بمجرد أن يصاب شخص ما بمرض القلب أو انسداد في الشرايين يشير الأطباء بأصابع الاتهام إلى الكولسترول باعتباره السبب الرئيسي في هذه الإصابة.
لكن ما اكتشفه باحثو جامعة هاواي أخيرًا قد يقلب هذه الحقائق القديمة رأسًا على عقب, خاصة ما يتعلق بفرضية أن هذه المادّة مضرّة بالشرايين وهي السبب الرئيسي للأزمة القلبيّة والجلطة الدّماغيّة، حيث يعتقد الباحثون أنها لا تستند إلى دلائل علميّة بل إنّها معتقدات رسّختها صناعة الأدوية والغذاء في أوساط الأطباء.
وعلل الباحثون ذلك بأنّ ارتفاع الكولسترول ليس رديفًا بأمراض القلب والشرايين، وإنما يترجم حالة من عدم توازن في نمط الحياة وفي بعض المقاييس البيولوجيّة وهذه الأخيرة هي السبب الحقيقي للجلطة القلبيّة.
وقد أثبت البحث أنّ نسبة الوفاة الناتجة عن الجلطة القلبيّة لا تتأثّر بزيادة الكولسترول. فنمط حياتنا هو السبب في تقلّص مؤمن الحياة وليس الكولسترول. وبالتالي فإن تخفيض الكولسترول لا يضيف أيّ شيء. حيث تشير معظم التجارب الإكلينيكيّة التي أجريت منذ 2005 إلى ذلك.
ولتخفيض الكولسترول ينصح العلماء باتّباع حمية غذائيّة أو بتناول أدوية، لكن إذا لم نغيّر من نمط حياتنا يظلّ الخطر هو نفسه. إذن النظرة الجديدة للكولسترول تؤكد أن انخفاض مستوياته في الجسم يزيد من معدلات الوفاة.
وقد أكدت مجلة «لانست» الطبية البريطانية- التي نشرت البحث- أن خفض مستويات الكولسترول لدى كبار السن الذي كان يعتقد أنه وسيلة لمنع أمراض القلب قد يزيد من خطر الوفاة. خاصة بعد أن أثبتت الدراسات التي أجراها العلماء على مجموعة من الأشخاص أن المستويات العالية من الكولسترول تعمل بالفعل على رفع خطورة التعرض لانسداد شرايين القلب.
وأشار العلماء إلى أن الكولسترول عبارة عن مادة شمعية يفرزها الكبد وتوجد في جميع خلايا الجسم, وهناك نوعان منها: الأول هو «الليبو بروتين» منخفض الكثافة, ويعرف باسم الكوليسترول السيئ, وهو الذي يتسبب انسداد الشرايين حول القلب, أما النوع الآخر فهو «الليبو بروتين» عالي الكثافة, أو الكوليسترول الحميد, ويساعد على إزالة الكولسترول من الدم ومن التكوينات الدهنية حول القلب.
وبهذا الاكتشاف سوف يتغير مفهوم الأطباء حول هذه المادة, ولينظر إليها العلماء نظرة المادة المفيدة للجسم.