عادة ما يقع المرضى في أثناء شهر رمضان المبارك في حيرة من أمرهم.. ويتساءلون: هل يؤثر الصوم على صحتهم، وما نوعية التأثير إذا حدث، وإذا كان من الممكن أن يصوموا، فماذا يأكلون، وكيف؟
هذا الكتاب «المرضى في رمضان: متى يصومون، وماذا يأكلون؟» مؤلفه طبيب درس الطب وتفقه في علوم الدين، وهو يقدم للقراء الكثير من المعلومات التي تهم المرضى في الصوم والعلاج.
وفي فصول الكتاب المختلفة نطالع الكثير من النصائح الغذائية التي تخفف من مشقة الصيام وتساعد المصابين ببعض الأمراض الشائعة واسعة الانتشار، على أداء فريضة الصيام مع الحصول على الشفاء في الوقت نفسه بإذن الله.
يوضح الكتاب أن مرض ارتفاع ضغط الدم يعتبر واحدًا من أهم الأمراض الشائعة التي يستفيد المصاب بها من الصيام. حيث ثبتت، عمليًا، فعالية بعض الإجراءات الغذائية وبعض أنواع الأطعمة في تخفيض ضغط الدم المرتفع والمحافظة عليه في مستواه الطبيعي.
وأول هذه الإجراءات الهمة هو تقليل الملح (كلوريد الصوديوم) في الطعام، إذ ثبتت علاقة الصوديوم بارتفاع الضغط. ومن ثم فإن أول نصيحة تقدم للصائم المريض بارتفاع ضغط الدم هي تقليل الملح في الطعام عن طريق البعد عن كل المأكولات التي تتصف بالملوحة العالية والحرص على عدم إضافة الملح إلى أي طعام.
أما النصيحة الثانية التي يقدمها المؤلف لذلك المريض الصائم فهي الحرص على تناول قدر كاف من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم مثل الخضراوات والفواكه، ويوصي بأن تكون على مائدة الإنسان في كل وجبة بصفة عامة وعلى مائدة الإنسان الصائم المريض بضغط الدم المرتفع خصوصًا.
يتطرق المؤلف أيضًا إلى الإمساك باعتباره من الأعراض المرضية الشائعة، ويعاني منه الكثير من الصائمين قائلا: إنه لكي يتمكن الصائم من التغلب على الإمساك فيجب أن يتضمن الطعام الأغذية التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف وهي الخضراوات مثل: السبانخ والجزر والكرنب والقرنبيط والفول والخس والبصل والبنجر والخيار والطماطم والبازلاء والثوم والحبوب غير المقشورة، وغيرها، والفواكه مثل: البرقوق والتين والعنب والبلح والزبيب والكمثرى والبطيخ والبرتقال والجريب فروت والأناناس والمشمش.
ومن الأطعمة الفعالة جدًا في القضاء على الإمساك الزبادي والردة (نخالة القمح) الموجودة في الخبز الأسمر والعسل وزيت الزيتون وزيت اللوز.
لكن المؤلف يحذر من أن الأغذية الغنية بالألياف قد تؤذي المريض المصاب بمتاعب في القولون والأمعاء، لأن الألياف تهيج الأغشية المبطنة للقناة الهضمية ومن ثم تسبب الآلام والمتاعب للمريض الذي عليه أن يتجنب هذا النوع من الأطعمة.
ويقدم عسل النحل الحل المناسب للمرضى الصائمين، حيث أثبتت التجارب نجاح عسل النحل في علاج الإمساك سواء كان إمساكًا استرخائيًا ناتجًا عن ضعف عضلات القولون أو إمساكًا تشنجيًا ناتجًا عن تقلص عضلات القولون.
والوصفة المجربة التي ينصح بها في هذه الحالة هي تناول ملء ملعقة كبيرة من عسل النحل مرة واحدة في اليوم، ليكن قبل وجبة السحور مثلاً أو عند الإفطار. ويمكن إضافة ملعقة العسل إلى كوب ماء ساخن مع عصير نصف ليمونة.
ومن الحالات المرضية التي ينصح المؤلف بالإفطار فيها الإصابة بالنوبة النشطة للقرحة، لأن المعدة يجب ألا تترك خالية لعدة ساعات كما يحدث في الصيام. ولكن مع العلاج الحديث وبعد الالتئام يمكن للمريض أن يصوم، ولكن عليه أن يبتعد عن كل ما يثير الغشاء المبطن للمعدة والاثنا عشري مثل الأطعمة الساخنة أو شديدة البرودة أو شديدة الحلاوة أو بالغة المرارة أو الأطعمة الحريفة (الفلفل والشطة والبهارات) أو الأطعمة الخشنة.
أما مرضى الكبد الذين تسمح حالتهم بالصيام فيجب عليهم الابتعاد عن الدهون وفي الوقت نفسه الإكثار من المواد النشوية والسكريات والمواد الغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن للمساعدة على تجديد خلايا الكبد.
أما في نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق فعلى الصائم أن يكثر من الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين (ج) مثل: الليمون والبرتقال والجريب فروت، وتناول الزبادي باستمرار حيث ثبت تأثيره في زيادة مناعة الجسم ضد أمراض البرد والإنفلونزا، وكذلك عسل النحل.
المصدر: كتاب: المرضى في رمضان: متى يصومون؟ وماذا يأكلون؟ المؤلف: د. توحيد الزهيري.
————
النشر العلمي: دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر بالقاهرة.