شاع استخدام أنظمة غذائية مرتفعة المحتوى من البروتين بأسماء مختلفة بين عدد كبير من زائدي الوزن في العالم وكان أكثرها شهرة في الوطن العربي ولا يزال ما اصطلح تسميته الريجيم الكيماوي وعرفت أيضاً منها حمية غذائية الدكتور أتكينز Atkins diet التي ينتشر الحديث عنها بشكل خاص على شبكة الانترنت ويستمر الجدل العلمي حول فعاليتها في برامج إنقاص الوزن وتأثيراتها على صحة مستعمليها ، ويؤدي إتباع البدناء الأنظمة الغذائية عالية المحتوى من البروتين إلى حدوث نقص ملحوظ في أوزان أجسامهم نتيجة حصولهم على كميات وفيرة من الأغذية البروتينية والقليل جداً من الكربوهيدرات ،ويغيب عن أذهان الكثير من عامة الناس أن الهدف الصحيح الرئيس لبرامج إنقاص الوزن ليس تناقص قراءة ما يدل عليه مؤشر الميزان وهي عبارة عن كيلوجرامات فقدها جسم البدين على شكل ماء أو بروتينات وإنما ما نقص من كتلة الدهون المخزنة فيه ، ويكون النقص الذي يحدث في وزن جسم البدين نتيجة إتباعه أحد الأنظمة الغذائية مرتفعة المحتوى من البروتين كالريجيم الكيماوي على شكل ماء فقده ثم يستعيده بعد توقفه عن إتباع هذا النظام الغذائي الخاطئ ،والمطلوب في علم التغذية من أي نظام غذائي صحيح أو غيره من برامج إنقاص الوزن هو تخلص جسم السمين ولو جزئياً من الدهون المخزنة تحت طبقة جلده وفي أنسجته وكذلك حول أحشاء بطنه.
ادعاءات الريجيم الكيماوي
يدعي مؤيدو “الريجيم الكيماوي ” لإنقاص الوزن بأن حصول البدين في طعامه على كمية كبيرة من البروتينات على شكل لحوم وبيض وأسماك لا تؤدي إلى حدوث زيادة في وزنه لعدم قدرتها على التحول إلى دهون تخزن فيه ,وإنما يستفيد منها جسمه في ثبات وزن عضلاته واستمرار تخلصه من السعرات الحرارية بمعدل مرتفع وبالتالي ينقص وزنه ,وهذا يخالف مبادئ علم التغذية الحديث في تجاهلها ما تساهم به الأغذية البروتينية من سعرات حرارية وعدم تحول الفائض عن حاجة جسم الإنسان منها إلى دهون تخزن فيه .
وبنيت فكرة الريجيم الكيماوي على رغبة البعض في فهم جميع العمليات الحيوية التي تحدث داخل خلايا الجسم بهدف توجيهها نحو زيادة حرق الدهون الموجودة فيها ومنع تجمعها في أنسجة الجسم ,ويشترط هذا النظام حصول البدين على نوعية واحدة من الأغذية الخالية من الدهون في كل وجبة من طعامه ما عدا ما يوفره البيض (5جرامات من الدهن في كل صفار بيضة) منه,مما تدفع الجسم -كما يدعي دون توفر أي دليل علمي -لإنتاج الطاقة اللازمة له من حرق الدهون الموجودة فيه.
ويشترط استعمال البدين هذا النظام الغذائي أربعة أسابيع مستمرة , ويكتشف بعد مرور أسبوعين من استعماله حدوث نقص ملحوظ في وزن جسمه يدل عليه مؤشر الميزان قد يصل أحياناً إلى سبعة كيلوجرامات تبعث في نفسه الشعور بالفرح والسرور دون إدراكه كينونة ما فقده فعلاً من وزنه (ويكون معظمه على شكل ماء من جسمه )وما حدث من اضطراب صحي في جسمه .
