (نشاط هرموني) والعرق والعوامل البيئية والوراثية. ففي الرجال تزيد نسبة الدهون في الصدر وأعلى البطن وأسفل الظهر، أما في النساء فنجدها تزيد في أسفل البطن والأرداف وأعلى الفخذين والذراعين.
وهناك ما يسمى السمنة الكاذبة، ويقصد بها احتباس الماء في الجسم نتيجة تناول أدوية معينة مثل الكورتيزون. وتذهب هذه السمنة بعد التوقف عن تعاطي الدواء.
· هل صحيح أن هناك أجسامًا لديها استعداد طبيعي للسمنة بغض النظر عن كمية الطعام ونوعيته؟
السمنة لها أسباب كثيرة، أهمها العوامل الوراثية، وتكون السمنة واضحة عند البلوغ أو بعدها بقليل في عدد لا بأس به من أفراد العائلة الواحدة.
ومن الأسباب أيضًا الاضطرابات الهرمونية نتيجة اختلال في الغدد الصماء، وهذه غالبًا ما تؤدي إلى السمنة المفرطة المرضية. كما تؤدي الاضطرابات النفسية والإحباط والكآبة إلى الإفراط في تناول الحلويات والأكل للتعويض أو الخروج من الحالة النفسية ونسيان الهموم المتراكمة. إضافة إلى الاضطرابات العقلية، وفيها يكون المريض غير مدرك لما يتناوله من طعام ويلتهم أي كمية دون إدراك للطعم أو الشكل أو النوعية.
أضف إلى ما سبق حياة الدعة والكسل والخمول وقلة الحركة وعدم المشي إما لطبع في المريض أو بسبب مرض معين مثل التهاب المفاصل الحاد أو الإعاقة الناتجة عن الحوادث. كما تنتج السمنة عن تناول بعض الأدوية الفاتحة للشهية أكثر من اللازم كالفيتامينات أو الهرمونات.
أما الأشخاص الذين يزاولون أعمالا على الأغلب ذهنية ويشوبها القلق والتوتر ومن يتناولون الأطعمة السريعة وتلك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، فهؤلاء يكونون أيضًا عرضة للسمنة..
· ما أهم أضرار أو مضاعفات زيادة الوزن؟
هناك أدلة علمية على وجود رابط بين السمنة وكثير من الأمراض مثل السكري وزيادة ضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين وما يصاحبه من جلطات بالمخ. وكذلك أمراض المفاصل (الساقين والفقرات) والنقرس وأمراض الغدة المرارية، وسرطانات القولون والمستقيم والرحم والثدي.
وهناك علاقة بين السمنة وتكيس المبايض وما قد يصاحبه من عقم أولي أو ثانوي وازدياد الحالات النفسية مع اختلال العلاقات الزوجية وعدم الانخراط في الأعمال الاجتماعية. ووجد كذلك زيادة في التهابات الجلد والفطريات، كما لوحظ زيادة نسبة الوفيات في التهاب الزائدة الدودية عند البدناء مع زيادة حوادث الطرق لديهم.
· وما أفضل الأساليب للتخلص من السمنة؟
من الأفضل اتباع نظام انقاص الوزن بشكل دائم مع ممارسة الرياضة بكل أنواعها في كل الأوقات وبشكل منتظم وتناول الوجبات الصحية المتوازنة بعيدًا عن الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة كالحلويات والدهون والبعد عن التوتر والتدخين للمحافظة على رشاقة الجسم وحيويته.
· إلى أي مدى يعتبر تغيير نمط الحياة البطيء أكثر فعالية لعلاج السمنة؟
من أكثر الطرق فعالية في علاج السمنة العامة تغيير نمط الحياة البطيء والجمع بين نظام غذائي (حمية- ريجيم) ونظام رياضي مع متخصص على الأقل ساعتين من المشي العادي أو ساعة واحدة يوميًا من المشي السريع أو نصف ساعة من الجري لأربعة أيام في الأسبوع. والبرنامج الأمثل يكون لمدة ستة أشهر وأقلها ثلاثة أشهر متتابعة.
أما إذا لم يستجب الجسم أو تبقى قدر من الدهون بعد ذلك (السمنة الموضعية) فيمكن استشارة جراح التجميل. كما ننوه إلى أنه مع الحمية والرياضة لا بد من التشجيع من المحيطين من الأهل والأقارب والأصدقاء والطبيب المعالج، وقبل ذلك الإرادة القوية من المريض مع المتابعة الدقيقة لبرنامج العلاج بإيمان و أمل.
· وكيف يمكن علاج السمنة المفرطة؟
حالات السمنة المفرطة التي يزيد فيها مؤشر كتلة الجسم عن 30 كجم/م2 ويصحبها مشاكل صحية كثيرة تحتاج إلى التدخل الجراحي، مع ضبط كميات الأكل والمتابعة المستمرة في شكل عمليات تقلل من الأكل أو امتصاصه، ويفضل منها ما لا يغير من الوظائف الفسيولوجية للجسم مثل تدبيس المعدة الطولي أو رباط المعدة أو بالونة المعدة.
أما عمليات تحويل مسار الأمعاء لمنع الامتصاص فلها نتائج غير محمودة، وعمومًا يرجع الرأي في ذلك «لجراحي السمنة» وليس «جراحي التجميل».
· وماذا عن العلاج بالعقاقير؟
عقاقير التخسيس تعمل على فقدان الشهية، وقد أثبتت بعض النجاح، ولكن لها خطورة على صحة الإنسان بالإضافة للأعراض الجانبية من أرق أو اكتئاب، وبعضها يسوق له تجاريًا دون تجربة أو إثبات علمي. لهذا لابد أن يكون تحت إشراف طبي دقيق من «طبيب التغذية» ويقتصر على الحالات الشديدة التي لم تستجب للطرق العادية أو التي تعاني من سبب طبي يمنع الجراحة.
· هل تنصح باستخدام الإبر الصينية في العلاج؟
أعتقد أن هذه الطريقة لا تخضع لقاعدة علمية واضحة وأسرارها مع من يمارسها فقط، كما أن العلاج بهذه الطريقة يحتاج إلى وقت طويل، فضلاً عن أن معظم الحالات تعود كما كانت بعد إيقاف العلاج لذلك لا يمكن الاعتماد عليها وحدها كليًا
· ما هو العلاج غير الجراحي باستخدام الأجهزة؟
بعض حالات السمنة البسيطة أو الموضعية أو التي ترفض العمليات للخوف أو لديها مانع طبي من إجراء العمليات أو تبقي لديها بعض التجاعيد البسيطة بعد العملية فيمكن استخدام بعض الأجهزة التي يشرف عليها «أطباء التغذية» وأطباء الجلدية والتي تقوم بإذابة الدهون وإعادة توزيعها والتخلص من جزء منها داخليًا من خلال عدة جلسات أو حقن مواد لإذابة الدهون السطحية لحالات التشحم البسيطة.