لم يقف الأمر عند فول الصويا الذي تحدثنا عنه في موضوع سابق وما قيل من إنه يتسبب في حدوث أضرار صحية، بل كان للبطاطس بما لها من مذاق طيب نصيب من المخاوف التي انتشرت بسرعة البرق منذ عدة سنوات، وأقيمت حولها مؤتمرات ودراسات أظهرت خطورة تناولها، خاصة عندما تكون (محمرة) إذ ثبت أنها تحتوى على مواد مسرطنة.
هذا الأمر جعل منظمة الصحة العالمية تتقصى الأمر لإثبات صحة الشائعة أو عدمه، حيث ثبت أن مادة (الاكريلاميد) قد تكون مسببة للسرطان بالفعل، ما أدى إلى إحداث أضرار بالغة لمنتجي هذه الصناعات الغذائية فأسرعوا للدفاع عن منتجاتهم بمحاولة اكتشاف الأسباب الحقيقية لتكون مادة (الاكريلاميد)، وثبت خطورتها من خلال تجارب أجريت على الحيوانات، وأن هناك طرقًا أخرى قد يحصل بها الإنسان على مادة (الاكريلاميد) بشكل غير مباشر خلاف الغذاء، مثل تناولها مع الماء في بعض المناطق، أو عند التعرض لمنتجات صناعية معينة في بعض مراحل التصنيع.
ويوصي العلماء بعدم تناول النشويات المقلية بكثرة حتى لا نتعرض لنسبة كبيرة من (الاكريلاميد) خاصة البطاطس المحمرة لأنها أكثر النشويات المقلية استعمالًا، مع مراعاة عدم التحمير الشديد للبطاطس أو غيرها من المقليات، فكلما كان لون البطاطس المحمرة فاتحًا قلت فيها نسبة التأكسد، وقلت نسبة مادة (الاكريلاميد) المسببة للسرطان.
وأظهرت بعض الأبحاث أن تناول طبق من السلاطة مع النشويات المقلية يبطل مفعولها الضار، ويلي ذلك الفاكهة الطازجة، فكل من الخضراوات الطازجة والفاكهة له خواص مضادة للأكسدة والسموم ومقاومة الأمراض.