توصلت دراسة إلى أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني بالنسبة للأمهات الجدد اللاتي يتخذن قرارًا بين الرضاعة الطبيعية للطفل واستخدام الحليب الصناعي. يشير البحث إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تعزز إنتاج خلايا الأنسولين في البنكرياس وتزيد من حساسية الأنسولين لدى النساء، وبالتالي توفر الحماية ضد هذا المرض في وقت لاحق من الحياة.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة التي شملت النساء على مدار فترات طويلة أن الرضاعة الطبيعية الممتدة تقلل بشكل عام من خطر إصابة الأم بمرض السكري من النوع الثاني على مدار حياتها. ومع ذلك، لم يتم تحديد السبب الدقيق لهذا التأثير الوقائي حتى الآن.
قام الباحثون بإجراء دراسة على الفئران لفحص التأثيرات الأيضية للرضاعة الطبيعية مقارنة بعدم الرضاعة الطبيعية، وتم اكتشاف أن الفئران التي لم تتلق الرضاعة الطبيعية كانت لديها عدد أقل من خلايا الأنسولين في البنكرياس وزيادة في نوع من الدهون النشطة في التمثيل الغذائي المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا النوع من الدهون النشطة يشتهر بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري. وأضافت أن الفئران التي لم ترضع أظهرت وجود عدد أقل من الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
“غالبًا ما يُفترض أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري نتيجة ارتباطها بفقدان الوزن وتحسين عملية التمثيل الغذائي. ومع ذلك، أظهرت الدراسات التي أجريت على النساء أن هذا التأثير الوقائي للرضاعة لا يعتمد على فقدان الوزن. وتؤكد هذه الدراسة التي أجريت على الفئران هذه النتائج وتشير إلى أن التأثير الوقائي للرضاعة قد يكون مرتبطًا بزيادة في عدد الخلايا المنتجة للأنسولين وتقليل مقاومة الجسم لتأثيرات الأنسولين بشكل عام.