أظهرت دراسة حديثة أن تناول كوب من الشاي يوميًا يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تزيد على 25%. تمت هذه الدراسة في جامعة أديلايد في أستراليا وتوصلت إلى أن الأشخاص الذين يشربون الشاي لديهم احتمالية أقل بنسبة 28% لتطور مرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون الشاي. كما انخفض خطر الإصابة بمرض مقدمات السكري بنسبة 15%.
الشاي يعزز إفراز الجلوكوز
تشير الدراسة إلى أن شرب الشاي يعزز إفراز الجلوكوز في البول، وهذا يؤدي إلى تحسين مقاومة الأنسولين وتنظيم أفضل لمستويات سكر الدم. ونظرًا لارتفاع معدل انتشار مرض السكري، وخاصة النوع الثاني، بسبب أنماط الحياة غير الصحية، فإن هذه النتائج تعتبر مهمة.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن الشاي الداكن يقلل المخاطر بنسبة تقرب من النصف، حيث يصل الانخفاض إلى 47%. وتعزى الآثار الإيجابية للشاي الداكن إلى عملية التخمير الميكروبي التي تمر بها، والتي تنتج مركبات نشطة بيولوجيًا تعزز حساسية الأنسولين وتحسن أداء خلايا البنكرياس وتؤثر على تكوين بكتيريا الأمعاء. وعلى الرغم من أن الفوائد البارزة تكون في الشاي الداكن، إلا أن أنواع الشاي الأخرى تعرض بعض هذه الفوائد أيضًا.
شملت الدراسة عينة تضم 1923 شخصًا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عامًا، وشملت ثماني مقاطعات في الصين. ومن بين المشاركين، كان هناك 436 شخصًا يعانون من مرض السكري و352 شخصًا يعانون من مقدمات السكري، في حين كانت مستويات طبيعية للجلوكوز في الدم لدى 1135 شخصًا.
فوائد صحية موثقة
يقول البروفيسور تونجزي وو من جامعة أديلايد: “تم توثيق الفوائد الصحية العديدة للشاي في الدراسات السابقة، مثل تقليل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني، ولكن الآليات الكامنة وراء هذه الفوائد لم تكن واضحة”.
وأشار إلى أن شرب الشاي الداكن يوميًا يقلل من خطر الإصابة بمقدمات السكري بنسبة 53 بالمائة. ويعزى ذلك إلى أن الشاي الداكن يحفز إفراز الجلوكوز في البول ويحسن استجابة الأنسولين، مما يساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم. ويختلف الشاي الداكن عن الشاي الأسود في أنه يخضع لتخمر ميكروبي خاص. وتشير الدراسة إلى أن تأثيرات الشاي الداكن تشبه إلى حد ما تأثيرات دواء جديد لعلاج مرض السكري. ومع ذلك، فإن هذه النتائج تحتاج إلى التحقق من خلال تجارب سريرية عشوائية.