كما يتزود المسافر لسفره فيهيئ نفسه لمشاقه وسروره ومتعه، فيجمع ما يلزمه من طعام أو شراب، ويحزم مايريد من متاع، كذلك يتهيأ المسلمون لشهر رمضان بالزاد الروحي منذ مطلع شهر رجب، إذ يتوب كثير من العصاة عن ذنوبهم، ويقلعون عن آثامهم، ورواد الملاهي عن إتيانها ويعود تارك الصلاة إلى عبادته، ويشمر أصحاب البيوت والعائلات لتزويد بيوتهم في شهري رجب وشعبان بما يلزمها من أنواع الأغذية فيجلبون الفول والحمص والعدس لأنه لابد من طبق من هذه الأصناف على المائدة في رمضان، ويشترون صفائح السمن والزيت وأكياس السكر والرز والبرغل، ورقائق القمردين وحبات المشمش المجفف وقوالب التمر الهندي، وترسل المؤن إلى بيوت الفقراء والمساكين فرمضان كريم.
وفي ليلة هلال شعبان يصعد بعض الناس إلى الأسطح وأعالي المآذن يرقبون هلال شعبان تحسبًا لبدء رمضان ولا بد من الإشارة إلى أن هذه العادة قد اندثرت وندر من يعمل بهذه السنة الآن فلا يقوم بمثل هذا العمل إلا نفر قليل ممن شاخوا وأسنوا وكانوا على هذه الطريقة في شبابهم.
ويمضي شهر شعبان بطيئًا والناس في ترقب فها قد مضت خمسة أيام، وها قد مضت عشرة أيام، وكثير من الناس يكثر الصيام في النصف الأول من شعبان، فإذا كان النصف الثاني سادت السكينة في النفوس فهي تتهيأ لدخول رمضان الكريم، ويد الخير تمتد إلى منازل الفقراء والمحتاجين بالمال والأرزاق، فلن يكون في رمضان فقير أو محتاج بإذن الله، أو جائع أو محروم.
تكريزة رمضان
فإذا كان التاسع والعشرون من شعبان خرج الناس إلى البساتين والغوطة يحملون معهم ما لذ وطاب من الطعام والشراب وقضوا نهارهم يتنزهون ويضحكون ويلعبون ويروون القصص والحكايا وكانت هذه النزهة تسمى تكريزة رمضان وقد انقرضت الآن. ومن بقي في المدينة فإن بعضًا منهم يتولى إثبات ولادة هلال رمضان فإذا تم له ذلك مضى إلى القاضي وأقسم على صحة ما رأى ويمضي القاضي إلى أهل الشأن ينبئهم بولادة هلال رمضان فتنطلق المدافع مؤذنة بدخول شهر رمضان ويسارع الناس يهنئ بعضهم بعضًا وترتفع الأيدي بالدعاء وتلهج الألسنة اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وأعنا على الصيام والقيام واجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم.
تهليلة حلوة
ويؤذن لصلاة العشاء وتمضي الجموع إلى المساجد تؤدي صلاة التراويح فهذه أول ليلة من رمضان.
ولا تكاد الأعين تغفو أو تنام حتى يوقظها المسحر يقرع على طبلته معلنًا قرب وقت السحور. وهو يتغنى: ياصائم وحد الدائم قم إلى سحورك قم، قوموا يامن لستم تدومون، وحدوه.
يالها من تهليلة حلوة كانت تبعث النشاط في نفوسنا وتنتشلنا من أسرتنا فقدناها اليوم فقد كبرت المدن واتسعت وقامت فيها الأبنية الطابقية ولم يعد المسحر يعرف سكان المنطقة فانكفأ إلى الحارات القديمة الصغيرة وقامت الساعات والمنبهات مقامه ولم يعد له من دور إلا الدور التاريخي وإنما هو تقليد جرى.
وتدب الحركة في البيوت وتضاء الأنوار وتوقد المواقد وتمد الموائد…. وفي السحور بركة.
وتسرع الخطى إلى المساجد لأداء صلاة الفجر، وعلى أطراف الطرق تمر النسوة مجللات بالملابس البيضاء كأنهن الطيور، ففي المسجد لهن ركن في رمضان معزول عن الرجال لأداء صلاة الصبح أو صلاة العشاء والتراويح، وتقام الصلاة خفيفة بعد انتظار بسيط فالعيون يداعبها النوم والنعاس ينسج شباكه فوقها. ومن عاد إلى البيت فمرحبًا يانوم. وتتثاءب المدينة في الضحى وهي تفرك عيونها وتهب إلى أعمالها فلا طعام ولا شراب.. وتمتلئ المساجد في صلاتي الظهر والعصر، فإذا قضيت صلاة العصر تحلق المصلون حول الشيوخ يستمعون الدروس والمواعظ ويتعلمون أحكام الدين والصيام.
ذكريات مضت
إني لأذكر يوم كنت فتى صغيرًا ومنذ ما يقرب من خمسة وستين عامًا كيف كان المسجد الأموي يموج بأمواج المتعلمين ويصدح بأصوات الشيوخ المدرسين في روعة وبهاء وجلال، فأسفل كل أسطوانة حلقة علم يقدم فيها الشيوخ علومهم فهذا يبين أحكام الصيام وذاك يتحدث عن ضرورة القيام والتهجد، وذلك يتحدث في العقائد، وآخر يقرب مفاهيم التصوف، والمصلي كالنحلة تمضي من زهرة إلى زهرة يشتار رحيق العلم والمعرفة.
إني لأذكر هذا فتهيج عواطفي، ويثور شوقي إلى تلك الأيام التي محيت إلا من ذاكرة الزمن فتترقرق عيناي بالدموع… ياألله ما أروع تلك الأيام وما أطيب تلك المجالس والحلقات وما أصفاها!
وتنتهي صلاة العصر وتبدأ الدكاكين تغلق أبوابها إلا مايتعلق بالطعام والشراب، فهنا فرن الصفيحة أو ما يسمى باللحم على العجين والناس مكتظون أمامه كل يريد زاده، وهنا بائع الحلويات وقد فرش أمام دكانه أنواع الحلويات حلويات رمضان التقليدية من برازق وغريبة ونمورة ونهش وبقلاوة ووردات على البارد، وكنافة مغشوشة لاشتراك القشدة والفستق في حشوها، وكيف يحق في عرف المسلم لصاحب نعمة أن يدخل داره دون أن يكون قد جلب من هذه الحلوى؟
باعة الشوارع
وعلى ركن الشارع وقف بائع الخبز المعروك ينادي (تازه يامعروك بالسمن يا معروك) والأيدي تمتد لتختار فهذا معروك بالسكر وهذا قد حشي بالعجوة وذاك محشو بجوز الهند فالمعروك خبز الإفطار وخبز السحور. وعلى مقربة من بائع المعروك يقف بائع الناعم وهي أقراص من الرقاق قليت بالزيت وصب عليهاالدبس السائل، وهي عشق الأولاد بعد صلاة العشاء وهي تتكسر على أفواههم وأيديهم ويسيل منها الدبس على ملابسهم والبائع يصيح (يللي الهوا رماك ياناعم)، وغير بعيد دكان بائع العرقسوس وهو يملأ مغرفة كبيرة من حلة كبيرة أمامه نصب فوقها قطعة من القماش كبيرة ملئت بمسحوق نبات العرقسوس وهو يصب ما في المغرفة على القماش لتكتسب مزيدًا من مادة العرقسوس وتزداد طيبًا.
مشروبات زمان
ولما كانت المشروبات الغازية ليست معروفة في ذلك الزمان، فقد كان من الطبيعي أن يصطحب صاحب البيت سطلاً من شراب العرقسوس قد طيب بالعطر وماء الورد إلى بيته، وإلى جانب دكان بائع العرقسوس تقع دكان بائع المخلل (الطرشي) وصاحب الدكان ينادي: (حمضه ليمون) وهو يبيع لقاصديه.
