ظهور السمنة في مرحلة المراهقة يكون أقل حدوثًا منه في فترة الطفولة، فكثيرٌ من المراهقين يعانون من السمنة منذ طفولتهم. أما المراهقون الذين يزيد وزنهم عن الطبيعي فهم غالبًا غير نشيطين ولا يمارسون أي نوع من النشاط الرياضي. وهناك اعتقاد بأن السبب في السمنة في مرحلة المراهقة هو قلة استهلاك الطاقة (عدم النشاط البدني)، وليس زيادة تناول السعرات الحرارية.
وغالبًا ما تؤدي السمنة في هذه الفترة إلى عدد من المشكلات النفسية والاجتماعية، مثل الإحساس بالإحباط، وعدم الثقة بالنفس، وعدم الاقتناع بالمظهر الشخصي، وتشعر بعض الفتيات البدينات بأن مظهرهن البدين له تأثير على الطريقة التي يعاملهن بها الناس.
والمراهقون في بعض الأحيان يكونون ذوي إحساس مرهف بالنسبة لمظهرهم الخارجي، فيؤدي هذا إلى انسحابهم من بعض المناسبات والنشاطات الاجتماعية.
كما أن السمنة قد تكون عاملًا في ظهور بعض الخلافات بين المراهق وعائلته، حيث تطلب منه عائلته دومًا أن يخفض من وزنه، لكن عملية إنزال الوزن ليست في المتناول دائمًا، ولهذا يفضل تلافيها منذ البداية. ويجب اتباع سلوك غذائي سليم للطفل منذ الصغر كي يستمر في اختيار ما يفيده وما هو صحي بالنسبة له.
ويقتضي مساعدة الفتاة البدينة على وضع أهداف لتخفيض وزنها، ومساعدتها على استعادة الثقة بنفسها، وتحسين معنوياتها.
ومن المهم أيضًا مراعاة حصول الفتاة المراهقة على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تغطي احتياجاتها لتدعيم نموها.
وتعتبر الرياضة البدنية والدعم المعنوي عاملين هامين جدًا عند التخطيط لبرنامج تخفيف الوزن بالنسبة للمراهق أو المراهقة.
وللحفاظ على الكتلة العضلية وزيادة التخلص من الشحوم المتراكمة ينبغي تخفيض الوزن تدريجيًا وذلك بالتخلص من ربع إلى نصف كيلو جرام من وزن الجسم أسبوعيًا عن طريق تخفيض السعرات الحرارية اليومية المتناولة بمقدار يتراوح من 200 إلى 500 س ح يوميًا مع الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية.
د.خالد بن علي المدني – استشاري التغذية العلاجية