لطالما ربطنا الحليب بصحة العظام، لكن دراسة جديدة تُشير إلى دورٍ هامٍ للبرقوق في هذا المجال. فقد كشفت الدراسة، المنشورة في مجلة “Osteoporosis International”، عن أنّ تناول البرقوق بشكلٍ يومي يُساعد على إبطاء فقدان كثافة العظام ويقلل من خطر الإصابة بكسور العظام.
آلية عمل البرقوق:
تتكون عظامنا من نسيجٍ ديناميكيٍ يُعيد تشكيل نفسه باستمرار. مع تقدّم العمر، تتباطأ هذه العملية، ممّا يُؤدّي إلى فقدان كثافة العظام وضعفها.
يُعدّ البرقوق غنيًا بالمركبات النشطة بيولوجيًا، مثل البوليفينول، التي تُساعد على تقوية العظام من خلال:
- تقليل الالتهاب: يلعب الالتهاب دورًا هامًا في فقدان العظام. يُساعد البرقوق على تقليل المسارات الالتهابية المرتبطة بفقدان العظام.
- تحسين امتصاص العناصر الغذائية: يُساعد البرقوق على تحسين امتصاص العناصر الغذائية المهمة لصحة العظام، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم.
الدراسة:
أجرى الباحثون تجربة عشوائية محكومة شملت 235 امرأة بعد انقطاع الطمث. تم تقسيم المشاركات إلى ثلاث مجموعات:
- المجموعة الأولى: لم تتناول البرقوق.
- المجموعة الثانية: تناولت 50 جرامًا من البرقوق يوميًا (حوالي 4-6 حبات).
- المجموعة الثالثة: تناولت 100 جرام من البرقوق يوميًا (حوالي 10-12 حبة).
خضعت المشاركات لفحوصات التصوير المقطعي الكمي المحيطي كل ستة أشهر لتقييم كثافة كتلة العظام، وهندسة العظام، وقوة العظام.
النتائج:
- المجموعة الأولى: شهدت انخفاضًا في كثافة كتلة العظام وقوة العظام في عظم الساق.
- المجموعتان الثانية والثالثة: شهدتا تحسنًا في صحة العظام.
- المجموعة الثانية: حافظت على كثافة العظام وقوتها وبنيتها، خاصة في العظام القشرية.
التوصيات:
يُوصي الباحثون بتناول 4-6 حبات من البرقوق يوميًا بدلاً من 10-12 حبة. على الرغم من الفوائد الصحية الإضافية لتناول المزيد من البرقوق، إلا أنّ المشاركات في المجموعة الثالثة كنّ أكثر عرضة للتوقف عن تناول البرقوق بسبب الشعور بالملل من تناول كميات كبيرة منه.
الخلاصة:
أظهرت الدراسة أنّ تناول البرقوق بانتظام يُعدّ بديلًا طبيعيًا فعالًا لتعزيز صحة العظام، خاصةً لكبار السن والنساء بعد انقطاع الطمث.
ملاحظات:
- هذه الدراسة هي دراسة أولية، وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج على المدى الطويل.
- يُنصح بمراجعة الطبيب قبل البدء بتناول البرقوق أو أي مكملات غذائية أخرى، خاصةً إذا كنت تعاني من أي حالات صحية.