وتشتد الحركة داخل البيوت وخارجها فالمغرب بات قريبًا والناس في عجلة من أمرهم ليصلوا إلى بيوتهم قبل إطلاق مدفع الإفطار، والنساء في عجلة من أمرهن داخل البيوت ينضدن الأطباق ويصببن الطعام ويضعن أواني الشراب المختلفة من منقوع القمردين ومجفف المشمش والعرقسوس…إلخ والرجال والنساء العجائز منحنون على المصاحف يقرؤون.
وتقرع الأبواب وتفتح وينحني القادمون على أيدي والديهم يقبلونها ويقولون: كل عام وأنتم بخير ورمضان مبارك وأحياكم الله لكل عام. إنهم الأبناء قدموا للإفطار على مائدة الوالدين في أول يوم من رمضان فهكذا العرف فإن كان أحد الأبوين متوفى فعلى مائدة الآخر، فإن لم يكونا فعلى مائدة الأخ الأكبر.
إنه رمضان شهر البر وصلة الأرحام واجتماع الأهل وانتشالهم من المادية المغرقة، وتمتين الأواصر العائلية، ومن المؤسف أن هذه العادة قد ضعفت وذلك لتباعد أنحاء المدينة، وانشغال الناس بالمادة.
منظر عجيب
فإذا أطللت على الحارات رأيت منظرًا عجبًا، إنهم الفتية والصبيان وقد حمل كل واحد منهم طبقًا من طعام أرسله به أهله إلى الجيران، وهي سنة نبوية تمتن حسن العلاقات بين الجيران، وإذا الذي طبخ نوعًا أو نوعين من الطعام قد اجتمع على مائدته أصناف عديدة، وهي هدية لاصدقة، وتصور معي من كان فقيرًا لايستطيع طبخ فاخر الطعام ويشتهيه فيأتيه إلى بيته معززًا مكرمًا، على أني والأسى يحز في نفسي يسوؤني أن أقول إن هذه العادة قد انقرضت أو كادت وذلك لانتشار الأفكار المادية وضعف العلاقات بين الجيران وكبر المدن حتى أصبح الرجل لا يعرف جاره الذي يسكن إلى جواره.
وغالبًا ما تكون المائدة في اليوم الأول حافلة بأفخر الطعام وأطيبه وأكثره صعوبة في التحضير فلا بد من طبق الثريد (الفتة) وتكون عادة فتة الحمص (التسقية) أو فتة المكدوس بالباذنجان المحشو لحمًا أو فتة المقادم (الكوارع) أو فتة اللحم المقلي مع البيض ولابد من أن يصب فوق الفتة السمن العربي البري المصحوب بالسنوبر فإن لم تكن الفتة فصحن الفول المدمس بالزيت أو بالسمن أو باللبن، ومن المفضل أن يكون هناك طبق من الحساء (الشوربا) بالعدس أو بالقمح أو بالشعيرية أو بمرق الدجاج أو بمرق اللحم وقطعه وقطع الكرش الناضجة والبيض والليمون وتسمى (تربيه لي) وهي تسمية تركية وهي أطيب أنواع الشوربا لكنها متعبة التحضير.
طعام اليوم الأول
ويحفل طعام اليوم الأول بأنواع من الأطعمة نذكر منها: القبوات وهي قطع الكرش المحشوة باللحم والرز مع المصارين المحشوة كذلك ورأس الخروف وكوارعه، ومنها: البسماشكات وهي قطع اللحم تخاط كالجراب الصغير وتحشى باللحم والرز والسنوبر واللوز، ومنها الكبة بأنواعها من مشوية ومقلية ومبرومة وحميص وبالصينية وعلى السيخ والمشمشية واللبنية والنيئة وتسمى (الدبابة)، ومنها الفخذة والرز، والموزات اللحمية مع البطاطا،والبرك بالجبن والبرك باللحم وبرك الماء الذي يطبخ بالبخار وهو طعام تركي يسمى (سو برك)، والفول بالرز.
