التليف الكيسي- Cystic Fibrosis ، مرض وراثي ينتج عن فشل الغدد في تأدية وظيفتها الطبيعية التي تفرز عادة الدموع، واللعاب وعصارات هاضمة إلى أعضاء بالجسم مثل الأمعاء والقصبات الهوائية.
ويتعرض المصابون بهذا المرض لإفرازات كثيفة لاصقة تسد القصبات الهوائية ينتج عنها سعال متكرر والتهابات صدرية مزمنة، وبالتالي تليف الرئتين. ومن أعراضه أيضًا انسداد الأمعاء بإفرازات كثيفة، خصوصًا بعد الولادة، ويسمى مغص غائط الجنين، أو يؤدي إلى حبس البراز وانسداد جزئي أو كامل للأمعاء.
وفي حالة تعرض غدة البنكرياس للانسداد يحدث نقص الإنزيمات الهاضمة للدهون والبروتين مسببًا عدم امتصاص هذه المواد، وبالتالي عدم استفادة الجسم منها مما يؤدي إلى ضعف في النمو وفقدان الوزن. كما تتأثر الغدد العرقية، كجزء من الغدد الخارجية الإفراز، ويسبب ذلك فقدان كمية غير طبيعية من الملح في العرق، وربما يؤدي إلى جفاف الجلد وخصوصًا في فصل الصيف. وهذه الخاصية تعد الأساس الذي يستخدم في تشخيص هذا المرض.
في بداية العمر
تظهر أعراض التليف الكيسي في بداية العمر، حيث تفرز غدد الرئة والشعب الهوائية كمية كبيرة من المخاط السميك واللزج فتغلق ممرات الرئة وتحتجز البكتريا الضارة مؤديةً إلى السعال والصفير وصعوبة التنفس والتهابات رئوية متكررة. وقد يحمل الشخص بعض أو كل هذه الأعراض.
كما تؤدي الإفرازات اللزجة إلى التأثير على أنزيمات البنكرياس مما يسبب مرض السكر، وأيضًا مشاكل في الهضم. كما قد يؤدي نقص الأنزيمات الهاضمة إلى سوء تغذية حيث لا تمتص المواد الغذائية بشكل جيد مما يتسبب بالألم وحدوث مغص وعدم زيادة الوزن رغم التغذية الجيدة، خاصة بين الأطفال. لذلك ننصح الأهل بالاعتناء بتغذية أطفالهم، حيث يجب أن يحتوي غذاؤهم على 75% من الخضراوات والفواكه النيئة والحبوب الكاملة والمكسرات.
كما يعاني هؤلاء المرضى من غزارة العرق، والجلد يكون مالحًا بسبب التركيزات العالية من الأملاح. لذلك يفقدون كميات كبيرة من الملح عن طريق الغدد العرقية، وهنا يجب شرب كميات كبيرة من السوائل وتناول الملح والأغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز.
وقد ينصح الطبيب بعمل اختبار العرق للطفل الذي لا يزيد وزنه رغم التغذية الجيدة. كما ينصح بإجراء اختبار التليف الكيسي للذين يحملون أعراض المرض بشكل كبير، أو إذا كانت هناك حالات مشابهة في العائلة فقط.
كما ننصح هؤلاء المرضى بعدم تناول الأطعمة التي تزيد من إفراز الغشاء المخاطي، حيث تتسبب الأغذية المطبوخة والمعلبة في زيادة تكوين المخاط وبالتالي تضيع طاقة الجسد فهذه الأغذية صعبة الهضم.
كما يجب التقليل من المنتجات الحيوانية والألبان والسكر ومنتجات الدقيق الأبيض، مع تناول أطعمة مثل الثوم وعيش الغراب والبصل لتحسين إمداد الخلايا بالأكسجين، فضلاً عن تناول بروتينات وسعرات حرارية ومغذيات أخرى بصورة مناسبة. وبشكل عام يحتاج مرضى التليف الكيسي إلى 50% زيادة عن الطبيعي من المغذيات
أريج بسام سنجلاوي
ماجستير تغذية وعلوم الأطعمة