منذ بدء الخليقة والإنسان يأكل ويشرب ويهضم الطعام ويتكاثر فتحمل المرأة وتضع، وكان كل ذلك النشاط البشري يتم دون الاستعانة بطبيب أمراض نساء وولادة أو مختص تغذية. كما لم تكن هنالك حاجة بالطبع لإصدار مجلة مثل «عالم الغذاء» أو غيرها من وسائل التوعية في مجال إعداد الوجبات.
فالله سبحانه وتعالى سهل لنا الأمور التي لها علاقة مباشرة بحياتنا على الأرض، ولم يضعها في يد بشر، وذلك حسب أهميتها للإنسان.. فجعل الهواء للجميع بحيث لا يستطيع أحد أن يحجب الهواء عن إنسان آخر، اللهم إلا إذا خنقه!
ويأتي بعده الماء، وهو يسري في معظم أرجاء المعمورة، ولكن بمجرد تدخل الإنسان بدأت بعض الدول المجاورة لمنابع الأنهار تعاني من أزمة في الماء.
ويأتي بعد ذلك الطعام، فإذا كان الإنسان يستطيع العيش بدون هواء لمدة ثوان، وبدون ماء لمدة أيام، فإنه يستطيع العيش بدون تناول طعام لمدة أطول، ومع ذلك فإن الطعام هو أكثر الأشياء الثلاثة السابقة التي يهتم بها الإنسان.
والله سبحانه وتعالى خلق من الأشجار والأعشاب الكثير، وإذا تذوقنا أي نوع من العشب أو الشجر وكان ذا مذاق لاذع أو غير مقبول فهذا يعني أنه غير صالح للأكل أو الاستهلاك الآدمي، وإذا كان ذا رائحة ونكهة طيبة فيمكن بالفطرة وبدون معونة مختصين للوصول لهذه الحقيقة.
وإذا نظرنا إلى الألوان المختلفة في الخضراوات والفواكه، نجد أن منها الأحمر والأصفر والأخضر والبرتقالي والأبيض، وتحتوي كل منها على خاصية معينة..
وبكل بساطة يمكننا التأكيد أننا لو أضفنا ألوانا لطعامنا من هذه الثمرات فإنها ستعطي أكبر قدر ممكن من الفائدة ومن احتياجات جسمنا من المعادن والفيتامينات.
وهنا نأتي لأهم مبدأ يمكن تطبيقه على كل الحالات، وهي الاعتدال… فقد تبين أن عدم الإفراط أو النقص في أي طعام بذاته لا يسبب للجسم مشاكل، فلماذا إذن كل هذا الإفراط في أنواع الريجيم والحميات الغذائية؟ ولماذا بعد بعضنا تمامًا عن تعلم الشيء القليل عن طعامنا الذي نتناوله على الأقل 3 مرات في اليوم إن لم يكن أكثر في معظم الحالات.
فإذا لم نكن بحاجة لمختص في التغذية فهل نحن بحاجة إلى طباخ أو شيف؟