وذكرنا لهذه الأطعمة ليس معناه أنها تكون جميعًا على المائدة وفي وقت واحد بل إن سيدة البيت تسعى أن يكون طعام اليوم الأول من هذه الأنواع ولايقل عن أربعة أنواع، وإلى جانب هذه الأطعمة تنتصب أباريق شراب الليمون وشراب العرقسوس وشراب التمر الهندي وأكثرها رغبة شراب القمردين أو منقوع المشمش المجفف وليس شرطًا أن تجتمع هذه الأشربة جميعًا بل قد يكون بعضها.
صيام الأطفال
ولا بد لي هنا أن أقطع الكلام لأتحدث عن صيام الصغار من الأطفال الذين لم يجاوزوا الثامنة. فإنهم وبروح ما يرون من حماس أهاليهم للصيام يمضون في رجاء أهاليهم أن يوقظوهم على السحور ويتسحرون ويأتي النهار ويبدأ بعضهم بالشكوى من أنه جائع أو عطشان والأهل يصبرونه ويرغبونه ويعدونه الوعود، فمن تبلد حماره وأصبح غير قادر على المتابعة حض على الصبر إلى أذان الظهر وسموا صيامه (درجات المئذنة) وأثنوا عليه في صبره آملين أن يتمكن في قابل الأيام من إتمام الصيام. أما من أتم النهار من الصغار فإنه يحتفى به احتفاء كبيرًا وتصنع له سفرة خاصة حافلة بأنواع ما يرغب فيه الأطفال ويمنح بعض النقود ويمدح أمام الأهل والأصحاب كل ذلك ليزداد إصرارًا على الصوم وتعودًا عليه، ويؤخذ إلى المسجد وقد ألبس ثوبًا أبيض فضفاضًا.
انطلاق المدفع
وينطلق صوت المدفع معلنًا دخول وقت المغرب وتطوف حبات التمر على الصائمين وتتمتم شفاههم اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ، وتدور أقداح القهوة ويمضي الصائمون إلى صلاة المغرب في المسجد.
ويتناول الجميع طعام الإفطار وتدور عليهم أقداح القهوة وأكواب الشاي، ويجلسون للاستراحة، استعدادًا لصلاة العشاء والتراويح. وتسمع في المساجد أصوات القراء في صلوات العشاء والتراويح، وينقسم الصائمون فريقين فمنهم من يصلي التراويح عشرين ركعة يقرأ فيها جزءًا أو أقل حسب عادة الإمام ومنهم من يصلي التراويح ثماني ركعات طويلة يقرأ فيها جزءًا ويطيل الركوع والسجود ولكل حججه القانع بها، لكن المصلين ثماني ركعات كانوا قليلين.
وتنتهي الصلاة ويعود المصلون رجالاً ونساء إلى بيوتهم لتبدأ سهرات رمضان، وفي الفترة التي يكون الجميع فيها في المساجد تتولى النساء اللواتي ليس لهن صلاة تنظيف البيوت، وإيقاد الفحم ضمن السماور، و(السماور) هي كلمة روسية أصلها سامورافا وتعني المرجل. وهي عبارة عن برميل صغير مجوف مفتوح من أعلاه وأسفله حيث توجد شبكة حديدية تمنع سقوط الجمر وله صنبور ويملأ بالماء ويوقد في الأسطوانة في جوفه قطع الفحم أو الخشب فإذا شارف الماء على الغليان وضع إبريق الشاي تحت الصنبور وقد وضعت فيه أوراق الشاي وصب الماء من الصنبور في الإبريق ثم وضع الإبريق فوق الفتحة العليا يتلقى حرارة البخار والفحم حيث يتحلل الشاي بشكل جيد ويعطي طعمًا رائعًا حقًا.
مجالس السمر
ويجلس الجميع للسهر، وما إن يستقر بهم المقام حتى يتوافد عليهم الأهل أو الأصدقاء أو الجيران مهنئين بالشهر الكريم وتنصب موائد الحلوى والفواكه، وتدور كؤوس الشاي، وتسرد الحكايا والقصص، وتروى النكت والطرف.
