لا شك أن المنزل الذي يوجد به طفل يعاني من التهاب حاد باللوزتين يفتقد كثيرًا من البهجة خاصة بالنسبة للوالدين تحديدًا حيث يعاني الطفل غالبًا من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة التي قد تصل إلى 4ْ0م وكذلك صعوبة شديدة في البلع مع فقدان للشهية، بالإضافة إلى آلام في مفاصل الركبتين والكاحل مما يدفع الطفل إلى الميل إلى النوم وعدم ممارسة الأنشطة اليومية التي اعتاد القيام بها ومنها اللعب مع أقرانه.
وحينما تتوجه الأم إلى الطبيب ويصف له المضادات الحيوية المناسبة وكذلك مخفضات الحرارة الملائمة تبدأ الأعراض في التحسن تدريجيًا خلال 48 ساعة من بدء تناول الدواء.. فتبدأ الأم من تلقاء نفسها في تخفيض الجرعات العلاجية المقررة من قبل الطبيب بدعوى أن المضاد الحيوي يتسبب في إنهاك قوى الطفل الجسدية.. وهنا مكمن الخطورة حيث إن عدم اكتمال جرعة المضاد الحيوي التي يجب ألا تقل عن عشرة أيام متواصلة هو من أهم أسباب تقارب فترات الإصابة بالتهاب اللوزتين عند الأطفال حيث لا تتوفر الفترة الكافية للقضاء على الميكروب وهو بالمناسبة نوع من البكتريا تسمى Strepti Cocci أي البكتريا السبحية ولكن فقط يتم تثبيط نشاطه مؤقتًا.. وعند تعرض الطفل إلى التيارات الهوائية المباشرة خصوصًا في الصباح الباكر بالنسبة لطلبة المدارس تتكرر الإصابة بالتهاب اللوزتين الذي يكون في المرة التالية مصحوبًا بصديد يسهل رؤيته على جانبي اللوزتين وكذلك تغير في رائحة الفم.. وتتحول حالة الطفل إلى التهاب مزمن باللوزتين..
وحين يتكرر الالتهاب ليتعدى 5 مرات في السنة الواحدة يكون الطبيب مضطرًا إلى اتخاذ قرار استئصال اللوزتين للطفل رغم علمه أنها خط الدفاع الأول في مناعة الطفل ولكن ذلك حتى لا يتعرض الطفل إلى مضاعفات الالتهابات الصديدية للوزتين وعلى رأسها الالتهاب الروماتيزمي المفصلي وكذلك الالتهاب الحاد للكليتين.. وكذلك ننصح كل أم بأن تهتم بعدم تعرض أطفالها للتيارات الهوائية وأن يرتدوا الملابس المتعددة الطبقات في فصل الشتاء، ليس من المهم أن تكون ثقيلة وذلك لأن الهواء الدافئ يتم احتجازه بين هذه الطبقات المتعددة وكذلك سرعة العرض على الطبيب المختص واستكمال العلاج كما حدده حتى تعود إلينا جميعًا الابتسامة الغائبة.
د. محمد محمد الحفناوي – اختصاصي الأنف والأذن