قام الباحثون في معهد الحروق بأوهايو، بدراسة 75 من المصابين بالحروق، لم يتناولوا غذاء لمدة يوم أو أكثر بعد الحادث، فأظهرت النتائج أن تناولهم لجرعات من الأغذية الخاصة السائلة من خلال أنبوب معوي يمكن أن يخفض من مخاطر العدوى لدى المصابين منهم بحروق شديدة بحوالي 50%، كما يخفض مدة إقامة المريض بالمستشفى وحالات الوفيات بين هؤلاء المرضى مقارنة بالذين تناولوا أطعمة عادية.
وأظهرت الأبحاث، أن أطعمة زيت السمك ذي درجة النقاوة العالية، يمكنها تقليل أعراض التهابات الروماتويد، وهو المرض الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الأنسجة بطريق الخطأ، فإن كافة النظريات الجديدة تؤكد أن الغذاء، هو سلاح المستقبل ضد الأمراض، فالعناصر الغذائية لها دور مهم في عمليات تكوين الأجسام المناعية المسؤولة عن الجسم ضد أى ميكروبات، وغالبًا ما يكون هذا الدور غير مباشر، بمعنى أن تعويض النقص في مثل هذه العناصر لا يؤدي مباشرة إلى تحسين حالة المريض، لكن غالبًا ما يكون التحسن تدريجيًا ومرتبطًا بعوامل أخرى، فمثلاً بعد علاج أنيميا نقص الحديد فإن التغذية بالحديد وحده لا تكفي، ولكن لابد من وجود البروتين خاصة الحيواني.
وللأحماض الأمينية الأساسية دور كبير في تخليق بروتينات الأجسام المناعية المضادة، والنقص في الأحماض يعوق عملية التخليق. من هنا يمكن القول إن العناصر الغذائية لها فوائد محتملة كأداة مصححة لمسار المناعة بالجسم، وهذه الفوائد يمكن أن يستفيد منها الأطفال والبالغون على السواء، ومع تقدم الأبحاث في المستقبل وزيادة المعرفة في هذا المجال، سيكون العلماء أكثر قدرة من الآن على صنع أغذية ووجبات خاصة لها أهداف محددة تلبي حاجات وقتية للجسم، فعلى سبيل المثال قد يكون من الممكن – وفق هذا المفهوم – عمل أكلات غذائية لتخفيض معدل الاستجابات المناعية التي تؤدي إلى رفض الجسم للعضو المزروع، وغذاء آخر للإسراع بمقاومة السرطان، وثالث يخصص للذين يخضعون للجراحات الكبرى أو الذين يعانون الحروق الشديدة، ورابع لتنمية الذكاء، وتنشيط مراكز المخ. فالتغذية الجيدة المتوازنة لم يعد ينظر إليها على أنها تبني الجسد بناء سليمًا فقط، ولكن باعتبارها تؤدي دورًا هامًا في الوقاية مع تكوين الأجسام المناعية التي تدافع عن الجسم.