ليست الفيتامينات عصا سحرية ضد الأمراض.
تؤدي الفيتامينات والمعادن والأملاح دورًا جوهريًا في دعم عمليات الجسم الكيميائية وتعزيز المناعة في مواجهة الأمراض، وقد أظهرت الدراسات العلمية مدى فوائدها للجسم.
ولذلك فإن الكثيرين أصبحوا يتهافتون على الفيتامينات وكأنها عقاقير سحرية سوف تقيهم من الأمراض، تحركهم في ذلك فكرة مفادها أنه ما دامت هذه المواد لها كل هذه الفوائد فلماذا لا نتناولها بكثرة وانتظام؟
ولكن، هل يعد هذا السلوك صحيًا؟ وماذا يحدث إذا زاد تعاطي الفيتامينات عن حاجة الجسم؟ من المؤكد أن هذه الفوائد سوف تنقلب إلى مضار، وذلك مع التسليم بأن هناك فئات معينة من الناس قد تحتاج إلى تعاطي الفيتامينات، مثل النساء في مرحلة الحمل، حيث إنهن في حاجة إلى الحصول على كميات كبيرة من حامض الفوليك الضروري لنمو أنسجة الجنين، خصوصًا في أشهر الحمل الأولى، وكذلك قد يحتجن إلى الحديد في المراحل الأخيرة للحمل.
وكذلك من يتبعون نظاما غذائيًا خاصًا لتخفيف أوزانهم، وكبار السن الذين لا يستطيعون تنويع طعامهم بشكل صحي، كما يحتاج إلى الفيتامينات عدد كبير من المرضى، حيث يفقد الجسم الكثير من الرصيد الغذائي، ويحتاج جسمه إلى تعويض مضاعف لهذا الفقد.
لذلك لا بد من القول إن الطبيب هو الشخص الوحيد المؤهل لتقويم حاجة المرء إلى الفيتامينات في حال كون غذائه اليومي لا يسد حاجته إليها، وكذلك تقدير الكمية التي يحتاج إليها وفقًا لعوامل كثيرة يراعيها الطبيب كعوامل السن والجنس والحالة الصحية.
ويلاحظ أن الأطباء عادة يتحفظون في وصف الفيتامينات للمرضى، وينصحون أولاً بالغذاء الصحي الطبيعي الذي يمد الجسم بحاجته من الفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات والنشويات والدهون. كذلك، فإن إعطاء الفيتامينات قد يشكل أعباء هضمية إضافية، وهي قد تعرقل سير بعض العمليات الحيوية في الجسم، خصوصًا أنها تحتوي على عناصر مصنعة.
ويشير بعض خبراء التغذية إلى ضرورة تعاطي كميات كبيرة من الماء خلال اليوم، وكذلك كميات معينة من الأحماض الدهنية الأساسية لتسهيل امتصاص الجسم للفيتامينات، فهذه العناصر تساعد على توفير درجة من الرطوبة الضرورية لإتمام العمليات الحيوية في الجسم، ولا سيما عملية الامتصاص حتى يستفيد الجسم مما يدخل إليه من غذاء.
وتوجد الأحماض الدهنية الأساسية، وهي من مجموعة الدهون غير المشبعة الثنائية في كثير من بذور النباتات وفي الخضراوات ذات اللون الداكن، وفي المكسرات كالفستق والجوز، وفي الزيوت مثل زيت دوار الشمس، وزيت الذرة وزيت الكتان وزيت الصويا، وكذلك توجد في الأسماك. وأخيرًا فمن الضروري القول إن أفضل طريقة لحصول الجسم على كفايته من الفيتامينات هي تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وتنويع الغذاء اليومي، فإعطاء الإنسان أطعمة ذات قيمة غذائية أفضل
بكثير من إعطائه فيتامينات مصنعة، كما أن الحفاظ على التوازن الغذائي في حياتنا اليومية مطلوب على الدوام.
الصيدلانية: عزيزة الحربي