نظمت النسخة الورقية لمجلة عالم الغذاء عام 2007م ندوة أجاب المشاركون من أهل الاختصاص بالتفصيل عن أسئلة حول أكثر الأغذية التي يعتقد أنها تسبب سرطان الأطفال، وتلك التي تعتبر من عوامل الوقاية.
وتم التطرق كذلك إلى المتغيرات الغذائية التي طرأت على غذاء أطفالنا في السنوات الماضية ويعتقد أنها تؤدي إلى إصابتهم بالسرطان، كما استعرض المشاركون أحدث المستجدات في علاج مرض السرطان.
(عالم الغذاء): في زيارة صحفية قام بها مندوب المجلة لأحد مصانع رقائق البطاطس المقلية، اكتشف أنها تستخدم زيوت القلي لمدة 30 يومًا دون تغيير، مع إضافة الكمية التي تنقص بفعل عمليات القلي، ثم يتم تغيير الزيت كليًا بعد مرور شهر تقريبًا. وعندما سألنا مدير المصنع عن سبب ذلك، قال إنه لا يوجد مصنع يستطيع أن يتحمل تكلفة تغيير الزيت يوميًا. هل يعني ذلك أن كل الأغذية المقلية التي يتناولها أطفالنا تُعامل بنفس الطريقة؟
أ. إجلال الجلالي: نود أيضًا أن نوضح للأمهات عدد المرات التي تستطيع خلالها تكرار استخدام نفس الزيت في القلي؟
د.رشود الشقراوي: لا تقتصر المشكلة على عدد مرات استخدام الزيت في القلي، لكنها تتعلق أيضًا بكيفية التعامل مع الزيت بعد القلي. وقد أظهرت بعض التجارب إمكانية استخدام معظم الزيوت النباتية في القلي لعدد يتراوح بين 3 إلى5 مرات. ويراعى بعد انتهاء عملية القلي تصفية الزيت ووضعه في حافظة تمنع دخول الضوء، ثم حفظه في مكان درجة حرارته غير مرتفعة.
د. حسن القعود: عند الحديث عن مسببات السرطان عمومًا وعند الأطفال بصفة خاصة، أشير إلى التضارب التي يحدث أحيانًا بين الجهات العلمية حول ما إذا كانت بعض المواد الغذائية مسرطنة أم لا، فهذه الجهة تنفي، وهذه تثبت. والمحصلة النهائية هي وقوع الناس في حيرة. ومن الأدلة على ذلك ما أثير حول الطحينة ومادة ثاني أكسيد التيتانيوم، التي تعطى للأطفال، والزيوت التي تعمل بها بعض الوجبات السريعة هل تحتوي فعلاً على مواد مسرطنة.
(عالم الغذاء): هذا يدفعنا إلى التساؤل حول ما يشاع بين العامة عن الأغذية وعلاقتها بالمسرطنات. كيف تفسر المعلومات العلمية للشخص غير المتخصص؟
د.فهد الخضيري: يجب أن نوعي الناس ونثقفهم بكيفية قراءة المعلومة وتحليلها بشكل صحيح. المشكلة أن الناس قليلاً ما تقرأ، ووسائل الإعلام في المجمل لا تقوم بدورها في إيصال المعلومة الصحيحة للناس. لذلك أرى أن وجود مجلة متخصصة في التغذية أمر مهم حتى تكون مرجعًا علميًا للناس مثل مجلة عالم الغذاء.
على سبيل المثال هناك في الولايات المتحدة جهات غير نفعية تقدم المعلومات مجانًا، مثل جمعية حماية المستهلك الأمريكية التي تطبع مجلة توزع حوالي 20 مليون نسخة.
في هذه المناسبة، فإننا ندعو الجهات الرسمية وغير النفعية في المملكة مثل هيئة الغذاء والدواء أو مختبرات الجودة والنوعية، للقيام بالدور الإعلامي التثقيفي التوعوي ليصل لجميع شرائح المجتمع بما في ذلك من لا يقرؤون، وذلك بالطرق المناسبة لهم مثل القراءة أو برامج التليفزيون أو مواقع الإنترنت أو بالجوال.
(عالم الغذاء): هل نمط الحياة السائد في المجتمع حاليًا له دور في إصابة الأطفال بالسرطان؟
د.حسن القعود: أعتقد أن اختلاف نمط الحياة بين الماضي والحاضر له دور في الإصابة بالسرطان. مثل اختلاف معدل النشاط والحركة في الماضي عما هو عليه الآن.
في السابق كان الناس يتحركون كثيرًا، أما الآن فقد سيطر الكسل على حياتنا، وأصبح أطفالنا يقضون جل أوقاتهم أمام أجهزة التليفزيون والكمبيوتر والبلايستيشن، دون أدنى حركة.
في الماضي، كنا نتناول طعامًا طازجًا وخاليًا من المبيدات والأسمدة، والآن أصبح طعامنا معبئًا بالمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية. وأرى أن من أسباب التغير في طعامنا يعود إلى التزايد السكاني الكبير، ورغبة التجار في الكسب الزائد الذي رافق تزايد الطلب على المواد الغذائية.
وأستطيع أن أجزم في هذا الصدد، أن نسب الإصابة بالسرطان في المناطق الحضرية، تزيد بكثير عن المناطق الريفية؛ بسبب تغير نمط الحياة فيها.
د. فهد الخضيري: أتفق مع رأى د. حسن؛ لأن معظم الملوثات والصناعات موجودة في المدن، فضلًا عن تركز محلات بيع الأغذية السريعة فيها.