الأسلوب الحيوي الكلي (Macrobiotic Diet)، برنامج غذائي، وإن شئت «حمية غذائية»، يستعملها المتخصصون في مجال الغذاء والعلاج بالغذاء ليعلموا الذين يتبعون البرنامج أن هناك نظامًا طبيعيًا للحياة والبيئة يجدر بنا الرجوع إليه إذا ما أردنا أن نستعيد صحتنا المثلى. وهو نفس ما يدعو إليه بعض الفلاسفة والأطباء (غير التقليديين) في أنحاء العالم. وملخصه أنه يجب علينا أن نعيش في تناغم مع الطبيعة المحيطة بنا، ومن هذه الطبيعة الطعام الذي نأكله.
كيف بدأ؟
من الناحية الغذائية الصرفة، فإن الحمية الحيوية الكلية عبارة عن طعام بسيط متوازن العناصر، عضوي المنشأ، خال من الإضافات الصناعية التي تلوثه ومن المعاملة التكريرية التي تضيع فوائده الحقيقية.
بدأت الممارسة الفعلية الحديثة لهذا الأسلوب في العشرينيات من القرن الماضي على يد معلم ياباني يدعى جورج أوساوا (George Ohsawa). هذا وفي جوهر كتاباته عن الأسلوب الحيوي الكلي مفهومان مشهوران هما: اليين واليانغ (Ying and Yang). وهما القوتان المتضادتان، حسب الفلسفة الصينية القديمة، اللتان تحكمان نواحي الحياة كلها. فالأول: «اليين» يمثل القوة الطردية المركزية التي تتحرك إلى الخارج، أما الثاني: «اليانغ» فيمثل القوة الجذبية المركزية التي تتحرك نحو الداخل.
إذًا النظام الحيوي الكلي يحاول أن يحقق تناغمًا غذائيًا بين اليين واليانغ. وتبعًا لذلك فإن الأطعمة تصنف على أساس خصائصها من اليين واليانغ، وعلى أساس خصائصها الغذائية الظاهرية، وعلى أساس تأثيرها على الجسم.
المكونات الغذائية
يتكون هذا النظام من:
– الحبوب الكاملة الحبة: ومنها الأرز البني والشوفان والدخن والشعير والذرة والجودار والقمح الكامل الحبة والحنطة. وهي أطعمة يعتقد أنها الأكثر توازنا على ميزان اليين يانغ. ويجدر أن تكون نسبة تتراوح ما بين50-60% من طعام الشخص اليومي من هذه الأطعمة.
– الخضراوات الطازجة: يجب أن تمثل الخضراوات الطازجة 25-30% من الغذاء اليومي للشخص. وينصح بالتناول اليومي للخضراوات التالية، الملفوف والبروكولي والقرنبيط والقثاء بأنواعها واللفت وأوراق واللفت وأوراق الخردل والبصل والبوك تشوي (Bok Choy).
– الفول (وما على شاكلته) والخضراوات البحرية: يحب أن تمثل ما بين 5 إلى 10% من طعام الشخص اليومي. ومن الأنواع المفضلة، الفول والحمص والعدس والتوفو. أما الخضراوات البحرية فمنها هيجيكي (Hijiki) وواكامي (Wakame) وكومبو (Kombu) ونوري (Nori)، وكلها غنية بالفيتامينات والمعادن.
– الحساء والمرق: يجب أن تمثل من 5 إلى 10% من الطعام اليومي. وكل حساء يحوي الصويا والخضراوات والفول مقبول.
– بعض الحصص الأسبوعية من: البندق والبذور والسمك الطازج (محصورة في أربعة أنواع فقط، منها القد وسمكة موسى).
– السوائل: يجب ألا يتناولها الشخص إلا وقت الحاجة. ولا يسمح عمومًا إلا بالحبوب المحمصة وأراق نبات أنياب الأسد (Dandelion) ومرق شعيرية الصوبا (Soba noodles). أما أنواع الشاي ذات الروائح العطرية أو تلك المشروبات الحاوية على الكافيين فغير مسموح بها. كذلك يحب تصفية ماء الشرب والطبخ.
توصيات إضافية
ينصح بتجنب جميع الأطعمة ذات القوة الكبيرة المائلة كثيرًا نحو اليين أو المائلة كثيرًا نحو اليانغ، حتى لا يفقد الشخص ذالك التوازن الدقيق بين اليين واليانغ.
من هنا يتجنب المتبع لهذا البرنامج الدقيق جميع أنواع الأطعمة الحيوانية بما فيها البيض ومشتقات الحليب لأن خصائصها من اليانغ قوية جدا. ومن الأطعمة والمشروبات القوية في خصائصها من اليين والتي يجب تجنبها، السكر المكرر والشوكولاته والفواكه الاستوائية والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه والقهوة والبهارات الحارة.
كذلك يجب زراعة جميع هذا الطعام عضويًا ومحليًا. واتباع التعليمات الخاصة بالبرنامج الحيوي الكلي، عند طبخ الطعام وإعداده تناوله، بما فيها عدم استعمال فرن الميكروويف وطنجرة الضغط. وألا يتناول الشخص الطعام إلا إذا جاع، وإذا أكل مضغ طعامه كاملاً وتناوله بهدوء وطمأنينية.
لماذا؟..
هذا النظام الغذائي يستهوي الكثير من الأفراد الواعين صحيًا الذين يبحثون عن علاج يعتمد التوجه (الكلي) للوصول إلى الصحة الجسمية والروحية. وقد عبرت العديد من الروايات المتداولة بين الناس عن حالات من المرض تحسنت بشكل مذهل، مع اتباع برنامج من برامج هذا النوع من العلاج. بالإضافة فإن أناسًا يعانون من حالات طبية خطيرة أمثال السرطان والإيدز يجربون هذا العلاج بالطعام لأنهم يسمعون عن روايات تحكي عن احتمال فاعليتها مع هذه الأمراض.
على وجه التحديد يشير أنصار هذا العلاج إلى نتائج دراسة أجريت منذ عدة سنوات واشترك فيها مرضى مصابون بسرطان البنكرياس. وفي الدراسة كان 52% من الذين التزموا هذا العلاج على قيد الحياة بعد سنة من التجربة، مقارنة بعشرة بالمائة فقط من الذين لم يغيروا عادات طعامهم.
ترجمة وإعداد/ د. سعود سعيد سيد