الصحة والغذاء

أطفال عصبيون ومتمردون.. الغذاء علاجهم

رغم أن بعض الأطفال يكونون ذوي طبيعة صعبة ومتمردة أكثر من غيرهم، إلا أن نسبة كبيرة من الأطفال بشكل عام يمرون بفترات من الضغط والتوتر، سواءً بسبب الامتحانات أو بمشكلات مع أحد الأصدقاء، أو لأي أسباب أخرى.

أما الأطفال الذين يكونون أكثر عرضة لمشكلات سلوكية، فيطلق عليهم «ذوي النشاط الزائد»، ويصنفون بكونهم يعانون من نقص في الانتباه مع فرط النشاط، ويرمز لها بـ(ADHD)، أو ذوي مشكلات نقص الانتباه أو (ADD).

مشكلات سوء التغذية

أحدث الإحصائيات وجدت أن من 3-4% من الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا، يعالجون من حالات ADHD أو ADD، وارتفع هذا العدد إلى 3 أضعافه في الفترة من 1995 إلى 2005، وهذه الحالة لها أعراض متـنوعة، فالأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وسوء التركيز يكون لديهم بعض الأعراض الآتية:

· ضعف الانتباه: يكون الطفل ضعيف الإنصات للغير ومن السهل تشتيته، كما ينسى الإرشادات، وغير منتبه بصريًا، كما يلاحظ عليه السرحان وسوء القراءة.

· السلوك المندفع: في هذا العرض لا يفكر الطفل قبل الفعل، كما يوصف بالهجومية وسهولة الانقياد للغير.

· لا يمكن إشباعه: يصمم على رأيه، ولا يتعلم من الخبرة وفي الوقوع في الخطأ، ولا يعلم كيف يتوقف وأين يتوقف.

· نشاط زائد: يكون عصبيًا وممزقا في كل الاتجاهات، غير مركز في اتجاه واحد، ومنقاد بشكل آلي، ودائمًا على أهبة الاستعداد والتقدم على غيره بدون أن يطلب منه ذلك.

· متغير الأداء: يكون في هذه الحالة متغيرًا سلوكيًا من يوم لآخر، فيومًا نراه مفرط النشاط ويومًا آخر نجده كسولاً محبطاً أو مائلاً للتدمير والحركة العشوائية.

· الإعاقة الاجتماعية: في هذه الحالة يعاني من إحداث القلق والمشكلات عند الاختلاط بالآخرين وعند تكوين أصدقاء، ويتحدث بدون تفكير، كما يفقد أشياءه بسرعة، ويبالغ في أفعاله حتى يكسب كل انتباه من حوله.

· سوء تقدير الذات: يبدأ سوء تقدير الذات مبكرًا جدًا، أي في سن مبكرة، ويزداد سوءًا مع قلة النجاح الاجتماعي والأكاديمي.

· اضطرابات ومشكلات اللغة: ينسى إكمال الجمل التي بدأها، كما يقاطع الآخرين حتى لا ينسى ما يقوله، كما يتشتت بين قول اليوم أو غدًا.

· مشكلات في التعليم: عادةً ما يكون لديه مشكلات في مواد دراسية معينة.

· مشكلات في النوم: لا يستطيع الهدوء والاستقرار بسهولة، ودائم القلق.

أسباب سوء الانتباه

ربطت أحدث الدراسات بين مشكلات سوء الانتباه والتركيز وبين وجود مشكلة معينة في التمثيل الغذائي بالمخ.

وقد تضمنت الدراسات عددًا كبيرًا من الآباء الذين يعانون من سوء الانتباه والتركيز والنشاط المفرط منذ الطفولة وهؤلاء هم أنفسهم آباء لأطفال يعانون من فرط النشاط، وقد ثبت وجود نقص في نشاط تلك المناطق من المخ التي تتحكم في الانتباه والحركة.

وهناك تساؤلات عما إذا كان أسلوب الحياة المتسم بالرفاهية وقلة الحركة والإكثار من مشاهدة التليفزيون، كان له دور في انتشار سوء الانتباه والتركيز (ADHD).

وهذه العوامل قد تكون مرتبطة بالموضوع وقد لا تكون مرتبطة ولكن حتى وقتنا هذا لم يدرس أيًا من هذه العوامل بالنسبة لمشكلات سوء الانتباه والتركيز.

سوء الانتباه والتغذية

لوحظ أن سوء الانتباه والتركيز يرتبط بشدة بالإفراط في تناول السكر، والإفراط في تناول المحليات الصناعية والألوان الصناعية الذي تعرف على العبوات بكونها مصرحة غذائيا.

