الصحة والغذاء

ممارسة الرياضة.. ثقة بالنفس واعتزاز وشعور بالقوة

تعتبر ممارسة الرياضة مؤشرًا هامًا للوعي بأهمية الصحة العامة، وحماية الفرد من الأمراض، حيث تحرص العديد من الحكومات خصوصًا في المجتمعات المتحضرة على إبراز أهمية الرياضة وتعظيمها وسن القوانين والتشريعات التي تقنن ممارستها وتنشرها بين مواطنيها.

إن من أهم التأثيرات الإيجابية لممارسة الرياضة هو الإحساس بالثقة بالنفس، والاعتزاز والشعور بالقوة.

فقد أثبتت دراسة سريرية بكلية الطب بجامعة ميتشجن أجراها عدد من أساتذة المناعة الإكلينيكية والروماتزم أن الرياضة تحسن من الحالة النفسية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعي خط الدفاع الأول عند الإنسان.

كما بينت أن ممارسة التمارين الرياضية باستمرار تنشط الخلايا التي تهاجم الفيروسات والبكتيريا، وتنمي تلك التي تلتهم أي أجسام غريبة تهاجم الجسم والتي تحمل أجسامًا كيماوية تحد من خطورة أي مهاجم للجسم، وتزيد من عدد كريات الدم البيضاء إلى نسبة عالية جدًا.

الاستمرارية بالرياضة

 هناك دراسة أخرى أجريت بجامعة صينية أوصت النتائج النهائية لها بضرورة ممارسة التمارين الرياضية بشكل تتابعي وباستمرارية على الأقل خمسة أيام بالأسبوع لمدة ساعة يوميًا، كونها تعمل على تقوية الجهاز الليمفاوي الذي يعمل على تخليص الجسم من النفايات الضارة.

وخلصت الدراسة إلى أن فوائد ممارسة النشاط الرياضي كثيرة وتتمثل في التقليل من نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين والكولسترول، والمحافظة على الوزن التي تحمي من العديد من الأمراض.

دراسة عالمية

أما الدراسة الأكثر أهمية والتي نشرتها العديد من الدوريات العلمية فكانت تلك التي أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية، والتي رأت أن الخمول يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأسباب المؤدية للوفيات على الصعيد العالمي بنسبة 6%، كذلك هي سبب رئيسي في الإصابة بسرطان القولون والثدي، بنسبة من 21 إلى 25%، و27% من حالات السكري، وقرابة 30% من مرض القلب الإقفاري.

وأوضحت أن المشاركة في النشاط البدني بانتظام توفر العديد من الفوائد الصحية، منها السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، خصوصًا بممارسة الجري والسباحة وكرة السلة، حيث تستهلك العضلات كميات كبيرة من الطاقة، وتتطلب المزيد من الأوكسجين، وبالتالي زيادة كمية الدم المتدفقة من خلال الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى توسع الأوعية، فينخفض ضغط الدم.

مفتاح سحري

يشكل النشاط البدني المفتاح السحري لخفض الوزن، والوسيلة الفعالة للوصول والمحافظة على وزن صحي، من خلال استهلاك السعرات الحرارية الزائدة، بالتالي يمنع من تخزينها على شكل دهون. حيث تكون السعرات المستهلكة أكثر من أو مساوية للسعرات المتناولة.

فيما يعتبر الخمول عامل خطر رئيس لأمراض القلب، وكذلك تصلب الشرايين وضيقها، بسبب تراكم الترسبات الدهنية وغيرها من المواد على الجدران الداخلية لتلك الشرايين، بينما النشاط البدني يقلل من أعراض الاكتئاب، لمساعدته على إفراز المواد الكيميائية في الدماغ التي تخفف الاكتئاب، وتحد من المواد الكيماوية الخاصة بجهاز المناعة التي يمكن أن تفاقم الاكتئاب.

أما أخطر نتائج الدراسة التي أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية، فكانت أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد على النوم بشكل أسرع وأسهل، وأكثر راحة وعمقًا، كما تساعد في التغلب على الأرق، لأن الدماغ يعوض الإجهاد البدني بزيادة وقت النوم العميق، وانخفاض درجة حرارة الجسم بعد ارتفاعها بسبب ممارسة النشاط البدني.

نتائج سلبية

وفيما يخص المحاذير من ممارسة الأنشطة الرياضية بطريقة غير سليمة، أكدت دراسة ألمانية بأن تزايد أعداد وفيات اللاعبين وممارسي الرياضة، بسبب توقف القلب أو النشاط البدني الزائد، خصوصا في ملاعب كرة القدم التي تشتهر الأندية الألمانية فيها بالعنف والمجهود البدني الفائق، أو باقي اللعب خصوصًا لعبة المصارعة.