أما من آثر من الرجال الذهاب إلى المقهى فهو يؤثر المقهى التي يتصدر فيها الحكواتي يقرأ على الحاضرين من سيرة عنترة أو الزير سالم أو حمزة البهلوان أو سيف بن ذي يزن أوتغريبة بني هلال، ولو حضرت آنذاك لشد انتباهك منظر الوجوه المتحفزة والأيدي المتوترة حسب ورودحوادث السيرة ولرأيت كيف يتقمص بعض الحاضرين من غير وعي شخصية بطل السيرة.
العشر الأخير
وتمر أيام رمضان وينقص يومًا بعد يوم والناس تلهج بالدعاء اللهم بارك لنا في رمضان وكلما مرت مناسبة كفتح مكة أو غزوة بدر أقيمت الاحتفالات في المساجد وكانت موضوع خطب الجمعة.
فإذا حل العشر الأخير من رمضان كان أيام الدموع المسفوحة والعبرات المهراقة والتنهدات الحرى والدعوات الملحة إنه موسم العتق من النار ويبادر الصائمون إلى المساجد معتكفين أو متهجدين والمساجد تبهر بأضوائها وتفخر بروادها فقد هجر الناس النوم واستغرقوا في الصلاة والعبادة، حتى إذا كانت ليلة السابع والعشرين من رمضان وهي ليلة القدر على أصح الأقوال تعلق الناس بحبال الرجاء لله بالغفران.
وفي ليلة السابع والعشرين كنت ترى عجبًا، فالناس لاتعرف النوم ولا تكاد تنهي صلاة التراويح حتى تبدأ قراءة القرآن ودروس المدرسين، وتحين صلاة التهجد فلا تسمع إلا نشيجًا وبكاء وتضرعًا واستغاثة وذلة وانكسارًا، وتنتهي الصلاة فإذا أهل الفضل قد جاؤوا بطعام السحور، ويرفع أذان الفجر وتتحقق النفوس أن رمضان قد ولى، فإذا كل منكفئ على نفسه يحاسبها على تقصيرها ويتساءل : ترى هل غفر لي وتنهمر الدموع طمعًا بكرم الله.
هذه الصورة التي رسمناها عما كان عليه الناس في رمضان وما كان يحصل فيه قد أصابها بعض التغيير فلم يبق من يرقب الهلال إلا ما ندر، والسهر في المقاهي وسماع الحكواتي ناب عنه الرائي (التلفزيون) وتوابعه من القنوات ولم يبق إلا مقهى واحد بقي صورة من التراث والتقاليد الشعبية، وأسر الرائي الناس بما يقدمه من قراءة للقرآن الكريم، ومن دروس لأكبر الدعاة، ومن مسلسلات تغني عن الحكواتي وتلهي عنه إن لم نقل أنها قد شغلت بعض الناس عن أداء الصلاة أو حسن تأديتها، ولم يعد هناك صلات قوية بين الجيران ولا بين ذوي الأرحام لانشغال الناس بالمادة ولاتساع المدن وبعد المسافات، وقلة من النساء من تدخل المطبخ فتطبخ الطبخات المعقدة المتعبة، وفي طعام المطاعم والأغذية السريعة (الفاست فود) غنى وراحة وإعانة على متابعة المسلسلات، وبالتالي فقد قل اهتمام المرأة بالمؤونة ودفعت العائلة الثمن.
وأعود إلى نفسي وأتذكر رمضان أيام الطفولة والفتوة فتصيبني الحسرة وتترقرق الدموع في عيني شوقًا إلى أيام الصفاء وإلى أيام كانت من أجمل الأيام وأحلاها لم يبق من كثير منها إلا الذكرى وآه من عشقك يارمضان.
بقلم محمد سعيد المولوي
المقال نشر في مجلة عالم الغذاء – النسخة الورقية عام 2008م