تصاعد التطور التكنولوجي في المملكة بمختلف القطاعات والمجالات شامخًا بأيدٍ سعودية وطنية أسهمت في جعل المملكة من أهم المواقع التكنولوجية الحديثة خاصةً في المجالات الطبية، بما يتوافق مع رؤية 2030، ومن أبرز اهتماماتها “الأطراف الصناعية” التي حسنت جودة حياة من فقدوا أطرافهم العلوية أو السفلية بسبب حوادث أو أمراض معينة،وساعدتهم على أن يكونوا أكثر إنتاجًا في المجتمع.
وطبقا لتقرير نشرته واس تتشابه الأطراف الصناعية من حيث الهدف مهما اختلفت التقنيات والمواد المستخدمة في تركيبها،وعادةً ما تحتوي على نفس المكونات، كالمقبس الذي يلائمُ الطَّرف المبتور، والحامل للطرف، والمحور، وكذلك اليد أو القدم في نهاية الطرف الصناعي، بالإضافة إلى الغلاف التجميلي؛ليبدو أقرب ما يكون للطرف الطبيعي.
و اُفتُتح عام 1427هـ، مركز التأهيل الطبي بقسم تقنيات التأهيل،”وحدة الأطراف الصناعية بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض” ، ويشمل عدة أقسام في التأهيل هي: الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة والجبائر التقويمية وأحزمة الظَّهر والأحذية الطبية، ويعمل بالقسم 13 أخصائيًّا وفنيًّا،9 منهم سعوديون،واستقبل القسم خلال العام الحالي 2022م (6296) مريضاً منهم (380) تم تركيب لهم أطراف صناعية وتتراوحُ أعمارهم من 6 أشهر حتى 90 عامًا.
وأشار أخصائي الأطراف الصناعية في مدينة الملك سعود الطبية ونائب رئيس مجلس الجمعية السعودية للأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة وائل عبد ربه العمري،إلى أهمية توافق الطرف الصناعي المضاف للجسم مع شكل الجسم ومنطقة البتر؛ليتمكن المصاب من مزاولة جميع الأنشطة وأداء جميع أنواع الحركات التي يُمكن للشَّخص الطبيعي القيام بها، منوهًا بأن المواد المستخدمةَ في صناعة الطرف تختلف بحسب نوع ومستوى البتر، ونشاط المريض البدني،وعمره، وحالته الصحية،مُبينًا أنَّ تركيب الطَّرف الصناعي يبدأُ من عمر 6 أشهر؛ليعتاد الطفلُ على وجود الطَّرف.
وأوضح العمري أنَّ المواد التي تُصنع منها الأطراف تنقسم إلى ثلاثة أجزاء،الجزءُ الأوَّل “Socket” -الحاضنة- وتكون المواد المستخدمة فيه الريزن (مادة كيميائية) وألياف الكربون، والجزءُ الثاني يحتوي على “Pylon tube” -الساق- التيتانيوم والألمنيوم، أما الجزءُ الثالثُ فيشمل – القدمَ – ألياف الكربون، البولي بروبلين، الخشب، كيفلر.
وأكد أن آلية عمل الأطراف الصناعية تنقسمُ إلى نوعين هما: أطراف تقليدية، وأطراف إلكترونية، وتعتمد التقليدية على حركة عضلات الجسم والجاذبية الأرضية للقيام بالحركة،فيما تعتمد الإلكترونية على حركة عضلة الجسم ومعالج دقيق ودارات كهربائية تعمل عن طريق بطارية شحن,
ولفت العمري الانتباه إلى أنَّ عدم خضوع المريض لبرنامجٍ تأهيلي مُسبقٍ واستمراره على السرير بدون حركة يعد من أهم العوامل التي تُؤثر على تركيب الطَّرف،موضّحًا أنَّ ذلك يسببُ تيبساً في حركة المفاصل وضعفًا في قوة المريض الجسدية، لأنه عادةً ما تميل العضلات القريبة من الطَّرف المبتور أو في مفصل الورك أو الركبة إلى القصر؛وهذا يحدثُ بسبب الجلوس وعدم اتخاذ أيِّ وضعيةٍ مناسبةٍ للبتر ووضعيةٍ مستقيمةٍ للجسم، مشيرًا إلى وجود زياراتٍ دوريةٍ بعد التركيب وبرنامجٍ لإعادة التأهيل؛لتقوية عضلات الجسم وتشجيع المريض على البدء بالوقوف من جديد،وممارسة تمارين التوازن.