الصحة والغذاء

مواقف وكلمات محبطة.. تفشل الحمية

عندما تبدأ في ممارسة حمية لإنقاص وزنك قد يشكل أفراد أسرتك وأصدقاؤك وزملاء العمل وغيرهم عقبة تحول بينك وبين الاستمرار في هذه الحمية إلى النهاية.

ومما قد يقوله لك المحيطون بك لجعلك تحجم عن مواصلة الحمية ما يلي:

 – الزوجة: لم تعد ترغب في تناول وجباتك المفضلة التي أطبخها لك بيدي. عليك أن تناول هذه الحلوى التي أعددتها خصيصًا لك.

– الأم: لماذا يا بني لا تتناول العشاء معي. يبدو أنك لم تعد تحرص على ذلك؟

 – زميل عمل: أصبحت غير راغب يا عزيزي في تناول الطعام معنا، لذلك سنتركك الآن ونراك فيما بعد.

– صاحب دعوة: بقيت قطعة لحم واحدة، لا بد أن تأكلها.

– طفلك: إنه يوم عطلتك الأسبوعية يا أبي، وإن قطعة واحدة من الحلوى لن تضر.

– صديق: ماذا حدث لك يا صديقي… أشعر أن جسمك يتضاءل… هل أنت متأكد أنك لا تخسر من وزنك بسرعة أكبر من اللازم؟

– صديق ثان: من العجيب استمرارك في هذه الحمية رغم أن نسبة كبيرة من الناس تفشل في الحفاظ على وزنها بعد التخسيس.

– صديق آخر: أعتقد أن شخصيتك الطريفة لم تعد كما كانت قبل أن تخسر من وزنك.

لماذا هذا السلوك؟

 نحن نرى أن ذلك يعود إلى أن أي برنامج جاد للتخسيس يتطلب من ممارسه مجهودًا صعبًا، ومن ثم فإذا نجح شخص ما في مواصلة برنامج معين يجعل الآخرين يشعرون بالتهديد أو ربما عدم الارتياح حيال هذا الشخص. ويحاول بعضهم التعبير عن ذلك في صورة كلمات أو سلوكيات سلبية يصدرها تجاه ممارس الحمية. وقد تؤدي المخاوف الزوجية والغيرة دورًا أيضًا في منع أحد الزوجين من مواصلة حميته بنجاح.

 وفي محيط العمل، فإن السلوك السلبي ينجم عادة عن جو التنافس السائد بين زملاء العمل.. فإذا نجح شخص معين في إنجاز شيء ما، مثل التخسيس، فإن ذلك يجعله يبدو أكثر تميزًا بين أقرانه في العمل ويمهد، حسب ما قد يعتقد بعضهم، لنيل مميزات إضافية.

وفي أحيان أخرى يريد الشخص ذاته أن يخرب حميته فيقنع نفسه بعدم جدوى الاستمرار في برنامج التخسيس، وهو ما يعود في الغالب إلى الخوف من المستقبل والمجهول.

كيف تتصرف؟

أول خطوة لتجاوز هذه المعضلة أن تكتشف في الوقت المناسب وجود مثل هذه العراقيل، وتحددها بدقة كلما أمكن..

فهل «مخرب الحمية» يود أن تظل على وضعك القديم الذي اعتاد عليه، أم يريد الاحتفاظ بالسيطرة التي قد يكون مارسها عليك بشكل آو آخر، أو الخشية من أن تبتعد عنه بعد أن تتخلص من وزنك الزائد وتصبح أكثر رشاقة؟

ويمكنك الاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال لتشجيعك على مواصلتها في مواجهة ضغوط المحيطين. مع التنبيه إلى أن النساء عادة ما يكن أكثر استجابة لمثل تلك الضغوط، مما يتطلب منهن الحذر الزائد تجاه مثبطات المحيطين.

ويقترح الخبراء بعض الردود الخاصة التي يمكن أن يستعين بها ممارس الحمية في مواجهة المشاعر السلبية، ومن بين ذلك:

– للأم: يا أمي إن وزني زائد كما ترين وهذا يضر بصحتي جدًا، وأنا أحتاج إلى مساعدتك الكريمة في الأمر… ثم ترجوها أن تكثر من طهو الخضراوات واللحم قليل الدهون.

– للزوجة: يا زوجتي الحبيبة، لقد قضينا سويًا سنوات طويلة ولن أتركك أبدًا مهما كانت الظروف فأنت أقرب الناس إلى قلبي وأحتاج مساعدتك وتفهمك لوضعي… ويفضل كلما كان ذلك ممكنًا أن تشجعها على أن تشاركك في ممارسة الحمية.

– لزميل العمل: ما زلت أنا نفس الشخص الذي كنت تعرفه في السابق، ولكن جسمي يحمل وزنًا إضافيًا الآن، وأحتاج إلى أن أتخلص منه ولن أنجح إلا إذا ساعدتني أنت… ثم تطلب منه أن يعينك على ذلك.

– لشخص يلح عليك في تناول الطعام: طعامك يبدو شهيًا فعلاً ولكن ربما أتناول منه فيما بعد.. شريطة أن تكون متأكدًا أنك لن تفعل ذلك فيما بعد!

وباستطاعة الأصدقاء المحبين أن يساعدوك فعلاً… مثلاً:

-اقترح على صديقك أن تذهب معه سيرًا على الأقدام، إلى أحد المحلات أو المطاعم أو التسوق أو النزهة. وحاول خلال ذلك أن يدور حديثك عن موضوعات متنوعة غير الطعام.

-حاول أن تشركه معك في ممارسة الحمية وشجعه على أن يواصلها معك.

-إذا كنت على وشك أن ترد على ملاحظاته السلبية بكلام سيء فعليك أن تتوقف عن ذلك واستبدل به كلامًا طيبًا.. يقول تعالى: “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” الآية.

-أحضر معك إلى العمل بعضًا من الفاكهة أو المشروبات الصحية، والذهاب مع من شاء من زملائك أو أصدقائك إلى أحد النوادي الرياضية.

– حاول أن تكافئ الأشخاص الذي يشجعوك على مواصلة الحمية كلما أتيحت الفرصة.

– بدلاً من أن تهدي الحلوى أو الطعام، استبدل بها شيئًا آخر أكثر نفعًا.

د.ديفيد كاتز (David Katz) –  مدير مركز أبحاث الوقاية، جامعة ييل

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم