الصحة والغذاء

ما علاقة الاكثار من الدهون والأمراض المزمنة؟

أصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء دليلاً خاصاً بالدهون يوضح ماهية الدهون، وفوائدها لجسم الإنسان ومصادرها وأنواعها، والفرق بين الدهون المشبعة وغير المشبعة والدهون المتحولة، والكمية الموصى بها لكل منها.
وقالت: “إنه على الرغم من أن الدهون تعدّ مصدراً غنياً بالطاقة، وأحد العناصر الغذائية الرئيسة التي يستخدمها الجسم للنمو والقيام بالوظائف الحيوية، إلا أن كثرة استهلاكها مرتبط بارتفاع معدلات الأمراض المزمنة التي تشكل وفياتها ما يقارب 73% من إجمالي الوفيات في المملكة بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية للعام 2018م” .
وأوضحت أن الدهون المشبعة توجد بشكل أساسي في الأطعمة الحيوانية مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم الحمراء وجلد الدجاج والزبدة، فضلاً عن وجودها في بعض المصادر النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند، وترتبط كثرة استهلاك هذا النوع من الدهون بارتفاع مستوى الكوليسترول في الجسم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوصت “الغذاء والدواء” عبر الدليل باختيار قطع اللحم قليلة المحتوى من الدهن مثل اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء منزوعة الدهن ومنتجات الألبان قليلة الدسم، كما أوصت بألا يتجاوز استهلاك الفرد من الدهون المشبعة 10% من مجموع السعرات الحرارية اليومية (متوسط 2000 سعرة حرارية/ اليوم) وألا يتجاوز استهلاك الرجل منها 30 غراما، وألا تستهلك المرأة أكثر من 20 غراماً من الدهون المشبعة في اليوم.
وأبانت الهيئة أن الدهون غير المشبعة تعد أحد مصادر الدهون المفيدة التي تساعد في خفض مستوى الكولسترول بالدم، إذ تعمل على خفض معدل الكوليسترول الضار (LDL) ورفع معدل الكوليسترول النافع (HDL) ومن ثم تقليل معدل الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يجب أن يكون استهلاك هذا النوع من الدهون بشكل متوازن وغير مفرط، نظراً لارتباط ارتفاع السمنة بشكل عام بكثرة استهلاك الدهون.
وتوجد الدهون غير المشبعة بشكل أساسي في المصادر النباتية والأسماك مثل زيت الزيتون، وحبوب القرع، والمكسرات، والكانولا، والسالمون، والساردين، وتقسم الدهون غير المشبعة إلى نوعين: دهون غير مشبعة أحادية، ودهون غير مشبعة عديدة وأشهرها حمض “الأوميغا 3”.
ونوهت الهيئة إلى أن الزيوت المهدرجة جزئياً أو “الزيوت المتحولة اصطناعياً” تتشكل من خلال عملية الهدرجة الجزئية للزيوت النباتية، إذ تتضمن هذه العملية إضافة ذرات الهيدروجين إلى الزيت النباتي ومن ثم يتحول قوامه السائل إلى مادة صلبة وينتج عنها زيت مهدرج جزئياً (PHO) وهو المصدر الرئيس للدهون المتحولة الاصطناعية في المنتجات الغذائية، وقد أثبتت الدراسات أن هذا النوع من الدهون مرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، لذلك قامت العديد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة العامة للغذاء والدواء باتخاذ سياسات تغذوية لمنع استخدام هذه الزيوت في الصناعات الغذائية.
وبدأت رحلة “الهيئة” في خفض الدهون المتحولة منذ العام 2015 م، وذلك بعد إصدار اللائحة الفنية السعودية”2483 SFDA. FD ” التي تنص على حدود معينة للدهون المتحولة في الزيوت والدهون والمنتجات الغذائية الأخرى، وعقب ذلك قيام “الغذاء والدواء” بإجراء مسح على المنتجات الغذائية في الأسواق المحلية وتحليل محتواها من الدهون المتحولة، وتبيّن من خلال الحملات الرقابية أن نسبة المنتجات الغذائية المطابقة للائحة الفنية السعودية بلغت تقريباً 95 %، وفي العام 2020م منعت “الهيئة” استخدام الزيوت المهدرجة جزئياً، وتعد المصدر الرئيس للدهون المتحولة الاصطناعية في الصناعات الغذائية، وأحد أهم الإستراتيجيات التغذوية التي تسعى “الهيئة” من خلالها إلى تعزيز الصحة العامة وحماية المجتمع، ونالت على إثر ذلك إشادة منظمة الصحة العالمية كونها أول الدول على المستوى الإقليمي والـ14 على المستوى العالمي في تطبيق مثل هذا القرار.
وللمزيد من المعلومات حول الدليل التوعوي الخاص بالدهون يمكن الاطلاع عليه عبر الرابط.

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم