الصحة والغذاء

أدوية خفض السكر.. أمل جديد للوقاية من الخرف

أظهرت دراستان نُشرتا حديثًا أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية خفض سكر الدم، مثل مثبطات الناقل المشترك للصوديوم والجلوكوز 2 (SGLT2) ومنبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1) – والتي تُوصف عادةً لمرض السكري من النوع الثاني أو السمنة – قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف.

جدير بالذكر أن نتائج الدراستين المنشورتين في دورية JAMA Neurology تباينت قليلًا. فقد خلصت مراجعة منهجية وتحليل تلوي للعلاج الخافض لجلوكوز الدم ذي الفائدة القلبية إلى أن منبهات GLP-1 وحدها ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. في المقابل، أشارت الدراسة الأخرى إلى أن كلاً من مثبطات SGLT2 ومنبهات GLP-1 قد توفران وقاية من الخرف.

أوضحت الدكتورة ديانا ثيارا، الباحثة والطبيبة بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن الدراسة التي قارنت بين علاجات SGLT2 وGLP-1 أظهرت عزل السيماجلوتيد، وهو أحدث وأقوى منشط لمستقبلات GLP-1 في السوق، انخفاضًا في خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف المرتبط به مقارنة بمثبطات SGLT2″.

شملت دراسة المراجعة المنهجية والتحليل التلوي، بقيادة كاترينا ريدين، الطبيبة والباحثة في جامعة غالواي بأيرلندا، 26 تجربة عشوائية محكومة، بمشاركة 164,531 شخصًا. تضمنت التجارب أفرادًا يتلقون علاجًا وقائيًا لخفض مستوى الجلوكوز في الدم – شمل 12 مثبطًا مُقيَّمًا من SGLT2، و10 من مُنشِّطات مستقبلات GLP-1، ودواء بيوغليتازون واحد – وجرى تسجيل علامات الخرف أو التغيرات الإدراكية لديهم.

وبيّنت الدراسة عدم وجود انخفاض عام في معدلات الخرف أو ضعف الإدراك لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية خفض سكر الدم. ومع ذلك، عند تحليل الباحثين للنتائج حسب فئة الدواء، لوحظ انخفاض كبير بنسبة 45% في خطر الخرف لدى الأشخاص الذين عولجوا بمنبهات GLP-1 مقارنة بالمجموعات الضابطة.

وفي دراسة أخرى، قادها الدكتور جينغشوان جو، الطبيب والباحث في كلية الصيدلة بجامعة فلوريدا، قارنت بشكل مباشر بين علاجات SGLT2 وGLP-1، وخلصت إلى أن لكليهما تأثيرًا وقائيًا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

قارن الباحثون بين 33,858 مريضًا يتناولون منبهات مستقبلات GLP-1 وأدوية أخرى لخفض الجلوكوز، و34,185 مريضًا يتناولون مثبطات SGLT2 وأدوية أخرى لخفض الجلوكوز. كما أجروا مقارنة مباشرة بين الفئتين الدوائيتين في 24,117 مريضًا.

بشكل عام، قللت علاجات SGLT2 ومنبهات GLP-1 خطر الإصابة بالخرف بنسبة 43% و33% على التوالي، مقارنةً بأدوية أخرى خافضة لسكر الدم. وفي المقارنة المباشرة، لم يجد الباحثون أي اختلافات جوهرية في الحماية العصبية بين الفئتين، باستثناء دواء سيماجلوتيد وحده، الذي أظهر حماية أكبر بنسبة 46% مقارنةً بمثبطات SGLT2.

على الرغم من توفر هاتين الفئتين الدوائيتين لعلاج داء السكري من النوع الثاني لفترة زمنية متقاربة، فقد شهد مجال منبهات مستقبلات GLP-1 تطورًا ملحوظًا مؤخرًا. وقد يكون لمنبهات مستقبلات GLP-1 الأحدث والأكثر فعالية، مثل سيماجلوتيد – المُعتمد لعلاج داء السكري من النوع الثاني عام 2017 (الاسم التجاري Ozempic) وللسمنة (الاسم التجاري Wegovy) عام 2021 – تأثيرٌ وقائيٌّ عصبيٌّ أقوى من الأجيال السابقة من هذه الأدوية.

كتبت ثيارا: “من المحتمل أن يكون لهذه الأدوية الجديدة، بآليات عمل مُحسّنة مثل التنشيط الثنائي أو الثلاثي، تأثيرات وقائية عصبية أكثر فعالية”. وأضافت: “لقد أظهرت منبهات مستقبلات GLP-1 بالفعل نتائج واعدة في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي والتلف العصبي، وهي عوامل رئيسية في الأمراض العصبية التنكسية… ومن خلال استهداف مسارات متعددة في آنٍ واحد، قد تُحسّن هذه الأدوية من الجيل التالي صحة الدماغ بشكل أكبر”.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم