الصحة والغذاء

كيف نحقق أهدافنا ؟؟

لو سألت الانسان العادي ما هي أهم إنجازاتك في الحياة؟ ماذا حققت من أهدافك وأحلامك؟ بالطبع سيكون الرد التقليدي : لقد أسست أسرة سعيدة،، لقد قمت بشراء بيت الأحلام ، ترقيت في عملي ،، كسبت الكثير من المال ،، فزت في المباراة ،، حققت شهرة واسعة ،، أصبحت سفيرا أو وزيرا ،، أكملت دراستي التخصصية في الطب أو أي مجال اخر وأصبح اسمي من الأسماء اللامعة في مجال عملي .

نلاحظ ان التركيز في أغلب الأحيان ان لم يكن في جميع الأحيان على الحياة الخارجية أي الأشياء التي حققناها خارج حياتنا ،، جميعها منظورة من المجتمع وبالطبع فهذا رائع وليس هناك ما يعيب هذه الإنجازات ،  فهي طريقة لمعرفة ما حققناه وللاستمرار في تحسين الظروف وبشهادة ومرأى ومسمع من الجميع .

جميعنا يجرفنا التيار لتحقيق الأحلام والانجازات الهامة،، وكلما كان سقف الطموح عاليا كلما زادت الإنجازات وزادت أهميتها بالنسبة لنا  ، وهذا ما يجعلنا نقضي حياتنا في تحقيق الإنجازات وكسب المديح والاعتراف بفضلنا والسعي وراء تقبل الاخرين لنا ،، حتى اننا نفقد وعينا بما هو هام فعلا..

ان الهدف الرئيسي من تحقيق ما نحلم به هو ان نصل الى السعادة والطمأنينة ، قد يكون ما تحقق من أحلامك جميلا ولكنه ليس على نفس درجة الأهمية  من  لو أن هذه الأحلام قد جلبت لك السعادة والطمأنينة الداخلية بالفعل ،، فَلَو كنت مديرا لشركة كبيرة وتخطب ودك الصحف يوميا للإدلاء بتصريحات هامة وصورك تملأ الجرائد والمجلات وقنوات التلفاز فإنك ستشير الى صورك ومقالاتك على انها إنجاز هام ، وهذا صحيح ولكن لنفرض ان لديك منافسين وعداوات، هل جعلتك هذه الصور معتدلا امام منافسيك وأعدائك ، ان اعتدالك في المنافسة الشريفة وعدم انتهاز الفرص للتنكيل بأعدائك هو الإنجاز الحقيقي ، اذا أين نضع الاولويات في هذه الحالة؟؟ ما هو الأهم لديك ؟

ان كان تحقيق السكينة والمحبة بين أولوياتك الرئيسية فلم لا تعيد تحديد اهم إنجازاتك على انها الاولويات التي تدعم وتقيس الصفات النفسية والاخلاقية التي تجلب لك السعادة الكاملة بنشوة الإنجازات .

اننى أنظر الى إنجازاتي على انها نابعة من داخلي : هل بالغت في الرد على تحد ما؟ هل كنت متفهمة للنقد الهادف او حتى الهادم؟ هل احتفظت برباطة جأشي ؟ هل كنت مفرطة بالعناد؟ هل أسامح الغير؟ هل أنا راضية عن نفسي؟ هل أنا سعيدة فعلا من الداخل كما تعكس ابتسامتي  من الخارج؟

كل هذه الاسئلة تذكرنا ان المقياس الحقيقي للنجاح لا ينبع مما نفعله ويراه العامة ولكنه ينبع من هويتنا وكميه الحب التي نكنها في قلوبنا .وبدلا من ان تشغل نفسك بانجازاتك الخارجية ،حاول ان تركز على ما هو هام بالفعل ، وعندما تعيد تحديد معنى الإنجاز واهميته لك انت قبل الاخرين فان ذلك سيساعدك على المضي في طريق حياتك …

د/ مها محمد حسن فقي

*طبيبة نفسية

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم