تؤثر وضعية تناول الطعام في عملية الهضم إلى حد كبير. فوفقًا للأطباء، فإن تناول الطعام أثناء الوقوف يفرغ المعدة بشكل أسرع وينتقل الطعام إلى الأمعاء، قبل أن يتحول إلى جزيئات دقيقة. وهذا يزيد الضغط على الأمعاء وقد يؤدي إلى مشاكل في الهضم. ويُعتقد أن الحركة الفورية لانتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء ناتجة عن قوة الجاذبية.
وقد أثبت العلم الطبي الحديث أنه في حالة الوقوف يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية أكثر توترًا وأن الشرب أو الأكل واقفًا يؤدي إلى تساقط السائل أو الأكل بعنف إلى قاع المعدة ويصدمها صدمًا، وإن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة وهبوطها وما يلي ذلك من عسر هضم، وكذلك فإن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفًا يعتبر خطيرًا على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها، حيث يلاحظ أطباء الأشعة أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات الطعام وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة.
ثم إن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة، محدثة في بعض الأحيان آلامًا شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي. أما في حالة الجلوس تكون الأعصاب والعضلات في حالة من الهدوء والاسترخاء وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل صحيح.
وقد ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الشرب قائمًا وعن الأكل قائمًا وهذا من الإعجاز الطبي النبوي في التحذير من الأكل أو الشرب واقفًا…(…وفي أنفسكم أفلا تبصرون).