يقصد بالذبح الإسلامي الطريقة الواجب اتباعها للاحتفاظ بطهارة لحوم الطيور والمواشي وجعلها حلالاً للاستهلاك (التذكية الشرعية).
ومن أهم مزايا الذبح الإسلامي الإسراع في موت الحيوان، وفي هذا رفق بالحيوان، ورحمة به، فإن إحداث نزيف شديد عن طريق الذبح والنحر (جز الرقبة) يسرع بموت الحيوان. كما ينتج عن الذبح الإسلامي اجتذاب كل الدم من أنسجة الحيوان وعروقه فيصفو اللحم ويصبح صحيًا وشهي الطعم.
وهناك مجموعة من الاشتراطات التي يجب توافرها في الذبائح من المواشي والدواجن والطيور الواردة من البلدان غير المسلمة لاستهلاك المسلمين..
هذه الشروط بعضها شرعية، ورمزنا لها بالحرف (ش) حيث لا يحل أكل الذبيحة دون مراعاتها، وبعضها مستحبات، رمزنا لها بحرف (م)، وبعضها تنظيمية (ت) لا تلزم مراعاتها شرعًا ولكن يجب توافرها لتحصل الطمأنينة للمسلم فيما يأكله.
وعلى ذلك، فإن الذبيحة التي روعيت فيها هذه الاشتراطات تعتبر ذبيحة حلالاً لا شبهة فيها، ويجوز أن تختم بخاتم (الذبح الحلال طبقًا للشريعة الإسلامية). وهذه الاشتراطات كالتالي:
– الأول (ش): ألا يكون الحيوان أو الطير محرمًا أكله في الشريعة الإسلامية كالخنزير والكلب والنسر.
– الثاني (ش): أن يكون الجزار في كامل شعوره، فلا تصلح ذبيحة السكران، وأن يتوافر لدى الجزار قصد الذبح.
– الثالث: (ش): في اللحظة التي يجري فيها الذبح يجب أن تكون المواشي أو الدواجن حية حياة مستقرة ومن علاماتها أن تتحرك بعد الذبح.
– الرابع (ش): عند ذبح الطير أو الحيوان يلفظ الجزار «بسم الله والله أكبر» على كل ذبيحة، ويجب ألا يذكر اسم غير الله تعالى، ولا يكتفي بأن يستعمل الشريط المسجل في التسمية.
– الخامس (ش): تذبح الماشية أو الدواجن بطريقة يتم بها قطع القصبة الهوائية والمريء والودجين معًا بسرعة والدم يسفح إلى الخارج بغزارة لتكفل عملية الموت السريع. (القصبة الهوائية هي مجرى الهواء، والمريء هو مجرى الطعام. والودجان هما عرقان كبيران للدم في صفحتي العنق).
– السادس (ش): مكان الذبح أسفل الخرزة (الجوزة في العنق) بطريقة لا يبقى شيء منها في جسد الذبيحة فإن أخطأ الجزار وذبحها من فوق الجوزة فعليه أن يستدرك ويذبحها من تحت الجوزة قبل أن تموت، ويكون الذبح من المذبح لا من القفا ولا يستحب أن تدخل آلة الذبح تحت الأدواج ثم تقطع إلى فوق.
– السابع (ش): يجب أن تكون هناك فترة زمنية كافية بين الذبح وبين التنظيف بالماء الحار لتأمين موت الدواجن أو الطيور قبل وضعها في الماء.
– الثامن (ش): يتجنب قطع شيء من الحيوان أو إغراقه قبل تمام زهوق روحه.
– التاسع (ش): عدم استخدام عملية «الصعق» أو «الضرب» على الرأس قبل الذبح أو أي عملية تخدير معروفة أخرى إذا كانت تؤدي إلى وفاة المذبوح قبل ذبحه.
– العاشر (ش): عدم استخدام عملية التخدير بواسطة الصعق الكهربائي مثل الصدمة، أو بواسطة المطرقة، أو ضربة على الرأس، مثل مسدس الطلقة المسترجعة أو الغاز إذا كانت تؤدي إلى الموت قبل الذبح.
