الصحة والغذاء

الستاتينات قد تقلل وفيات مرضى تسمم الدم

أفادت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة تيانجين الطبية بالصين بأن الستاتينات، وهي الأدوية الشائع استخدامها لخفض الكوليسترول، قد تقدم فوائد كبيرة لمرضى تسمم الدم (الإنتان) في وحدات العناية المركزة (ICU). نُشرت هذه النتائج في مجلة “Frontiers in Immunology.

انخفاض ملحوظ في الوفيات بفضل الستاتينات

صرحت الدكتورة كايفينج لي، الأستاذة المشاركة في مستشفى جامعة تيانجين الطبية العام والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن “دراستنا الكبيرة والمتطابقة وجدت أن العلاج بالستاتينات ارتبط بانخفاض في معدل الوفيات بنسبة 39% لمرضى الإنتان ذوي الحالات الحرجة، وذلك عند قياسه على مدار 28 يومًا بعد دخول المستشفى”.

الإنتان: خطر يهدد الحياة والبحث عن حلول

الإنتان هو حالة خطيرة ومهددة للحياة، تنشأ عندما يستجيب الجهاز المناعي بشكل مفرط للعدوى، مما يؤدي إلى التهاب شديد يضر بالأنسجة والأعضاء وقد يسبب فشل الأعضاء. على الرغم من التقدم في علاجات الإنتان، إلا أن معدلات الوفيات لا تزال مرتفعة، حيث يتوفى حوالي 28% من مرضى الإنتان في المستشفيات بالولايات المتحدة سنويًا.

تُستخدم الستاتينات على نطاق واسع للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بخصائصها المضادة للالتهابات والمعدلة للمناعة والمضادة للأكسدة والمضادة للتخثر، مما دفع الباحثين لاستكشاف دورها المحتمل في علاج حالات مثل أمراض المناعة الذاتية والتصلب المتعدد والسرطان.

وأوضحت لي أن “الستاتينات تتميز بخصائص مضادة للالتهابات، ومعدلة للمناعة، ومضادة للأكسدة، ومضادة للتخثر. وقد تساعد في تخفيف الاستجابات الالتهابية المفرطة، واستعادة وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وتُظهر أنشطة مضادة للميكروبات”.

تحديات الدراسات السابقة والدراسة الحالية

على الرغم من هذه الخصائص الواعدة، أظهرت الدراسات السابقة حول تأثير الستاتينات على مرضى الإنتان نتائج متضاربة. وتعزو لي وزملاؤها ذلك إلى قيود في تصميم تلك الدراسات وصغر حجم العينات.

وأضافت لي: “ربما لم تجد التجارب السريرية العشوائية السابقة فائدة من الستاتينات في المرضى الذين يعانون من الإنتان بسبب عدم الإبلاغ عن تشخيص الإنتان، وحجم العينات الصغيرة، والفشل في مراعاة التفاعلات المعقدة بين استخدام الستاتينات وخصائص المريض”.

للتغلب على هذه التحديات، اعتمد الباحثون في الدراسة الحالية على تصميم دراسة بأثر رجعي واسعة النطاق، باستخدام بيانات مجهولة المصدر من قاعدة بيانات مركز المعلومات الطبية للعناية المركزة (MIMIC-IV) التي تحتوي على سجلات 265,000 مريض دخلوا وحدة العناية المركزة في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن بين عامي 2008 و2019. قام الباحثون باختيار البالغين المصابين بالإنتان والذين مكثوا في المستشفى لأكثر من 24 ساعة، ثم طبقوا نظام “مطابقة درجة الميل” لإنشاء مجموعتين متطابقتين تضم كل منهما 6,070 مريضًا: مجموعة تلقت الستاتينات، ومجموعة لم تتلقاها، مع مراعاة عوامل مثل العمر والجنس والتاريخ المرضي وقيم الفحوصات المخبرية.

نتائج واعدة وتوصيات مستقبلية

كشف تحليل البيانات أن معدل الوفيات خلال 28 يومًا كان 14.3% للمرضى الذين تناولوا الستاتينات، مقارنة بـ 23.4% للمرضى الذين لم يتناولوها. ويعادل هذا انخفاضًا نسبيًا في معدل الوفيات بنسبة 39% للمجموعة التي تلقت الستاتينات. ظلت هذه النتائج ثابتة حتى عند تقسيم المرضى إلى فئات فرعية بناءً على العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم. وبينما لوحظ أن استخدام الستاتينات ارتبط أيضًا بزيادة مدة الإقامة في وحدة العناية المركزة وفترة العلاج، يعتقد الباحثون أن هذا قد يكون نتيجة لانخفاض معدل الوفيات، مما يسمح للمرضى بالبقاء على قيد الحياة لفترة أطول.

وقالت لي: “تشير هذه النتائج بقوة إلى أن الستاتينات قد توفر تأثيرًا وقائيًا وتحسن النتائج السريرية للمرضى الذين يعانون من الإنتان”.

لتعميق فهم آثار الستاتينات على مرضى الإنتان، شددت الدكتورة لي على أهمية الدراسات المستقبلية الأكثر تفصيلاً، مشيرة إلى أن “التجربة العشوائية المُحكمة المثالية لتأكيد نتائجنا أو رفضها ينبغي أن تشمل عينة كبيرة من مرضى الإنتان، مع معلومات مفصلة عن أنواع الستاتينات وجرعاتها ومدة العلاج. كما ينبغي أن تُراعي بعناية توقيت بدء إعطاء الستاتينات ومراقبة عوامل التداخل المحتملة”.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم