يسأل أحمد. ك عن الأغذية رخيصة الثمن التي تصلح كبدائل لأغذية مرتفعة الثمن؟
الإجابة من د. حسن فكري منصور، استشاري التغذية العلاجية : إن من بين هذه الأغذية الأحشاء الداخلية للذبائح مثل القلب، الكرشة، الفشة، الطحال، العكاوي، المخ، الكوارع (المقادم).
فهذه الأغذية تحتوي نسبة جيدة من البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية وهو مالا تستطيع أن تقدمه اللحوم العادية بشكل كاف.
الكلاوي مثلًا تمتاز بغناها بالحديد، حيث يمد المئة جرام منها الجسم بما يقرب من 95% من احتياجه اليومي من الحديد، إضافة لاحتوائها على الفسفور، وفيتامين ب 2، والنياسين.
وتتميز القلوب، بغناها بالبروتينات ذات القيمة الغذائية العالية بالإضافة إلى الحديد والفسفور والعديد من الفيتامينات.
وتتميز العكاوي (لحوم الذيل في المواشي) بطعمها اللذيذ واحتوائها على نسبة عالية من البروتينات.
ويعتبر المخ من الأعضاء الغنية بالفسفور والكالسيوم والماغنسيوم والكبريت والحديد والنحاس بالإضافة إلى كمية من البروتينات والدهون الجيدة.
أما الكوارع (المقادم)، فهي غنية بالأملاح المعدنية، ولاسيما الكالسيوم.
وتعتبر الكرشة من الأغذية الغنية بالبروتينات والأملاح المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والحديد، فضلًا عن انخفاض محتواها من السعرات الحرارية مقارنة بغيرها من أنواع اللحوم الأخرى.
ويتعجب د. منصور من ابتعاد الناس عن مثل هذه الأغذية رغم رخص ثمنها وارتفاع قيمتها الغذائية، ويتساءل: لماذا يلهث الناس وراء الأنسجة العضلية (اللحوم العادية) ذات الأسعار العالية ويتركون هذا الكنز الغذائي ذات القيمة الغذائية العالية (الأحشاء الداخلية للحيوانات).
وإضافة إلى ذلك يعتبر البيض من الأغذية الرخيصة الثمن مقارنة بمصادر البروتين الحيواني الأخرى حيث تحتوي البيضة على 12% من وزنها بروتينًا. ويمتاز البيض عن مصادر البروتين الحيواني الأخرى، بأنه سهل التمثيل الغذائي، وجميع عناصره قابلة للامتصاص، كما أنه محتواه من البروتين يتم الاستفادة منه بنسبة 100%، بينما لا يستفاد إلا من 80% فقط من بروتين اللحوم. كما تحتوي البيضة على أنواع متعددة من الأحماض الأمينية المهمة وعلى رأسها حمض «الليسين»، وعلى نسبة عالية من الأملاح المعدنية الهامة مثل الحديد والفسفور.
ويعتبر الفول ثالث الأغذية المنخفضة السعر، والتي تصلح كبديل للبروتينات الحيوانية التي ارتفعت أسعارها، حيث يحتوي الفول على 10% من وزنه بروتينًا، وهي نسبة عالية نسبيًا؛ لذا يطلق عليه «لحم الفقراء». ويحتوي الفول كذلك على أملاح الكالسيوم والفسفور والكبريت وعنصر الحديد.
ولكي تتحقق الاستفادة الكاملة بالقيمة الغذائية للفول يفضل نزع قشرته الخارجية قبل إعداده لاحتوائها على مادة «التنيك» التي تعوق امتصاص الحديد وتسبب عسرا بالهضم. كما يفضل إضافة الليمون الغنى بفيتامين (ج) إلى طبق الفول فهو يساعد على امتصاص الحديد. ويمكن كذلك إضافة البقدونس والطماطم والحمص أو زيت الكتان أو زيت الزيتون إلى طبق الفول لزيادة قيمته الغذائية والصحية. ويمكن أيضا إضافة البيض المقلي إلى الفول، فيصبح هذا الطبق غنيًا بالبروتينات النباتية والحيوانية.
ويشير د. منصور كذلك إلى أن العدس من الأكلات الشعبية الشهيرة ذات القيمة الغذائية العالية والثمن الزهيد، حيث يحتوي على مقدار جيد من البروتينات ونسبة مرتفعة من الكالسيوم والفسفور سهلة الهضم والامتصاص.
والعدس غني ببعض أفراد عائلة فيتامين «ب» المركب وخاصة العدس أبو جبة. ويمكن إضافة القليل من اللحم المفروم إلى طبق العدس لرفع قيمته الغذائية.