الله – عز وجل – جميل يحب الجمال… ولأن وجه الرجل هو مرآة سريرته.. ووجه المرأة هو غلاف كتاب أسرار حسنها وجمالها، لذا تحاول دائما الحفاظ على نضارته، مهما تقدم العمر، وأكثر ما يزعج المرأة، ظهور التجاعيد التي تبدأ زحفها على البشرة، مع بداية السنوات الأولى للعقد الثالث من العمر، فهي اللغز الذي يفسد عليها متعة أن ترى نفسها – وكما تحب أن يراها الآخرون- جميلة دائمًا.
فالتجاعيد تمثل تغيرات فسيولوجية تتراكم على وجه الإنسان بمرور السنين، وهي إشارات واضحة للعيان عما مضى من عمر الإنسان، لكنها في بعض الأحيان، تظهر بشكل مبكر، ولأنها تعتبر تفصيلاً وتجسيدًا لشخصية الإنسان، فهي تفضح صاحبها دائما، إذ من الممكن عن طريقها التعرف على الخطوط العريضة لمفاتيح الشخصية.
لذا فإن المحافظة على شباب الوجه ومعالجة ما يرتسم عليه من تأثيرات داخلية يتوقف على عادات الشخص وسلوكه الغذائي ومدى التزامه بحقوق جسمه عليه، فالتعب والإرهاق وقلة النوم والسهر وسوء التغذية والتدخين، كلها عوامل تساعد على ظهور التجاعيد وشحوب الوجه مبكرًا، وقد يستدعى الأمر تدخلاً جراحيًا تجميليًا، والجراحة لا تخيف في الوقت الحاضر الذي تطورت فيه وسائلها، وعلى المرأة ألا تنزعج من معاناة تكرار العملية على فترات قصيرة، ففي الماضي كان شد الوجه من العمليات التي يجب أن تتكرر كل سنتين أو ثلاث سنوات تقريبًا من إجراء كل عملية.
لكننا الآن وبعد التقدم العلمي الهائل، أصبحنا نجريها مرة واحدة في العمر أو مرتين على الأكثر، ويمكن أن تدوم من 10 إلى 15 سنة.
فلو افترضنا أن أول عملية شد تجرى عند الخامسة والأربعين، فمن الممكن ألا تحتاج المرأة إلى إجرائها أكثر من مرتين، حتى تصل إلى سن الخامسة والسبعين.
كما أن عمليات شد الوجه لم تعد تنحصر في سن معينة، وإنما تخضع لعمر الجلد وليس لعمر الإنسان.
لكن الجراحة ليست الأسلوب الوحيد في عمليات شد الوجه وإزالة التجاعيد، فهناك الكثير من الأساليب التي يتم عن طريقها إزالة التجاعيد بدون تدخل جراحي، ولا يتسع المجال هنا لذكرها جميعها.
ومن الأسباب التي ترتبط بتدهور البشرة وظهور التجاعيد: التعرض الشمس، ونقص الوزن المفاجئ، لأن تجاعيد البشرة تنتج عمومًا من انقسام الخلايا وتجددها، حيث تتكون البشرة من ثلاث طبقات جلدية هي الدهون، و الكولاجين، والألياف، التي تتصل كلها بالأعصاب والأوعية الدموية، وتمثل هذه الطبقات الوسادة بالنسبة للطبقة الخارجية للبشرة، وقد تؤدي بعض التغيرات فيها إلى الجفاف والتشقق وظهور الخطوط والبقع التي تصيب البشرة بالترهل، بخاصة حين تفقد نضارتها وتخسر الكثير من المياه فتطغى الخلايا الميتة على الخلايا الحية المليئة بالماء مثل تلك التي تتجلى في بشرة الأطفال الندية، والتي تبدأ في الجفاف بعد بلوغ سن المراهقة.
ولكي تتحاشى المرأة تلك المشاكل ننصح بأن تلجأ إلى العناية بالوجه والبشرة عن طريق استخدام الأقنعة الواقية الطبيعية البعيدة عن الكيماويات، ونضرب هنا مثالاً لقناع الوجه، الذي يناسب جميع أنواع البشرة، سواء كانت جافة أو دهنية، ويصلح استخدامه في جميع الأوقات:
المكونات: كوب لبن زبادي + ملعقة عصير ليمون + ملعقة عسل نحل + ثمرة خيار واحدة.
طريقة التحضير والاستعمال:
تبشر ثمرة الخيار جيدًا – بمبشرة وليس بالخلاط – ثم تخلط مع باقي المكونات، ويترك المخلوط في باب الثلاجة فترة من الزمن.
وقبل وضع المخلوط يراعى أن تقوم السيدة بغسل الوجه بالماء الدافئ وصابون الجليسرين ثم يجفف جيدًا، بعدها يغطى الوجه بالمخلوط كقناع ويترك لمدة ساعة، ثم يشطف الوجه.
ويساعد عمل هذا القناع بصفة أسبوعية على حيوية الجلد ونضارته، واحتفاظه بمظهره الطبيعي مما يقلل من احتمال ظهور التجاعيد المبكرة.
وقد أكدت كافة الدراسات و البحوث العلمية أن من الأشياء الطبيعية أيضًا التي تعيد إلى الوجه نضارته، وتساعد في إخفاء التجاعيد: الضحك.. فهو مفيد لجميع أعضاء الجسم الداخلية والخارجية، ويعد تمرينًا عضليًا لجلد الوجه، يساعد على شد الجلد و تقليل التجاعيد. وعلى العكس من ذلك القلق و الحزن و الاكتئاب.
ونصيحتي العامة هي البعد عن القلق والتوتر النفسي والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات التي تضفي على البشرة نعومة ونضارة، وممارسة الرياضة ولو في أبسط صورها وهي المشي، والبعد عن التدخين والسهر، والإكثار من استخدام النباتات الطبية والعطرية، سواء في صورة مسحوق أو كريمات أو غسول، والإقلال من استخدام الكيماويات التي لها أعراض جانبية، ولا شك أن عسل النحل له فوائده العديدة، كما ننصح السيدات والفتيات بصفة خاصة ضرورة الاقتصاد تمامًا في مساحيق الوجه والكريمات الكيميائية، والبعد عن إجراء الرجيم القاسي، والحرص كل الحرص من التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة،مع الاعتدال في تناول السكريات و النشويات حتى ينعم الجميع بوجه مشرق، خال من التجاعيد، مبتسم دائمًا، وبصحة جيدة.
أ.د. نبيل سليم
أستاذ في جراحات التجميل