قد تغمرك موجة من القلق أو التوتر في اللحظة التي لا تتوقعها على الإطلاق. وقد تشعر بخيانة جسدك لك في أسوأ لحظة ممكنة، وخاصة عندما تكون محاطًا بالأصدقاء أو الأحباء. ولكن هل يمكن أن يكون مفتاح التهدئة بسيطًا مثل تناول مكعبين من الثلج؟
يزعم المبدعون على TikTok وInstagram أن وضع الثلج على مؤخرة الرقبة يمكن أن يوقف القلق. لكن لا بد من معرفة رأي خبراء الصحة العقلية في هذا الأمر.
الحقيقة هي أن لمس الثلج، أو أي شيء بارد، يمكن أن يسبب صدمة حركية للجسم، ولكن عندما يتم تطبيقه بشكل استراتيجي، فإنه يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية تساعد في تنظيم القلق والتوتر.
تشرح الدكتورة أشويني نادكارني، مديرة الطب المساعد للتخصصات النفسية في مستشفى بريغهام والنساء، وأستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن وضع الثلج على الجزء الخلفي من الرقبة يحفز العصب المبهم، مما يساعد على تهدئة الجسم وتقليل الشعور بالقلق والتوتر.
العصب المبهم هو أطول الأعصاب القحفية في الجسم، ويمتد من أسفل الدماغ إلى أسفل الرقبة وإلى الصدر والمعدة. وهو يشكل جزءًا من الجهاز العصبي الباراسمبثاوي الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، مثل الهضم ومعدل ضربات القلب، ويساعد على الاسترخاء.
بينما يحفز الجهاز العصبي الودي استجاباتنا للطوارئ، يعمل الجهاز العصبي الباراسمبثاوي على تهدئة الجسم وإعادته إلى حالته الطبيعية. تشبه العلاقة بين الجهازين العصبيين الودي والباراسمبثاوي علاقة دواسة الوقود والفرامل في السيارة.
عندما يكون الجسم في حالة تأهب، يعمل تبريد الرقبة على تنشيط العصب المبهم والجهاز العصبي الباراسمبثاوي، مما يساعد على تهدئة الجسم وتقليل الشعور بالقلق. يساهم البرد في خفض معدل ضربات القلب، وبالتالي يرسل الدماغ إشارات للاسترخاء.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق، مثل غمس الرأس في الماء البارد أو الاستحمام بماء بارد.