أظهرت تجربة سريرية أجريت في جنوب أفريقيا وأوغندا أن الحقن مرتين سنويًا لدواء وقائي جديد للوقاية قبل التعرض للفيروس، وهي أدوية تؤخذ قبل التعرض المحتمل للفيروس لمنع الإصابة، تمنح النساء الشابات حماية كاملة الفعالية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد اختبرت التجربة ما إذا كانت حقنة ليناكابافير لمدة ستة أشهر ستوفر حماية أفضل ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بعقارين آخرين من نفس فئة ليناكابافير يؤخذان يوميًا عن طريق الفم.
يعمل ليناكابافير (لينLA ) كمثبط للاندماج، حيث يعمل على التداخل مع فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق تثبيط غلافه البروتيني الذي يحجب المادة الوراثية للفيروس والإنزيمات اللازمة لتكاثره. يتم حقن هذا الدواء تحت الجلد مرة واحدة كل ستة أشهر.
وتعد حقنة ليناكابافير كل ستة أشهر آمنة وتوفر حماية أفضل ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية كعلاج وقائي للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و25 عامًا، مقارنة بحبوب Truvada F/TDF التي تُستخدم على نطاق واسع كحبوب منع الحمل اليومية.
خلال المرحلة العشوائية من التجربة، لم تصب أي من النساء البالغ عددهن 2134 اللاتي تلقين عقار ليناكابافير بفيروس نقص المناعة البشرية. وكانت نسبة الفعالية 100%.
وبالمقارنة، أصيبت 16 من أصل 1068 امرأة (أو 1.5%) تناولن عقار تروفادا (F/TDF) و39 من أصل 2136 (1.8%) تناولن عقار ديسكوفي (F/TAF) بفيروس نقص المناعة البشرية.
وقد أدت النتائج التي توصلت إليها لجنة مستقلة لمراقبة سلامة البيانات إلى التوصية بإيقاف المرحلة “الععشوائية” من التجربة، ومنح جميع المشاركين خيار العلاج قبل التعرض للفيروس.
غير أن النتائج الأولية تشير إلى أن ليناكابافير قد يمثل خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية ضد فيروس HIV، خاصة في المجتمعات التي تواجه عبئًا كبيرًا من هذا الوباء.
وسيتم إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم فعالية وسلامة الدواء في مختلف الظروف الواقعية، وتحديد أفضل السبل لدمجه ضمن البروتوكولات العلاجية الحالية. ومن المتوقع أن تلعب التكلفة دورًا حاسمًا في تحديد مدى انتشار استخدام الدواء، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.