كما ترتبط هذه الأعراض بكثرة تناول المواد الحافظة في الأغذية المطهوة والمعلبة مما يجعل الطفل عرضة لمواد سامة تدمر الخلايا العصبية، والسموم المؤثرة على الجهاز العصبي وهي توجد في الأغذية والمشروبات المحفوظة. كما يتعرض الأطفال لهذه السموم من خلال عنصر الرصاص الموجود في الأبخرة المنبعثة من السيارات ومن مواسير المياه. ومن العوامل المرتبطة بذلك أيضًا الحساسية لبعض المواد مثل معطر الجو بكافة أنواعه والعطور ومعجون الأسنان ومنتجات الاستحمام وغيرها.

ومن الواضح أن الكثير من الأطفال قد يكون أكثر هدوءًا وأكثر انتباهًا وتركيزًا في حالة عدم تجريد جسمه من المواد الغذائية الأساسية من غذائه كالزنك والكروم والأحماض الدهنية، والتي يرتبط نقصها بالمشكلات السلوكية.

العقاقير لا تقدم حلاً

وإذا ذهب الوالدان للطبيب ولديهم شكوى من هذه الحالة لأحد أبنائهم، توصف لهم أدوية مخصصة لهذه الحالة تتضمن محفزات ومثيرات للانتباه تتمثل في عقار RITALIN، ورغم هذا الأثر الإيجابي قصير الأمد لهذا الدواء فإن له أعراضًا جانبية كثيرة، فمع المدى الطويل قد يتسبب لدى الطفل في نوع من القلق والتهيج، وغير ذلك من المخاطر خاصةً إن تم تناولها على المدى الطويل.

وهذه المخاوف تطلبت البحث عن علاجات بديلة لهذه الحالة، وأول خطوة في هذه الحلول هي النظر إلى الوجبة التي يتناولها الطفل.

فقد أوضحت الأبحاث أن حالات كثيرة قد نجح تعديل الوجبة الغذائية في علاجها. فالحل الغذائي لتحسين حالة سوء الانتباه والتركيز هو إزالة الأغذية التي تؤدي لحدوث مثل هذه الحالة باختلاف أعراضها، ومراجعة الأغذية المفضلة التي يتناولها الطفل وملاحظة تأثيرها على الأعراض الحالية.

وقد أوضحت دراسة أن فائدة العلاجات المهدئة مثل العلاج بالتدليك والتدريب على الاسترخاء، مع تعديل في الوجبات الغذائية بحيث يتم تجنب أي أطعمة مضاف إليها مواد حافظة أو محسنات غذائية، والمياه الغازية وأي مادة غذائية تحتوي على المحليات الصناعية، والأطعمة المضاف إليها السكر المحسن.

وفي الوقت ذاته يتم زيادة تناول الأطعمة العضوية كلما أمكن ذلك، وتناول الأرز والعدس والذرة، والحبوب الكاملة والخضراوات غير المقشورة، والماء، والبروتينات عالية الجودة مثل الدواجن والأسماك والعدس والفول، والأحماض الدهنية الموجودة في زيت السمك والمكسرات والبذور، والزيوت غير المكررة مثـل زيت دوار الشمس وزيت الزيتون وزيت السمسم، والمغنيسيوم وهو من أكثر المواد الغذائية الطبيعية تهدئة، بالإضافة إلى تناول الخس.

اضطرابات النوم

حتى الطفل الذي لا يعاني من حالة سوء الانتباه والتركيز، قد يصبح مفرطا في نشاطه بشكل غير معتاد بعد تناوله لمشروب غازي أو محلى صناعيًا، حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول المياه الغازية إلى تحفيز نظام الجسم على إنتاج كمية كبيرة من الأدرينالين مما يكون له أكبر الأثر في تحولهم إلى نوبات من الهياج. ولكن هذا قد يلعب دورًا معاكسًا مع مواعيد نومهم، خاصةً في حالة الإكثار من تناول وجبات ثقيلة وأطعمة خالية القيمة الغذائية أو يشربون مشروبات غير ملائمة لفترة المساء.

ولهذا، وإذا لم يهدأ طفلك في المساء فتجنبي الآتي في العشاء:

– اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والجبن الصلب كالجبن الرومي والشيدر وغيرها، لأنها تتطلب وقتًا طويلاً لكي تهضم.

– الخضراوات ذات اللون الداكن مثل السبانخ، والسجق والسوسيز، وهذا الحمض الأمينى مشكلته أنه يحفز إنتاج الأدرينالين.

– الشاي والقهوة والمياه الغازية مثل الكولا والشيكولاته التي تحتوي كلها على الكافيين.

وفي مقابل ذلك يفضل زيادة ما يلي:

– البروكلي والقرنبيط والمكاريل والدجاج والسلامون والبسلة.

– الحبوب الكاملة والتونا والموز والتين والبلح وزبدة الفول السوداني.

– شاي الأعشاب والماء. ومن الممكن استبدال الشيكولاته وتناول الخروب بدلاً منها في الماء حيث إنه خال من الكافيين.

ترجمة وإعداد: د.نهاد ربيع البحيري

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم