القارئ (محمد الصاعدي من الرياض) يطلب معلومات عن مادة صمغ النحل والأثر الطبي لها؟
يوضح د. عز الدين الدنشاري، أستاذ العقاقير، أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى النحل بالتقاط مادة صمغية من أماكن محددة بالأشجار، لتضعها في الشقوق والثقوب الموجودة في بيوتها حتى تصبح سكنًا آمنًا وقلاعًا تحميها من الأعداء.
وقد اكتشف العلماء قدرة هذه المادة (صمغ النحل) على مقاومة الميكروبات؛ لهذا السبب تقوم النحل برش أرضية بيتها بها حتى تتمكن الملكة من وضع البيض في مكان خال من الجراثيم التي قد يترتب على وجودها فساد البيض.
وحينما يقتحم أعداء النحل من حشرات وفئران وغيرها هذه البيوت فإن النحل تنقض على الأعداء وتقضي عليهم حتى يصبحوا جثثًا هامدة، وكي لا تتعفن هذه الجثث ويصدر منها روائح كريهة تفسد هواء البيت، فإن النحل تقوم بتغطيتها بالمادة الصمغية التي التقطتها من الأشجار لمنع تكاثر الميكروبات عليها.
ولقد تنبه الإنسان إلى الأثر الطبي لمادة صمغ النحل؛ حيث استخدمت منذ أكثر من 2300 سنة في علاج الأمراض التي تسببها الميكروبات وفي علاج الالتهابات والتئام الجروح. كما أضيفت إلى مستحضرات التجميل واستخدمت كمضاد للبكتريا والفطريات والفيروسات وكمخدر موضعي ومضاد للقرحة ومنشط للمناعة وفي علاج الدرن والروماتيزم والأورام الخبيثة مثل سرطان الجلد.
ولهذه المادة فعالية عالية في تنشيط نمو العظام وعلاج أمراض الأسنان والزوائد الجلدية وثبتت فعاليتها كمادة مضادة للأكسدة؛ لذلك تقي من الأمراض التي تسببها المواد المؤكسدة.