الصحة والغذاء

من حكايات عشاق البوفيه المفتوح

لمحبي البوفيهات المفتوحة قصص وحكايات غريبة ومثيرة، لكن أكثرها إثارة قصة من يستحق أن نطلق عليه لقب «عاشق البوفيه المفتوح»… يبلغ من العمر 35 عامًا- طلب عدم ذكر اسمه، واكتفى بهذا اللقب. وقد روى قصته لنا مع موائد البوفيهات المفتوحة قائلًا:

«بدأت حكايتي مع البوفيه المفتوح منذ أن كنت طالبًا في الجامعة؛ حيث كنت أتفق أنا وعدد من أصدقائي على الذهاب لأحد البوفيهات المفتوحة، وهناك نقيم منافسة حول من يستطيع تناول أكبر قدر ممكن من أطباق الطعام.. والفائز منا كان ينجح في التهام أكثر من 17 طبقًا أحيانًا. ومنذ ذلك الحين، أحرص على تناول وجبة الغداء أو العشاء مع أسرتي مرة أسبوعيًا في أحد المطاعم أو الفنادق التي تقدم خدمة البوفيه المفتوح، وأحيانًا أذهب بمفردي، ويكون ذلك عادة أحد يومي الخميس أو الجمعة».

واعترف (عاشق البوفيه المفتوح) بأنه يتناول في كثير من الأحيان كميات كبيرة جدًا من الطعام، لدرجه أنه تعرض لمشاكل صحية شعر وقتها أنها كانت كفيلة بالقضاء على حياته. وأضاف: «حدث ذلك لي مرتين مرة أثناء المرحلة الجامعية ومرة قبل نحو شهر؛ حيث تناولت نحو 15 طبقًا تقريبًا وبعدها شعرت بالاختناق والتعرق، واكتسى وجهي بالحمرة».

وأشار إلى أن هناك أشياء كثيرة تستهويه في البوفيه المفتوح منها: تنوع أصناف الأطعمة حيث يضم البوفيه في العادة أكثر من 30 صنفًا. كما أن البوفيه المفتوح بالنسبة له هو فرصة هامة للتعرف على ثقافات طعام مختلفة، بخلاف الاستمتاع بالجو الرومانسي الذي توفره بعض المطاعم والفنادق التي تقدم هذه الخدمة مثل الأنوار الخافتة والورود.

أما سعد ، طالب جامعي – 20عامًا – فأخبرنا أنه يقف هو الأخر عاجزًا أمام سطوة الأطعمة التي تقدم في البوفيهات المفتوحة، فيتناول كميات كبيرة منها رغم الحمية الشديدة التي يتبعها.

ويتحدث الدوسري عن سلوكه أمام البوفيه المفتوح قائلاً: «تناول الطعام في أحد البوفيهات المفتوحة والاستمتاع كيفما شئت بهذا الكم الهائل من الأطباق الشهية، فرصة نادرة الحدوث، وأعتقد أن أي عاقل سيتخلى عن الحمية التي يتبعها أمام إغراءات هذه المائدة الشهية».

ويحب المهندس ج.ع – 45عامًا -، كذلك تناول الطعام في البوفيهات المفتوحة, ويحكي أنه يحرص على حضور بوفيهات «كل حتى الإشباع» التي تنظمها أحيانًا بعض شركات الأطعمة السريعة، ويقول عنها: نتناول في هذه البوفيهات مختلف أنواع وأشكال البيتزا مثلاً؛ بحيث يقدم لنا النادل المزيد كلما انتهينا مما قدمه لنا وذلك مقابل مبلغ ثابت». ويضيف: «أتناول كميات كبيرة من البيتزا، وأحيانًا أضع بعضًا منها في الكيس الذي معي، لنستمتع بطعمها مع الأولاد في المنزل».

أما الطالب الجامعي، أحمد عبد الله – 19 عامًا – فيتبع استراتيجية أخرى، فضل أن يسميها استراتيجية «الاستطلاع أولًا». وأوضح وجهة نظره قائلًا: «قبل أن أتناول أي طعام أقوم أولًا بعمل جولة تفقدية على جميع أنحاء البوفيه حتى أتعرف على كل الأصناف الموجودة، ثم أقوم بتحديد أي الأنواع سأتناول».

ويتبع فواز س وهو حاصل على الثانوية العامة – 25 عامًا-، استراتيجية «ركز على الغالي»، حيث يركز فقط على المأكولات غالية الثمن وخاصة اللحوم والأسماك ويتناول كميات كبيرة منها، معتبرًا أن تلك فرصة قد لا تتكرر لتناول هذه النوعية من الأطعمة.

استراتيجيات الهجوم

ولضمان الانتصار في معركة البوفيه المفتوح وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الأطعمة المقدمة فيه، ابتكر بعض الأشخاص خططًا واستراتيجيات عديدة يتم استخدامها قبل وأثناء الوجود في «ساحة معركة البوفيه المفتوح».

كما أن لعشاق البوفيه المفتوح استراتيجيات خمس يتبعونها لضمان التهام أكبر قدر ممكن من الأطباق، وهي:

– الاستعداد للبوفيه المفتوح بمعدة خاوية.

– عدم تناول الماء أو أي نوع من العصائر أو المشروبات الغازية قبل الأكل أو أثناءه.

– عند الشعور بالعطش وجفاف الريق، يتم تناول رشفة صغيرة من الماء فقط.

– تجنب تناول أي نوع من الخبز أو الأرز.

– أخذ فترة راحة بين كل طبق وأخر تتراوح بين دقيقة ودقيقتين.

 المعارضون يتكلمون

وفي مقابل الفئة السابقة التي تتسلح بكل شيء لالتهام أكبر قدر من الطعام المرصوص على موائد البوفيهات المفتوحة، هناك فئة أخرى ترفض هذه السلوكيات لما لها من تأثيرات جانبية خطيرة على الصحة.

من هؤلاء الطالب الجامعي حسن ج – 21عامًا – الذي يستنكر السلوكيات التي يتبعها بعض الأشخاص أمام البوفيهات المفتوحة، ويقول: «يرتكب بعض مرتادي تلك البوفيه تصرفات في منتهى النهم، ويتضح ذلك من مقادير الطعام الهائلة التي تتبقى في أطباقهم بعدما أن يملؤوها بأصناف عدة, وبكميات كبيرة, ثم عجزوا عن تناول جميع ما فيها.. ويكون مصيرها في النهاية صناديق الزبالة».

وتمنى أن يقوم مرتادو البوفيهات المفتوحة بتطبيق النظام الذي تقوم عليه الفكرة، وهو أن يأكل الزبون ما يشاء من الطعام نظير دفع ثمن واحد، وليس كما واقع الآن وهو أن يملأ الزبون صحنه بما يشاء من طعام حتى ولو لم يقم بتناوله، مقابل ثمن واحد.

ويرفض المحاسب أحمد ع – 30 عامًا – كذلك الهدر الذي يحدث من قبل البعض في البوفيهات المفتوحة، ويقول: «ديننا يحثنا على تقدير النعمة وحفظها وعدم هدرها، فلماذا لا نطبق تعاليمه داخل هذه البوفيهات». ويتساءل مستنكرًا: «ماذا يملك أصحاب المطاعم أن يفعلوا أمام هذا الهدر في الطعام؟.. هل يحددون كمية الطعام التي يحق للزبون أن يضعها في صحنه؟!، وبهذا لا يعود البوفيه مفتوحًا، أم أن الحل هو إلغاء هذا النظام كله حرصًا على حفظ نعمة الله من الطعام؟».

واقترح المهندس أحمد ح–  تطبيق نظام يقول أنه شاهده أثناء دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قرأ لافتة في أحد مطاعم البوفيه المفتوح تحدد سعر ما يأكله الشخص بـ 8 دولارات, لكن إذا بقي أي طعام في صحنه دون أن يأكله فإنه يدفع دولارين زيادة على المبلغ المعلن.

ويضيف: «لم ألاحظ أحدًا ترك لقمة واحدة في صحنه، هربًا من دفع الدولارين. فقد قدر كل واحد, وهو يضع الطعام في صحنه, ألا يملأه إلا بما سيأكله».

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم