باستخدام حقن السيماجلوتيد، تمكن العلماء من عكس حالات تهدد الحياة ناجمة عن أمراض الكبد في تجربة سريرية جديدة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية.
وقد استُخدم السيماجلوتيد، وهو علاج للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، ويسوّق تجاريًا باسم “أوزمبيك” و”ويغوفي”، مع مشاركين شُخصوا بنوع يهدد الحياة من أمراض الكبد يسمى التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASH).
وقال الدكتور أرون سانيال، مدير معهد سترافشيتز-سانيال لأمراض الكبد والصحة الأيضية في جامعة فرجينيا كومنولث: “هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في هذا المجال، فهي توفر للمرضى خيارات إضافية عند التفكير في علاج مرض الكبد الدهني“.
ويُعد MASH شكلًا حادًا من أشكال مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD)، والذي كان يُعرف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وذلك وفقًا لموقع WebMD.

وقد اختار الباحثون دراسة عقار سيماجلوتيد كعلاج محتمل؛ لأن هذه الفئة من الأدوية أثبتت سابقًا قدرتها على تقليل الدهون وندبات الكبد لدى الأشخاص المصابين بمرض MASH.
وبين عامي 2021 و2023، تلقى 800 مشارك تم اختيارهم عشوائيًا من 37 دولة حقنًا أسبوعية من سيماجلوتيد أو دواءً وهميًا. وكان أكثر من نصفهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وكان حوالي 75% منهم يعانون من السمنة. وبعد 72 أسبوعًا من العلاج، لوحظ لدى 62.9% من المشاركين انخفاض في الالتهاب وتراكم الدهون في الكبد.
وفي المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، شعر 34.3% فقط من المشاركين بانخفاض في الأعراض.
ووجد الباحثون أيضًا أن 36.8% من أفراد المجموعة التي تناولت السيماجلوتيد شهدوا تحسنًا في تليف الكبد، مقابل 22.4% في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
كما لاحظ المشاركون الذين عولجوا بالسيماجلوتيد تحسنًا في إنزيمات الكبد ومقاييس الدم لتليف الكبد، بالإضافة إلى فقدان الوزن بنسبة 10.5%.
وقالت الدكتورة آنا ويندل، نائب الرئيس الأول للتطوير السريري والشؤون الطبية والتنظيمية في شركة نوفو نورديسك، الشركة المصنعة لـ Ozempic وWegovy: “تواصل شركة نوفو نورديسك استكشاف السيماجلوتيد في مجال الصحة الأيضية والقلب والأوعية الدموية، بما في ذلك MASH، وهي حالة ذات خيارات علاج محدودة للمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية”.
وأضافت: “نشعر بالتفاؤل إزاء هذه النتائج المنشورة في مجلة نيو إنجلاند الطبية، وما قد تعنيه للمرضى. وبناءً على هذه البيانات، نتطلع إلى العمل مع الجهات التنظيمية لتوفير هذا الخيار العلاجي الجديد والمحتمل للمرضى”.
وقال الباحث الرئيسي البروفيسور فيليب نيوسوم، مدير معهد روجر ويليامز لدراسات الكبد في كينجز كوليدج لندن في بيان: “في حين يجب التعامل مع هذه النتائج بحذر، فإن التحليل يظهر أن السيماجلوتيد يمكن أن يكون أداة فعالة لعلاج هذا المرض الكبدي المتقدم”. وأضاف: “لقد عملت مع علاجات GLP-1 لمدة 16 عامًا وهذه النتائج مثيرة للغاية”. وأشار سانيال إلى أن السيماجلوتيد ثبت في السابق أنه مفيد لعلاج السمنة والسكري وأمراض القلب.
وفي المستقبل، يخطط فريق البحث لجمع البيانات من نحو 1200 مشارك في 37 دولة لمدة تصل إلى خمس سنوات لتحديد تأثير السيماجلوتيد على مضاعفات الكبد على المدى الطويل.