الصحة والغذاء

أملاح الشم: فوائدها واستخداماتها ومخاطرها

أملاح الشم هي منتجات قائمة على الأمونيا، وقد استُخدمت تقليديًا لمساعدة الأشخاص على استعادة وعيهم بعد الإغماء. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بين الرياضيين باستخدام أملاح الشم لتعزيز اليقظة والأداء.

تُعرف أملاح الشم أيضًا باسم مواد استنشاق الأمونيا. عند استنشاق أملاح الشم، تتسبب المواد الكيميائية الموجودة فيها في تغيير نمط التنفس، ويُعتقد أن هذا يساعد في اليقظة.

على الرغم من أن أملاح الشم آمنة بشكل عام عند استخدامها باعتدال ووفقًا للتوجيهات، إلا أنها قد تسبب تهيجًا في الأنف والحلق. وقد يؤدي استنشاقها لفترة طويلة إلى حدوث مضاعفات مثل تلف الرئة.

كيف تعمل أملاح الشم؟

تتوفر أملاح الشم، التي تأتي في هيئة عبوات أو كبسولات أو سائل، في معظم الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية. تحتوي هذه المنتجات على مركبات الأمونيا أو الأمونيوم بتركيزات منخفضة، وقد تحتوي بعضها أيضًا على زيوت أساسية.

عند استنشاق أملاح الشم، تعمل رائحتها النفاذة – الشبيهة برائحة المنظفات المنزلية – على تحفيز منعكس الاستنشاق. يؤدي هذا المنعكس إلى زيادة مؤقتة في معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم، بالإضافة إلى تحسين تدفق الدم إلى الدماغ. عادةً ما تظهر هذه التأثيرات بسرعة، خلال 15 ثانية من الاستنشاق، وتزول في غضون دقيقة تقريبًا.

استُخدمت أملاح الشم تاريخيًا لإنعاش الأشخاص الذين يعانون من الإغماء، الذي يحدث عادةً بسبب نقص الأكسجين في الدماغ. فعندما ينخفض مستوى الأكسجين في الدماغ بشكل ملحوظ، يبدأ الدماغ في التوقف عن العمل، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي.

عند تقريب عبوة أملاح الشم من الأنف بمسافة تتراوح بين 10-15 سنتيمترا بعيدا عن أنف المريض، تبدأ الأبخرة المتصاعدة في تهيج الأغشية المخاطية في الممرات الأنفية. كرد فعل، تستنشق الرئتان بعمق ثم تزفران بقوة لطرد هذه الأبخرة المهيجة. تعمل هذه الأنفاس العميقة على إمداد الجسم بكمية أكبر من الأكسجين، الذي يصل في النهاية إلى الدماغ. بمجرد حصول الدماغ على الأكسجين الكافي، يستعيد الشخص وعيه.

الاستخدامات التاريخية والرياضية

استُخدمت أملاح الشم منذ القرن الثالث عشر لعلاج حالات الإغماء والدوار. ويستخدم بعض الرياضيين أملاح الشم كمنشط. حيث يأملون، من خلال استخدامها قبل أو أثناء المنافسات، في تعزيز مستويات الطاقة، ومعدل التنفس، وتحسين اليقظة، والتركيز، وسرعة رد الفعل.

يشيع استخدام أملاح الشم بين لاعبي كرة القدم، والهوكي، ورافعي الأثقال على وجه الخصوص. يُقدَّر أن نحو نصف رافعي الأثقال يستخدمونها، غالبًا قبل محاولتين أو ثلاث أثناء المنافسة، وقبل الرفعة الأخيرة الحاسمة.

يسمح الاتحاد الدولي لرفع الأثقال باستخدام أملاح الشم ما دامت تُستخدم بشكل فردي. لم تُدرج الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، المسؤولة عن قوائم المواد المحظورة لضمان نزاهة وعدالة المنافسات الدولية، الأمونيا ضمن المواد المحظورة.

 الأدلة التي تشير إلى فوائد أملاح الشم محدودة. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 حول فعاليتها أنها، رغم تحسينها لليقظة وإدراك الفرد لأدائه البدني، لا تزيد من القدرة على التحمل، أو القوة، أو الدافع العصبي العضلي. وخلص الباحثون إلى أن أملاح الشم قد تكون مفيدة كمنشط نفسي، لكن من غير المرجح أن تُحسِّن الأداء.

 وأظهرت دراسة أخرى أن استخدام أملاح الشم يؤثر على تطور القوة القصوى خلال اختبارات القوة. لكن العلماء أشاروا إلى أن هذا التحسن قد يكون ناتجًا عن التحفيز النفسي الذي أحدثته المواد المستنشقة لدى المشاركين.

الآثار الجانبية لأملاح الشم

عند ملامسة الأمونيا الموجودة في أملاح الشم للأغشية المخاطية الرطبة في الجسم، مثل العينين والأنف والحلق، فإنها تُحدث تهيجًا فوريًا. قد يشعر الشخص بحرقة في هذه المناطق، بالإضافة إلى دمع العينين، والسعال، وسيلان الأنف. وفي حالات نادرة، قد يحدث تورم في مجرى الهواء العلوي، مما قد يؤدي إلى انسداده.

في حال وجود حساسية مفرطة، أو عند تقريب أملاح الشم بشكل مفرط من الأنف، قد يتعرض الشخص لحروق كيميائية طفيفة في الأنسجة الرخوة.

من المحتمل أيضًا أن تتسبب أملاح الشم في حدوث ردود فعل تحسسية، أو تفاقم حالات مرضية مثل الربو.

هل يمكن استخدام أملاح الشم بأمان؟

لم تخضع أملاح الشم للدراسة لتقييم فعاليتها كمكملات غذائية لتحسين الأداء، كما لم تُعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كأدوية منشطة.

أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرًا للمستهلكين بشأن استخدام بعض أنواع أملاح الشم، وذلك بسبب تسويق هذه المنتجات على أنها تُعزز اليقظة وتزيد الطاقة، دون وجود أي دليل علمي يدعم هذه الادعاءات. بالإضافة إلى ذلك، تلقت إدارة الغذاء والدواء تقارير عن حالات لأشخاص عانوا من آثار جانبية سلبية، مثل ضيق التنفس، والنوبات، والصداع النصفي، والقيء، والإسهال، والإغماء، نتيجة لاستخدام هذه المنتجات.

إذا كنت تفكر في استخدام أملاح الشم، فمن المهم استشارة الطبيب أولًا لتقييم مدى ملاءمتها لحالتك الصحية. يمكن للطبيب أيضًا تقديم المشورة بشأن عدد مرات استخدامها، إن لزم الأمر، وتحديد أفضل المنتجات المتاحة. تجدر الإشارة إلى أن أملاح الشم قد لا تكون مناسبة لبعض الأشخاص، خاصةً أولئك الذين يعانون من حالات طبية معينة.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم