تناولنا في موضوع سابق بعضا مما قاله الشعراء في فواكه مختلفة مثل السفرجل والأترج والمشمش والكمثرى . وفي موضوع اليوم نواصل بقية حديث الشعراء عن التفاح والتين والرمان ..
التفاح
هو أحد النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة الوردية, ويعتبر التفاح من أهم فواكه المناطق المعتدلة الباردة، وتنمو أشجار التفاح في صورة غابات برية على سفوح جبال الهيمالايا الشمالية الغربية على ارتفاع 3000متر فوق سطح البحر.
والتفاح من أقدم أنواع الفاكهة التي عرفها الإنسان، ويقال أن فرعون مصر رمسيس الثاني زرع أشجار التفاح في حديقته، وزرع التفاح في أوروبا وأمريكا منذ ألفي سنة، وكثرت أنواعه حتى بلغت اليوم أكثر من 6 آلاف صنف, وتغنى الشعراء بالتفاح، ومما قيل فيه:
قال جالينوس في حكمته لك في التفاح فكر وعجب هو روح النفس من جوهرها وبها شوق إليه وطرب ومزاج القلب ينفى همه ويجلى الحزن عنه والكرب |
التين
من الناحية التصنيفية ينتمي التين إلى الفصيلة التوتية, وهو نبات معروف منذ القدم، وقد ورد ذكره في التوراة والإنجيل واقسم الله عز وجل به في القرآن الكريم، واستعمله الفراعنة علاجا للمعدة،واستعمله العرب لعلاج الإمساك ولاضطراب الحيض 0 وعموما زرع التين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة في المناطق الحارة من آسيا وأفريقيا وورد ذكر التين في كثير من شعر العرب، وقال فيه ابن المعتز:
قم قد بدا ضوء الصباح المسفر كيما نلذ بلون كل مبكر وانعم بتين طاب طعما واكتسى حسنا وقارب منظرا من مخبر من برد بلح، في قباء التين، في ريح العبير وطيب طعم السكر يحكى إذا ما صف في أطباقه حينما ضربن من الحرير الأصفر |
وقال فيه أسامة بن منقذ
أما ترى التين في الغصون بدا ممزق الجلد مائل العنق كأنه رب نعمة سلبت أصبح بعد الجديد في خلق أو كأخى شرة أغيظ وقد مزق جلبابه من الحنق مثل نهود الأبقار صورته لو لم يناد عليه في الطرق قد عقدته يد السموم لنا فالوذج الدوح غير محترق فالشهد والزعفراان مع عرق الورد وحب الخشخاش في نسق فقم بنا سحرة نباكره قبل جفاف الندى عن الورق ولا تمل بي الى سواه فلا اميل عنه ما دمت ذا رمق |
الرمان
الرمان شجر مثمر من الفصيلة الآسية، وثمرته الرمانة, وهي مستديرة صلبة القشرة في داخلها جيوب ذات بذور كثيرة, والرمان فاكهة قديمة جدا، فقد كان معروفا في مصر القديمة منذ 1500 سنة قبل الميلاد، وزرع في حدائق بابل المعلقة، كما ذكره في القرآن الكريم ثلاث مرات في سياق تذكير رب العزة والجلال لعباده بنعمه عليهم في الدنيا، وفي تبشيره سبحانه لعباده المخلصين ببعض ما أعده لهم في الجنة.
وتبارى شعراء العرب في وصف الرمان، فهذا أبو الهلال العسكري يقول
حكى الرمان أول ما تبدى حقاق زبرجد يحشون درا فجاء الصيف يحشوه عقيقا وتكسوه مرور القيط تبرا ويحكى في الغصون ثدي حور شققن غلائلا عنهن خضرا |
وأبدع آخر وصف رمانة مشقوقة يتساقط حبها، فقال
كتمت هوى قد لج في أشجانها وحشت حشاها من لظى نيرانها فتشققت من حبها عن حبها وجدا، وقد أبدت خفا كتمانها رمانة ترمي بها أيدي النوى من بعد ما رمت على أغصانها فأعجب، وقد بكت الدموع عقائقا لا من مآقيها، ولا أجفانها |
وتغنى الشعراء بزهر الرمان لجماله وروعته، ومنهم ابن وكيع القائل
وجُلنسار تبهى ضرامه يتوقد بدا لنا في غصون خضر من الري ميَّد يحكي فصوص عقيق في قبة من زبرجد |
د, عبدالمنعم فهيم الهادي