وحذرت الدراسة من أن ممارسة الرياضة يجب أن تتم بالطريقة السليمة لتجنب حدوث أي مضاعفات، ورأت أن ممارسي الرياضة عليهم تناول الغذاء المتكامل المشتمل على المعادن ومضادات الأكسدة، مع تفادي إنقاص الوزن بسرعة، فذلك بدوره ينال تمامًا من جهاز المناعة، وتجنب إجهاد الجهاز الرياضي الذي يؤثر كثيرًا على وزن الجسم.

كما طالبت بضرورة نيل الممارسين للرياضة قسطًا وافرًا من النوم لا يقل عن 8 ساعات، لأن عدد ساعات النوم لو انخفض إلى خمس ساعات فسينال ذلك من جهاز المناعة.

رياضات تبني الجسم

تشكل رياضة الركض الجسم بطريقة رائعة خاصة إذا مارستها في وقت مبكر من صباح اليوم، ولكن إذا لم تمارسها منذ فترة ومارستها فجأة فمن الممكن أن تتعرض للعديد من الآثار الجانبية لها مثل إصابتك بالإسهال أثناء الركض، هذا بالإضافة إلى إمكانية إصابتك بتقلصات في العضلات مؤلمة للغاية في المسافات الطويلة، كما عليك ألا تأكل كثيرًا قبل الجري، كما أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة طويلة وفي وقت الصيف تجعل الفرد يتعرق بشكل مستمر وزائد عن الطبيعي في الوقت الذي لا يمارس فيه الرياضة، بسبب قلة نسبة الدهون، أما عن الجزء الوحيد بجسم الإنسان الذي يتضرر من الرياضة بشكل عام فهو القدمان لأنهما تصابان بالتشقق كلما حاولت أن تزيد من وقت ممارستك للركض أو ركوب الدراجة الهوائية.

وفيما اعتبره الجميع مفاجأة أكدت الدراسة الألمانية أن رياضة السباحة هي أكثر الرياضات التي تعرض حياة ممارسيها للخطر والموت، ليس الموت غرقًا، ولكنها حذرت الفرد المصاب بالأميبا في الدماغ أن يبتعد عن السباحة على الفور إذا كان يمارسها في البحر.

الطريقة الصحيحة

ولم تتوقف الدراسة الألمانية عند النقاط السلبية التي اعتبرتها سلبيات في طريقة وآلية ممارسة الرياضة وليست بالرياضة نفسها، مشيرة إلى أن أفضل النصائح لنيل أفضل مستوى من اللياقة والرشاقة هي الاعتدال في المأكل والمشرب، والتقليل من الدهون، وعدم الأكل بين الوجبات، والإكثار من شرب المياه، وأكل الفواكه والخضراوات.

كما ناشدت بضرورة الحرص على عدم ممارسة الرياضة بعد الأكل مباشرة، أو قبل النوم مباشرة، والحرص على تناول كثير من المياه أو العصائر الطبيعية غير المحلاة أو الفاكهة بعدها.

وقالت الدراسة إن أسوأ ما يمكن أن تتناوله خلال نصف ساعة من انتهاء ممارستك التمارين الرياضية، هو تناول وجبة دسمة كالبيض المقلي أو اللحم، وينبغي تجنب تناول المعجنات المليئة بالدهون والسكر، ويفضل تجنب شرب القهوة خلال هذه الفترة، ويفضل تناول وجبة خفيفة، بحيث تساعد الجسم في عملية الهضم، من دون أن تقدم له الوجبات «الثقيلة» التي لا يتم هضمها بسهولة.

أخطاء شائعة

كما اعتبرت الدراسة أن أكثر الأخطاء شيوعًا هو عدم تليين العضلات قبل ممارسة الرياضة، ومن المفروض أن نقوم بتليين العضلات قبل وخلال وبعد ممارسة أي نشاط بدني، مهما كانت طبيعة هذا النشاط، للوقاية من التشنج والتمزق والآلام الناتجة عن ممارسة الرياضة.

ولفتت إلى أن أحد أهم الأخطاء الشائعة هو عدم شرب كميات كافية من الماء أثناء التمرين، ففي اليوم العادي يجب أن نشرب لترين من الماء على الأقل، أما في الأيام التي نمارس فيها التمارين الرياضية فعلينا أن نزيد الكمية لتعويض فقدان السوائل في الجسم.

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم