اختلف المطبخ الآن عن أيام زمان في الشكل والتصميم والأجهزة والأدوات كما اختلف المحتوى الغذائي أيضًا، ولكل فترة إيجابياتها وسلبياتها أيضًا. ورغم المعاناة التي كانت تتكبدها المرأة في إعداد الوجبات قديمًا بسبب الأدوات المتواضعة التي كانت متوفرة آنذاك، فقد تميز المطبخ قديمًا بانتظام الوجبات وانعكس ذلك إيجابًا على برنامج الحياة اليومي وعلى برنامج الراحة وساعات النوم وتوقيتها. ورغم محدودية المواد الغذائية المتوفرة أيام زمان، إلا أنها تميزت بخلو معظمها من الإضافات الكيمائية وكانت الحيوانات تربى بدون مسمنات. كما تميز العمل داخل المطبخ بالمزيد من الحركة والنشاط؛ حيث كانت المرأة تبذل مجهودًا حركيًا أكبر مما تبذله في الوقت الحاضر. أما المطبخ في الوقت الحالي، فقد تميز بتوفر الجانب الصحي سواء من ناحية الأدوات والنظافة بوجه عام.
وارتفع الوعي الغذائي عند الناس في الوقت الحالي عما هو الحال قديمًا، وتخلى الناس عن الكثير من العادات السلبية. كما حققت الأجهزة والمعدات العصرية التي غزت مطابخنا حاليًا الكثير من الرفاهية للمرأة ووفرت لها المزيد من الوقت إيجابًا لكي تستغله في العمل والدراسة. لكن في المقابل هناك بعض السلبيات في المطبخ في الوقت الحالي، مثل غزو المضافات الغذائية والأسمدة الكيمائية والمبيدات لأغذيتنا. كما نتج عن وسائل الطبخ العصرية التي تم ابتكارها قلة الحركة التي تبذلها المرأة حيث تكاد معظم الأنشطة تنعدم فيها الحركة وأصبحت المرأة تقضي معظم وقتها أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر.
مها عبدالرحمن الشعبي – اختصاصية تغذية