الصحة والغذاء

الشاي الأخضر والقرفة والكوليسترول الضار

في السنوات الأخيرة، اكتسب كلٌّ من الشاي الأخضر والقرفة شعبيةً واسعةً لفوائدهما الصحية المُحتملة، لا سيما فيما يتعلق بصحة القلب. من بين هذه الفوائد قدرتهما على المساعدة في خفض مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم الكوليسترول “الضار”. وعند دمجهما، قد يُقدّم هذان المُكوّنان تأثيراتٍ أقوى في تنظيم مستويات الكوليسترول. إليك نظرةٌ مُفصّلةٌ على كيفية مُساعدة إضافة القرفة إلى الشاي الأخضر في خفض مستويات الكوليسترول الضار.

دور الشاي الأخضر في خفض مستوى الكوليسترول الضار:

يُعرف الشاي الأخضر على نطاقٍ واسعٍ بفوائده الصحية العديدة، ويعود ذلك بشكلٍ كبيرٍ إلى محتواه الغني بمضادات الأكسدة، وخاصةً الكاتيكينات مثل غالات الإبيغالوكاتشين (EGCG). تُساعد هذه المُضادات على تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم، والذي يُمكن أن يُساهم في تراكم الكوليسترول في الشرايين. وقد أشارت الدراسات إلى أن شرب الشاي الأخضر بانتظام قد يُؤدي إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار. كما ثبت أن الشاي الأخضر يُحسّن التوازن بين الكوليسترول الجيد (HDL) والضار (LDL) في الجسم، مما يُساهم في تحسين صحة القلب.

كيف تؤثر القرفة على مستويات الكوليسترول؟

القرفة هي نوع من التوابل العطرية التي تُستخدم غالبًا في الطهي والخبز، ولكنها تُعرف أيضًا بخصائصها الطبية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن القرفة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول، وخاصةً عن طريق خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والكوليسترول الكلي. تحتوي القرفة على مركبات نشطة بيولوجيًا، مثل سينامالديهيد، يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب وخفض مستويات الكوليسترول. كما أنها تساعد في تحسين حساسية الأنسولين، والتي يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات الدهون، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل التمثيل الغذائي. وقد ارتبط الاستهلاك المنتظم للقرفة بتحسين مستويات الدهون وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

التأثير التآزري للقرفة والشاي الأخضر عند دمجهما:

يُشكل القرفة والشاي الأخضر ثنائيًا قويًا لدعم صحة القلب. تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر، مثل الكاتيكين، جنبًا إلى جنب مع الخصائص المضادة للالتهابات للقرفة. ومعًا، قد يكون لهما تأثير تآزري في خفض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام. وقد يساعد مزيج كاتشينات الشاي الأخضر وبوليفينولات القرفة على منع أكسدة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهي عملية رئيسية في الإصابة بأمراض القلب.

أدلة علمية تدعم هذا المزيج:

على الرغم من أن كلاً من الشاي الأخضر والقرفة أثبت قدرتهما على خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، فإن هناك اهتمامًا متزايدًا بكيفية عمل هذا المزيج معًا. وتشير العديد من الدراسات إلى أن تناول القرفة مع الشاي الأخضر يزيد من فوائده. على سبيل المثال، أشارت دراسة نُشرت في “مجلة علم الدهون السريرية” إلى أن تناول الشاي الأخضر أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول الضار، وأن إضافة القرفة عزز تأثيره الخافض للكوليسترول. وقد يساعد هذا المزيج أيضًا على خفض مستويات الدهون الثلاثية وزيادة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الجيد)، مما يعزز صحة مستوى الدهون.

كيفية إضافة القرفة إلى الشاي الأخضر:

إضافة القرفة إلى روتينك اليومي لتناول الشاي الأخضر أمر بسيط. يمكنك إما إضافة كمية صغيرة من القرفة المطحونة مباشرةً إلى الشاي الأخضر، أو نقع عود قرفة في الماء الساخن مع كيس الشاي أو أوراقه. وللحصول على أفضل النتائج، احرص على إضافة نصف ملعقة صغيرة إلى ملعقة صغيرة من القرفة المطحونة لكل كوب من الشاي الأخضر. ومن المهم عدم الإفراط في تناولها، لأن الإفراط في تناول القرفة قد يُسبب آثارًا جانبية، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في الكبد أو من يتناولون أدوية معينة. ابدأ بإضافة القرفة بضع مرات أسبوعيًا، ثم زد الكمية تدريجيًا حسب الرغبة.

فوائد إضافية لمزيج القرفة والشاي الأخضر:

بالإضافة إلى قدرته على خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، يُقدم مزيج القرفة والشاي الأخضر فوائد صحية أخرى. يُعرف الشاي الأخضر بقدرته على تعزيز عملية الأيض والمساعدة في التحكم بالوزن، بينما أثبتت القرفة قدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم. وقد يكون لهذا المزيج أيضًا تأثيرات مضادة للالتهابات، مما يدعم صحة المفاصل ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، كلا المكونين غنيان بمضادات الأكسدة، التي تُساعد في مكافحة الجذور الحرة في الجسم، مما قد يُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

الاعتبارات والآثار الجانبية:

 على الرغم من أن مزيج القرفة والشاي الأخضر قد يكون مفيدًا للكثيرين، فإنه من المهم تناولهما باعتدال. الإفراط في تناول القرفة، وخاصةً قرفة كاسيا، قد يؤدي إلى تلف الكبد بسبب محتواها من الكومارين، وهو سام بكميات كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل أمراض الكبد أو داء السكري، استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل زيادة تناولهم للقرفة بشكل كبير. وبالمثل، قد يؤدي الإفراط في شرب الشاي الأخضر إلى آثار جانبية مرتبطة بالكافيين، مثل الأرق أو اضطراب المعدة.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم