اكتشاف جديد حول آلية طرد الكبد للكوليسترول يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات أكثر فعالية لأمراض القلب والأوعية الدموية التي تعدُّ السبب الرئيسي للوفاة عالميًا.
اكتشف باحثون بجامعة ليدز أن إنتاج العصارة الصفراوية، المسؤولة عن طرد الكوليسترول الزائد، يتأثر بتدفق الدم في الوريد البابي من الأمعاء. إذ أظهرت دراسات سابقة أن تدفق الدم في الوريد البابي يتأثر بأنماط الحياة اليومية، حيث يزداد وينخفض استجابةً للنشاط البدني، والراحة، وتناول الطعام.
توصل فريق ليدز إلى أن إنتاج الصفراء يزداد عند قلة تدفق الدم في الوريد البابي، كما يحدث أثناء ممارسة الرياضة أو الصيام، وينخفض عند زيادة التدفق، كما يحدث أثناء الأكل والراحة. انخفاض إنتاج الصفراء يؤدي إلى تراكم الكوليسترول في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني. يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لتطوير علاجات مبتكرة لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية من مرض الكبد الدهني.
وكشفت دراسة نشرت في مجلة Science Advances عن وجود علاقة مباشرة بين تدفق الدم في الوريد البابي ومستويات الكوليسترول في الدم، وهو اكتشاف لم يسبق له مثيل. أوضحت الدراسة أن بروتينPIEZO1، وهو مستشعر للضغط، يتحكم في عملية تحويل الكوليسترول إلى أحماض صفراوية عن طريق اكتشاف معدل تدفق الدم في الوريد البابي، مما يشير إلى آلية جديدة لتنظيم مستوى الكوليسترول في الجسم.
وظائف الكبد والقلب
من أهم وظائف الكبد تنظيم كمية الدهون في الدم، لذلك عندما ترتفع مستوياتها، يمكن أن يتطور مرض الكبد الدهني. ويمكن أن يتطور إلى حالات أكثر خطورة مثل التلف وتليف الكبد، وفشل كبدي، وحتى سرطان الكبد.
الكولسترول هو نوع من الدهون الضرورية لعمل الجسم بشكل طبيعي ويوجد في جميع خلايا الجسم. وهناك نوعان: “الجيد” الذي يساعد على عمل الجسم، و”السيئ” الذي يمكن أن يتراكم في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
قد يكون ارتفاع الكوليسترول ناتجًا عن عوامل وراثية أو مرتبط ببعض الأدوية والحالات الصحية، أو يكون نتيجة لعوامل نمط حياة مثل النظام الغذائي غير الصحي، وقلة الحركة، والسمنة، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول.
تتضمن العلاجات الأولية اتباع نمط حياة أكثر صحة، ولكن يمكن وصف أدوية للمرضى مثل الستاتينات لتقليل ما يسمى بالكوليسترول “الضار”. ومع ذلك، قد يعاني بعض المرضى من قلة الحركة أو الآثار الجانبية للستاتينات. وعلاوة على ذلك، هناك حاجة إلى فهم أفضل لعوامل أخرى، مثل تدفق الدم وتأثيره على تنظيم الدهون، لتحسين كيفية عمل الأدوية.
قال البروفيسور ديفيد بيتش، الباحث الرئيسي في الدراسة من كلية الطب بجامعة ليدز، إن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لعلاج مشكلة تزايد أمراض الكبد على مستوى العالم.”