المرأة ذات طبيعة تختلف عن الرجل، فبينما الرجل يستمد نجاحه من إنجازاته وانتصاراته في مجال العمل نجد المرأة تشعر بنجاحها من إنجازاتها داخل محيط أسرتها.. فتشعر بالنجاح عندما تربي أطفالًا ذوي شخصية واثقة ومستقلة، وتشعر بالنجاح عندما تحظى بعلاقة زوجية متينة، وتشعر بالنجاح عندما تكون علاقات اجتماعية متينة…
لكن بما أننا في عصر أصبح نسبة النساء العاملات يفوق سيدات البيوت… وبينما حدثت تغييرات جذرية في توقعات الأدوار للمرأة والرجل، حيث نجد بعض الأسر تكون المرأة هي صاحبة الدخل الوحيد…
إلا أني أنصح كل امرأة أن تنتبه إلى كينونتها وغرائزها الأولية، فمهما نجحت في مجال العمل لن تكون سعيدة إذا كان ذلك على حساب الأسرة والأطفال والزوج.
فقد تحقق الكثير من النساء نجاحات لكنها تتضاءل أمام الثمن الذي تم دفعه، فهناك من تحاول نيل السعادة عن طريق النجاح المهني أو المال أو الجاه أو الجمال أو الشهادة أو المنصب إلى غير ذلك.
صحيح أن هذه الوسائل تعين وتزيد، لكنها لا تصنع السعادة. فمن لا يملك السعادة في نفسه فلن يجدها في الخارج.
ويطرح المختصون في هذا الموضوع نظرية بدأت تستقر في علم النفس مؤخرًا تتلخص بإيفاء حقوق أربعة جوانب في الحياة وهي: الروحاني، والاجتماعي، والعقلي، والنفسي.
ملخص هذه المعادلة أن الذي يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه سوف يكون سعيدًا، الجانب الروحاني هو المعاني العميقة المتصلة بالروح مثل الإيمان والتوكل والانتماء والقيم الاجتماعية، والجانب العقلي هو الثقافي والعلمي والنفسي، والجانب الجسدي هو الفسيولوجي البدني الجسماني، والجانب الاجتماعي هو الأسري والعائلي والمجتمعي.
وفي الحديث النبوي «إن لربك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لنفسك عليك حقًا، فأعط كل ذي حقٍ حقه»، فهذه هي الجوانب الأربعة، ومن أعطى كل جانب حقه سعد.
عليك إذن أن تقسّمي أعمالك اليومية على هذه الجوانب الأربعة، فساعة للعبادة والعمل، وساعة للرياضة والنوم، وساعة للتعلم والقراءة، وساعة للأهل والأولاد والعائلة، لا تنشغلي بشيء عن آخر.
نورة الصفيري أخصائية نفسية واستشارية أسرية