أظهرت نتائج دراسة جديدة أن المرضى الذين عانوا من نوبة قلبية سابقًا واستمروا في تناول الأسبرين يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية ثانية، أو الوفاة؛ مقارنة بالمرضى غير الملتزمين بتناول الأسبرين.
وأوضحت مؤلفة الدراسة الدكتورة آنا ميتا كريستنسن من مستشفى بيسبيبيرج وفريدريكسبيرج في الدنمارك: “تشير نتائجنا إلى أن عدم تناول الأسبرين كما هو موصوف بعد الإصابة بنوبة قلبية مرتبط بزيادة خطر الإصابة بحدث سريري آخر مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة”.
وأضافت: “نوصي جميع المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية باستمرار الالتزام بتناول الأسبرين وفقًا للمبادئ التوجيهية الحالية، حتى يثبت البحث العلمي ذو الشواهد القوية خلاف ذلك، ويتم تحديث المبادئ التوجيهية السريرية بناء على نتائج الأبحاث الجديدة.
لماذا الأسبرين؟
الأسبرين مهم بعد حدوث أزمة قلبية لأنه يمنع تكوّن الجلطات، ما يقلّص من خطر حدوث أزمات قلبية أو سكتات دماغية لاحقة. ومع تطوّر طرائق العلاج والتشخيص، وتحسّن آفاق مرضى ما بعد الأزمة القلبية، أصبحت فوائد الأسبرين على المدى الطويل أقلّ وضوحاً. وجدير بالذكر أنّ الأسبرين يمنع التخثّر لكنّه يرفع من خطر النزيف أيضاً. ويتغيّر التوازن بين الفوائد القلبية والأوعية الدموية من جهة، ومخاطر النزيف من جهة أخرى، مع مرور الوقت بعد الإصابة بأزمة قلبية.
مخاطر التوقف عن الأسبرين
تناول البحث دراسة مخاطر التوقف عن استخدام الأسبرين على المدى الطويل مقارنة باستمرار استهلاكه بعد حدوث أزمة قلبية في الظروف الحالية. وقد تم الحصول على البيانات من سجلات الرعاية الصحية الوطنية في الدنمارك، شاملة مرضى يتراوح أعمارهم بين 40 عامًا فأكثر. وهؤلاء المرضى الذين خضعوا لأول أزمة قلبية بين عامي 2004 و2017، قد تلقوا زراعة دعامات تاجية والتزموا بتناول الأسبرين كما هو موصوف لمدة عام بعد الحادث. وقد تم استبعاد الحالات المعالجة بمضادات التخثر أو التي عانت أزمات أخرى خلال العام الأول.
وقد تم متابعة التزام المرضى بتناول الأسبرين بعد سنتين وأربع وست وثمان من الإصابة بنوبة القلب من خلال سجلات الوصفات الطبية. واعتمد التقييم على نسبة الأيام التي تمكن فيها المريض من تناول جرعات الأسبرين خلال السنتين السابقتين. حيث اعتبر المرضى الذين تناولوا الدواء بنسبة 80% أو أقل من الأيام غير ملتزمين، بينما تم تصنيف الآخرين على أنهم ملتزمون.
وقد درس الباحثون آثار استخدام الأسبرين على المدى الطويل لدى المرضى الذين لم يتلقوا أي علاجات أخرى لمنع تكرر حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية مثل مضادات التخثر أو مثبطاتP2Y12 ، وبالتالي تم استبعاد المرضى الخاضعين لهذه العلاجات من الدراسة.
الأسبرين يحد من النوبة القلبية المتكررة
شملت الدراسة أكثر من 40 ألف مريض أصيبوا بأزمة قلبية أولية. وقد تبين أن الالتزام بتناول الأسبرين تدريجيًا قد انخفض مع مرور الوقت، حيث انخفض من 90٪ بعد سنتين من الأزمة القلبية إلى 84٪ في غضون أربع سنوات، و82٪ في ست سنوات، و81٪ في ثماني سنوات.
قام الباحثون بتحليل ما إذا كان المرضى الذين لم يلتزموا بتناول الأسبرين على النحو الموصوف لديهم خطرًا أعلى لتجربة نتائج سلبية مثل النوبات القلبية المتكررة أو السكتات الدماغية أو الوفاة، مقارنة بأولئك الذين استمروا في تناول الأسبرين بانتظام.
تم احتساب عدد من العوامل المحتملة التي يمكن أن تؤثر على النتائج، بما في ذلك العمر والجنس والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول وأمراض الكلى والسرطان وقرحة المعدة. وفي كل نقطة زمنية، كان المرضى الذين استمروا في تناول الأسبرين بانتظام أقل عرضة لتجربة النتائج السلبية بالمقارنة مع المرضى الذين لم يلتزموا بتناوله.
وبالمقارنة مع المرضى الملتزمين، تبين أن المرضى الذين لم يلتزموا كان لديهم احتمالية أعلى بنسبة 29٪ و40٪ و31٪ و20٪ لتعرضهم لنوبة قلبية متكررة أو سكتة دماغية أو الوفاة بعد مرور عامين وأربعة وستة وثمانية أعوام على النوبة القلبية على التوالي.
وقالت الدكتور كريستنسن: “يجب أن نفسر نتائجنا بحذر، حيث تشير إلى وجود ارتباط ولكنها لا تثبت العلاقة السببية. وبما أن الدراسة قائمة على التسجيل، فنحن لا نملك معلومات حول الأسباب المحددة لعدم استخدام المرضى للأسبرين. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تعميم النتائج التي توصلنا إليها على جميع المرضى الذين يعانون من نوبة قلبية، حيث تركزت دراستنا بشكل خاص على الأشخاص الذين يتلقون علاجًا بدعامات الشريان التاجي ولم يتناولوا أدوية أخرى للوقاية من تكوين جلطات الدم.”
وأضافت: “على الرغم من ذلك، فإن النتائج تدعم التوصيات الحالية التي تنص على تناول الأسبرين لفترة طويلة بعد الإصابة بنوبة قلبية”.