هناك اعتقاد شائع أن تناول الفاكهة على شكل عصير مفيد وصحي، ولا سيما أن هذا الاعتقاد مدعوم من قبل الإعلانات وشركات الأطعمة وغيرها مما يجعلنا نؤمن بشدة بضرورة تناول العصير يوميًا لضمان صحتنا.
إذا تناولنا عصير البرتقال مثلًا نجد أن كوبًا واحدًا منه يحتوي على ما يعادل 8 ملاعق سكر، وهو السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة «الفركتوز»، ويتم امتصاص هذه الكمية بسرعة لأن العصير مادة مكررة أي تفتقد الألياف الهامة الموجودة في البرتقال، حيث إن وجود الألياف يساعد على بطء عملية الهضم ومن ثم الامتصاص، وبالتالي التقليل من سرعة رفع مستوى السكر في الدم.
ومما يجدر ذكره أن كوبًا من العصير يحتوي على حصتين أو أكثر من الفاكهة، بمعنى آخر أننا نحتاج إلى برتقالتين أو أكثر للحصول على كوب من العصير، وهذا بالطبع يعني أننا نتناول أكثر من حاجتنا مما يعرضنا للسمنة من دون أن نشعر.
إن كوبًا واحدًا من عصير البرتقال الطازج يحتوي على حوالي 120 سعرًا حراريًا، والكثير من الناس يجهل احتواءه على سعرات حرارية أصلًا اعتقادًا منهم أنه مثل الماء، ويمكن تناوله مع الوجبة عوضًا عن المشروبات الغازية مع العلم أن كوبًا من المشروبات الغازية كالبيبسي مثلًا يحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية التي يحتويها العصير الطازج.
مما لا شك فيه أن عصير الفاكهة غني بالعناصر الغذائية كالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة إذا ما تم تناوله حال عصره حتى لا يفقد هذه العناصر، ولكن هل احتواؤه على السكر وعلى هذه السعرات يغطي فوائد تلك العناصر الغذائية.
تشير الدراسات إلى أن تناول الأطفال للعصير في عمر الروضات والمدارس هو سبب زيادة السمنة لديهم بمعدل 20%، وأن تناول الفاكهة بشكلها الطبيعي يوفر لهم وقاية من هذه السمنة. إن الجمعية الأمريكية للأطفال تسمح بتناول الطفل نصف كوب من العصير يوميًا موضحة أن العصير لا يوفر فوائد غذائية تزيد عن تلك الموجودة في الفاكهة الصحيحة.
وبالنسبة للكبار، فإن الأشخاص المصابين بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم يجب أن يمتنعوا عن تناول العصير، والحرص على تناول الفاكهة بصورتها الطبيعية للحصول على الألياف الطبيعية.
وهنا يجب التنبيه أن الفاكهة تحتوي على سعرات حرارية، ولذلك ينصح بتناولها ضمن الحد المسموح، حيث إن برتقالة واحدة توفر 60 سعرًا حراريًا! وحصة الشخص البالغ من الفاكهة يوميًا تتراوح ما بين 1-3 حصص يوميًا بحسب احتياجه من السعرات.
وأخيرًا أذكر أن العصير عالٍ بمحتوى السكر ومنخفض بمحتوى الألياف، وعلى الرغم أننا نشأنا على مبدأ أن العصير هو من أفضل المشروبات صحة، فإننا يجب أن ندرك أن ليس كل ما يروج له صحيًا. فلتجعل الفاكهة الطبيعية هي اختيارك الأول عند تناول وجبة خفيفة، وتذكر أن شجرة الفاكهة تحمل الثمر وليس العصير.
الدكتورة رزان دقماق – اختصاصية تغذية علاجية