– الحادي عشر (ش): يمنع منعًا باتًا استعمال الأجهزة المستخدمة لقتل الخنازير في عملية ذبح المواشي أو الدواجن المعدة للذبح الحلال. وكذلك المكان الذي يلامس أجسام الذبائح الحلال يكون خاليًا من لحم الخنزير أو لحم غير مذكى.
– الثاني عشر (ش): إذا كان قد تم اصطياد الحيوانات والطيور المعدة للأكل والتسويق. فيفترض فيها أن تكون مما يحل أكله شرعًا، وأن تكون قد اصطيدت بأدوات حادة جارحة تريق الدم، وأن يسمي الصائد عند الرمي.
– الثالث عشر (م): آلة الذبح تكون سكينًا حادة، ويكون الذبح باليد وليس بالشفرة الآلية.
– الرابع عشر (ت): استقبال القبلة حال الذبح على حال يكون وجه الذبيحة إلى القبلة. وإن وجهت إلى غير القبلة لا يحرم أكلها، ولا فرق بين أن توضع على جانبها الأيمن أو الأيسر أو قائمة.
– الخامس عشر (ت): يتجنب قطع الرقبة كاملة أو كسرها وذلك لمنع عملية الموت في الحال.
– السادس عشر(ت): يجب ألا يكون هناك وفي أي وقت فرصة لتلامس أو اختلاط الذبائح الحلال بذبائح الخنزير أو الذبائح التي لم تذكَّ، سواء أكان ذلك في ثلاجات أو برادات المسلخ أو في التعليب أو النقل أو الإنزال أو في حاويات النقل. فإن حصل التلامس يجب التطهير.
– السابع عشر (ت): الإشراف الدائم أثناء الذبح والتعليب على كل شحنة بحضور مشرف مسلم عاقل محافظ على الصلاة ومعروف بحسن السيرة والسلوك ليقوم بتنفيذ الشروط السابقة. خشية أن يدخل ضمن الذبائح المذكاة ذبائح غير مذكاة.
– الثامن عشر (ش): عملية الذبح الفعلية للمواشي أو الدواجن، تتم من قبل شخص عاقل مميز، (مسلم أو من أهل الكتاب).
شهادة ذبح حلال
وحتى تأخذ الذبائح الحلال ومنتجاتها من اللحوم المصنعة الصفة الرسمية النهائية يجب أن تكون مصحوبة بشهادة ذبح حلال (Halal Meat Certificates) صادرة عن مؤسسة إسلامية.
ويشترط في تلك المؤسسة الإسلامية أن تكون معتمدة من قبل هيئات إسلامية معروفة. لذا تفقد شهادة الذبح الإسلامي قيمتها عند ما يكون الاتحاد أو المركز أو المؤسسة الإسلامية غير معروفة أو غير معتمدة. والعكس صحيح تكون هذه الشهادة ذات قيمة بالغة عندما تكون صادرة عن جهة إسلامية معروفة وموثقة.
وتعتبر شهادة الذبح الحلال شهادة نموذجية إذا اشتملت على هذه الأمور:
– اسم وعنوان المؤسسة الإسلامية التي صدرت عنها، فالقيمة الفعلية لشهادة الذبح الحلال تكمن في معرفة من أصدرها.
فالعلم بالذبح الحلال أو الإشراف على ذبح المواشي والدواجن «حسب متطلبات الشريعة الإسلامية» يعني أمرًا دينيًا يتعلق به الحل والحرمة، فمن مستلزمات هذا الأمر نقل الخبر من مسلم إلى مسلم. لذا كان من الضروري معرفة الناقل لهذا الخبر ومن الذي قام بهذا الأمر.
– وجود عبارة أو فقرة يذكر فيها أن الذبائح أو الدواجن أو منتجاتها ناتجة عن مواش أو دواجن مذبوحة حسب متطلبات الشريعة الإسلامية.
د.فتحي أحمد خلف الله – أستاذ الرقابة الشرعية على الأغذية