لماذا يلجأ بعض الناس إلى الابتعاد أو حرمان النفس من تناول الشوكولاته، بالرغم من أن دراسات عديدة تشير إلى أهمية تناول الشوكولاته في تحسين المزاج، والحفاظ على وزن وقلب صحي.
ويعود دور الشوكولاته في تحسين المزاج إلى احتوائها على حامض أميني يدعى «التريبتوفان،» وهو حامض يؤثر على مستوى هرمون السعادة والهدوء في الدماغ، ويدعى هذا الهرمون هرمون السيراتونين، وهو الهرمون الذي نعتبره أيضًا مضادًا للاكتئاب.
وإضافة إلى ذلك، فتعتبر الشوكولاته غنية بمادة مضادة للأكسدة تدعى الفلافونات، وهي نوع من أنواع المواد المضادة للأكسدة الضرورية لصحة القلب والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير بعض الدراسات والتقارير إلى أن الفلافونات في الشوكولاته السوداء قادرة على المحافظة على صحة القلب والحفاظ على صحة الأوعية الدموية. وتأتي الفلافونات من حبوب الكاكاو. ويختلف محتوى مادة الفلافونات باختلاف نوع الشوكولاته ومحتواها من الكاكاو إذ تعتبر الشوكولاته السوداء غنية طبيعيًا به نظرًا لاحتوائها على كمية عالية من الكاكاو، بينما تعتبر أنواع الشوكولاته المصنوعة من حليب الشوكولاته فقيرة به، وهي غالبًا ما تكون من أكثر الأنواع استهلاكًا ووفرة في الأسواق.
وإضافة إلى احتوائها على الفلافونات، توفر الشوكولاته السوداء بعض الفوائد الصحية من ضمنها التقليل من تأثير السكر على الأسنان حسب ما ورد في بعض التقارير العلمية، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى دراسات واسعة النطاق لإثبات ذلك.
وبالرغم من أن الشوكولاته هي نوع من أنواع الدهون ولكننا نعتبر تناولها باعتدال صحيًا ومفيدًا لصحة القلب ولصحة المزاج ولزيادة قدرتنا على التمتع باتباع نظام غذائي صحي. ويجدر بنا الاعتدال في تناول الشوكولاته لأنها عادة ما تكون غنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية، إذ إن استهلاك كمية كبيرة من الشوكولاته يؤدي إلى زيادة في الوزن، بينما يوفر استهلاك كمية قليلة من الشوكولاته بصورة يومية فرصة أكبر للالتزام بحمية غذائية صحية ومخفضة للوزن، ويساهم أيضًا في الحفاظ على الوزن المفقود.
وعادة ما يشكل الاعتدال بتناول 20 غرامًا من الشوكولاته في اليوم. وتتكون الدهون في الشوكولاته من عدة أحماض دهنية لها آثار محايدة على مستوى الكولسترول في جسمنا لدى تناولها باعتدال.
وتحتوي الشوكولاته على مادة الكافيين المنبهة بنسبة قليلة بنحو لا يزيد عن 5 ميلليغرامات في الحصة الموصى بتناولها يوميًا، أي بمعدل 5 ميلليغرامات في 20 غرامًا، مقارنة بفنجان قهوة ( يعادل 60 ميلليليترًا) الذي يحتوي على 80 إلى 350 ميلليغرامًا اعتمادًا على المنتج وقوة تخميره، وفنجان القهوة سريعة التحضير التي تحتوي على ما بين 60 إلى 100 ميلليغرام في الفنجان، والشاي على 30 إلى 90 ميلليغرامًا.