شروط استخدامه
يشترط مؤيدو استعمال الريجيم الكيماوي إتباع الشخص البدين الإرشادات التالية لتحقيق أفضل النتائج المرجوة منه :
- الالتزام الكامل بترتيب الوجبات الغذائية المحددة في هذا النظام الغذائي دون استبدالها بأخرى أو إلغائها أو الإقلال من إحداها ,لأنه يعتمد -كما يقال -على نوعيتها وليس كمياتها ولا مقدار ما توفره من سعرات حرارية للجسم .
- تستعمل في كل وجبة طعام نوعية واحدة فقط من الأغذية لأن الجسم –كما يزعم مؤيدو هذا النظام -يفرز أنزيمات هاضمة معينة لكل منها وليس لجميعها –وهذا يخالف مبادئ علم التغذية باستطاعة الإنسان تناول الطعام المحتوي عادةً على مختلف العناصر الغذائية كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون ثم يستطيع جهازه الهضمي تحليل مكونات كل منها إلى وحداته البنائية قبل امتصاصها في الأمعاء .
- يشترط في البدين الراغب إتباع هذا النظام عدم شكواه من أي اضطراب صحي شديد.
- تؤكل فيه الخضراوات طازجة بدون إضافة الزبد أو السمن أو الزيت أثناء تحضيرها (أي مسلوقة بالماء فقط),وكذلك لا يضاف الزيت إلى جميع السلطات وتكون جميع اللحوم المستخدمة فيه خالية من الدهون .
- يمكن شرب الشاي والقهوة بدون سكر وشرب الحليب المفصول منه الدسم .
- عند عدم تحديد كمية المادة الغذائية في أي وجبة طعام في هذا النظام -وهذا يعني غذائياً إمكانية تناول البدين أي كمية منها حتى شعوره بالشبع وتجاهل ما تساهم به من سعرات حرارية .
- حصول الشخص على أي كمية من الخيار والخس عند شعوره بالجوع وفي الأحوال التالية :
ا-بين وجبات طعامه أو بعد مرور ساعتين من الوجبة الغذائية الأساسية له.
2-تناوله صنف واحد مهما فقط بين أي وجبتين متتاليتين لطعامه .
3- تكون الكمية المسموح من الخيار والخس غير محدودة .
ويفيد غذائياً في أي برنامج غذائي لإنقاص الوزن كثرة تناول الخيار والخس نتيجة قلة ما يساهمان من سعرات حرارية للجسم ويشغلان حيزاً في معدة الإنسان فيخف شعوره بالجوع .
رأي علمي
- يدعي مؤيدو الريجيم الكيماوي بفائدة استخدامه في حدوث تفاعلات كيمو حيوية في الخلايا وإفراز كمية أقل من الأنزيمات الهاضمة للطعام في الجسم – لكن لا تتوفر أدلة في علم التغذية الحديث تؤكد صحة ذلك وهو مجرد خيال علمي راود مبتكروه .
- لا يعتمد استعمال هذا النظام الغذائي الخاطئ -كما يقول مروجوه-على حساب ما توفره الوجبات الغذائية من سعرات حرارية, أي ليس هناك حدود لما يؤخذ فيه من طعام طالما كان خالياً من الدهون,وهذا يخالف مبادئ علم التغذية الحديث التي تؤكد على أهمية إقلال البدين كمية ما يحصل عليه جسمه من سعرات حرارية (توفرها الكربوهيدرات والدهون والبروتينات) في طعامه لإنقاص وزنه .
- الريجيم الكيماوي هو نظام غذائي تساهم فيه البروتينات بمعظم السعرات الحرارية الكلية التي يوفرها الطعام المأخوذ فيه وقليل المحتوى من الكربوهيدرات ,ويؤدي طول استعماله إلى تكوين أجسام كيتونيةKetoe bodies داخل خلايا الجسم- لها مخاطر صحية -نتيجة اعتماد الخلايا على البروتين الغذائي أساساً لإنتاج الطاقة اللازمة لها في ظروف قلة وجود الكربوهيدرات، أي هو نظام غذائي يسب تكوين الأجسام الكيتونية في خلايا الجسم Ketogenic diet تشابه لحد ما يحدث أحياناً لمرضى السكر الذين يعانون ارتفاعاً شديداً في تركيز سكر الدم ،فيكون مصدر معظم الكربوهيدرات في هذا النظام الغذائي هو ثمار الفواكه وعصائرها والخضراوات والقليل من الخبز الذي قد يؤخذ فيه فهي توفر نسبة بسيطة من السعرات الحرارية الكلية المطلوبة للجسم ،وفي الطعام المثالي المنشود في برامج إنقاص الوزن -وإن قل ما يوفره من سعرات حرارية للجسم- ,يفضل أن تساهم الكربوهيدرات فيه بنحو 50% من السعرات الحرارية لأنها المصدر الأسهل لإنتاج الطاقة داخل الخلايا وفي غيابها تتجه خلايا جسم الإنسان إلى حرق البروتينات المتوفرة لها لإنتاج الطاقة فتحدث حالة الحماض الكيتوني Ketoaudosis الضارة بصحته وهي تشابه ما يحدث لمرضى السكر غير المتحكمين بتركيز السكر قريباً من حدوده الطبيعية في أجسامهم .
- يسبب استعمال هذا النظام حدوث نقص في وزن جسم الإنسان يكون معظمه في صورة ماء ,نتيجة حدوث حالة الحماض الكيتوني عند إتباعه , ثم يستعيد الجسم تدريجياً ما نقص من وزنه بعد التوقف عن إتباع الريجيم الكيماوي .
- يوفر هذا النظام الغذائي كميات كبيرة من مركب الكولسترول لجسم الشخص لكثرة تناوله البيض فيه (يحتوي صفار البيضة الواحدة على حوالي 300ملجم كولسترول ) فيه، فإذا احتوى البرنامج الغذائي اليومي كمثال على 4 بيضات كاملة فيعني حصول جسم البدين على 1200 ملجم كولسترول ،فيؤدي طول فترة استعماله إلى حدوث ارتفاع تركيز الكولسترول في دمه وهي حالة مرضية ينتشر حدوثها بين زائدي الوزن والبدناء أكثر من الأشخاص العاديين وناقصي الوزن.
- يركز على تناول ثمار الجريب فروت أو عصيره في وجبة الإفطار وسواها لانتشار الاعتقاد الخاطئ بين عامة الناس عن فائدة تناوله لتشجيع حرق الدهون المخزنة في أنسجة الجسم ,لكن لا تتوفر أدلة علمية تؤكد صحة ذلك وهي لا زالت خيالاً في أذهان البعض ،فلم يكتشف حتى الآن وجود مركبات تفيد في إسراع حرق الدهون في خلايا الجسم في ثمار أو عصير ثمار الجريب فروت ،وتشابه بشكل كبير ما توفره ثمار هذه الفاكهة من عناصر غذائية كالكربوهيدرات وفيتامين ج وعنصر البوتاسيوم والطاقة ثمار الحمضيات الأخرى كالبرتقال واليوسفي .
- يؤدي طول فترة عدم استعمال الزيوت النباتية أو الزبد كلياً أثناء طبخ الخضراوات (أي تناول المسلوقة منها بالماء فقط),وكذلك عدم إضافة الزيت إلى جميع السلطات وخلو جميع اللحوم المستخدمة في الطعام من الدهون إلى ظهور الأعراض الصحية لحالة نقص الأحماض الدهنية الضرورية في جسم الإنسان الموجودة عادةً في الزيوت النباتية والدهون.
الدكتور محيي الدين لبنية
مراجع البحث
1–Anon.(2001)
Avoiding Fad Diets: American Academy of Family Physicians
Published on: 01/21/2001 Updated on: 01/28/2001: Health Online, Inc
2–Ray Sahelian,& Marina Del Rey,(2003)
Calif. Steven Heymsfield, MD, deputy director, New York Obesity Research Center, St. Luke’s-Roosevelt Hospital, New York. News release, FDA.
3– Rick Hall, MS, RD (2003)
Atkins Diet Controversy .By.. Low-Carb Diet Gets Thumbs Down from Medical Group.
4- Sid Kirchheimer (2003)
Protein Diet May Prompt Weight Loss
Amino Acid in Animal Protein Burns Fat, Spares Muscle .WebMD Medical News