الصحة والغذاء

متى يلتقي الطب الحديث بالبديل؟

هناك  تنازع بين الطب الحديث والبديل حول بعض الممارسات فهل يمكن أن تكون هناك نقطة التقاء بينهما؟

يجيب عدد من المختصين ..

د.عبدالله القشيري: بالطبع فالطب البديل ليس أسود أو أبيض أو رافضًا أو مؤيدًا بل هناك منطقة رمادية يمكن أن تكون منطقة تلاقي بين الطب الحديث والبديل ويمكن أن نجد من خلالها منظومة تجمعهما.

-: في ظل كل هذا الزخم.. كيف نستطيع التفريق بين الغث والسمين في الطب البديل؟

د.عبدالله القشيري: هناك رغبة أو حاجة ملحة في التعرف على الطب البديل، وإن لم يتم توجيه هذه الرغبة أو الحاجة بشكل صحيح فسوف يحدث نوع من الفوضى في الممارسة والإشباع بطرق غير صحيحة خاصة أنه ليست هناك توجهات من جهات رسمية وليس هناك مرجعية معترف بها ومحددة.

ففي الغرب مثلاً، إذا عرف أن هناك شخصًا يعالج فلابد أن يعرف من هو وما الوسائل التي يستخدمها، وأدواته وشهادته.

ومن الشواهد على ذلك أنه عند دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية جاء مريض ليجري عملية جراحية وكان قد جمع كل المعلومات عن الطبيب الذي سيقوم بالعملية وتكلفة العملية حتى الآثار الجانبية للعملية كان قد حصل على معلومات عنها.

وفي هذا الصدد، أشدد على ضرورة وجود الأنظمة التي تحمي المواطن وتساهم في رفع درجه الوعي لديه؛ حيث لا يمكن أن يرقى أي مجتمع إلا بشيئين هما الصحة والتعليم، وإذا تم الرقي بوعي المواطن أصبح هو الرقيب على المجتمع وتمكن من التفريق بين الغث والسمين.

-: وإلى أن يحدث هذا.. كيف نستطيع أن نتحكم في منظومة الطب البديل؟

 د.عبدالله البداح: أعتقد أن (هيئة التخصصات الطبية) قامت بإعطاء عدة تراخيص لعدة ممارسات، منها تحريك الفقرات والتغذية العلاجية وغيرها، فضلاً عن وجود المركز الوطني للطب البديل الذي تم إنشاؤه بقرار من مجلس الوزراء ومربوط بمهام محددة من ضمنها التراخيص والتنظيم لعمل الطب البديل ووضع المعايير والضوابط الخاصة به.

-: هل هناك وصفة خاصة نقدمها للقارئ لضمان مأمونية العلاج بالطب البديل؟

د.نادية عبدالعزيز العيسى: من الضروري أن يعمل الشخص عقله وفكره عند اختيار الممارسة العلاجية المناسبة. ويجب كذلك رفع درجة الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع بممارسات الطب البديل.

د.مها داغستاني: أرى أن تقنين ممارسات الطب البديل مسألة في غاية الأهمية. وأنصح بعدم الانجراف وراء الإعلانات الوهمية واللجوء فقط للوسائل العلاجية المأمونة.

د.القشيري: من أبسط الأشياء التي يستطيع الشخص أن يلجأ إليها لضمان مأمونية العلاج بالطب البديل أن يذهب للمختصين وأن يتحرى المنتج الآمن.

وفي هذا الصدد، أشير إلى أن لجنة من وزارة الصحة قامت بوضع رقم تسجيل معين على المنتجات الدوائية خاصة العشبية منها. فإذا كان القارئ يحرص على قراءة معلومات البطاقة الغذائية للمنتج فمن الأولى أن يدقق في مكونات خلطة أو تركيبة ذات صفة علاجية ويتحقق من مدى مأمونياتها.

د.البداح: أحب أن أشير أولاً إلى أن 30 % من مجهوداتنا في المركز الوطني للطب البديل تخصص للتوعية؛ لأنها أساس الاستخدام الآمن لممارسات الطب البديل. كما يوجد لدينا مشروع لتسجيل المختصين والعاملين في مجال الطب البديل بالتعاون مع هيئة التخصصات الصحية وحصر جميع الممارسين سوف يمكننا من معرفة مواقعهم واهتماماتهم. أما بخصوص النصيحة التي أوجهها للقارئ فهي ألا يكون له دور في نشر بعض هذه الممارسات غير الفعالة وغير الآمنة وذلك بالدعاية لها بنية صالحة وأن يبحث ويدقق فيما ينفعه.

نشر بالنسخة الورقية من عالم الغذاء2008م

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم